7. الألفة من عوامل الإحساس بالجمال، فإذا ألفت شيئًا تتعايش معه لدرجة أنك ربما تنساه داخليًا، ولكن الغريب أنه ربما يصفه أحدنا بالجميل مع خلوه الفعلي من الجمال، بسبب أنه لم يره مسبقًا ولم يألفه، وقد تأتي النتيجة معاكسة. (37) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn38) 8. يستطيع المرء أن يشعر بجمال ما يؤيده ويؤيد أفكاره من شعر وكلام وصور، ولكنه يجد صعوبة في نفسه من إدراك جمال ما يتخالف معه. (38) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn39)
والقاعدة هذه تقودنا إلى محاولة فهم ما اشتهر على ألسنة العوام (القرد في عين أمه غزال) وواضح صدوره عن محب للغزلان لأنه رأى أن قمة الإقران بالعظمة الجمالية أن يكون القرد الابن بتصور أمه غزالا، وربما لا يفضله الغزال.
9. والبيئة عامل مؤثر على الجمال، فالذي ينشأ في بلد جميع سكانه طوال نحاف، غير الذي يكون في بلد سكانه كلهم قصار سمان. (39) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn40)
10. اللغة تؤثر في استشعار الجمال عند القارئ، وما ترجمت لغة إلى أخرى إلا فقدت كثيرًا من معانيها الخيالية وأهدافها التمثيلية التي تخضع لقواعد اللغة الأولى، ولذا كانت المسحة القرآنية كامنة في أنها باللغة العربية - لغة الجمال اللفظي البلاغي الأرقى - ولذا حرّمت ترجمته إلى أية لغة أخرى، لأنه بغيرها سيفقد رونقه. (40) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn41)
11. عندما يرتبط الأمر بشيء جميل، فإن تذكره يوحي بالجمال، والحكم على شيء بالجمال يخضع لتجاربنا ومحاولتنا الحياتية. (42) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn42)
12. طالما أننا خاضعون للتأثر بما ترتبط به الأشياء لدينا، فلن نستطيع أن نبلغ نقاوة الحكم على الشيء، ونصيبه في حقيقته من جمال أو دمامة. (43) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn43)
المبحث الثاني/ الجمال والحق
13. الجمال لا يعني الحق المجرد من نظرية ثابتة أو تحقق سلام عالمي أو استقرار على مبدأ، وإنما يعبر عن روحه وثمرته، وإلا لو كان معناه المراد المجرد لجاز لنا أن نستعيض عن كلمة (الحق) بلفظة (الجمال) والعكس صحيح، بالإضافة إلى أن الأشياء الجميلة لا يمكن أن توصف بالصدق. (44) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn44)
14. إن انجذاب الآخرين للشيء هو تعير عن انعكاسات داخلية باهتمامات متعلقة بذات صاحبها. (45) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn45) ، فلو كان من الأدباء أو محبي الأدب ودخل مكتبة مثلا، فإن ذروة الجمال سيراها في كتب الشعر والبلاغة والنحو وما ناحاها.
15. في تصورنا العام للجمال بأنه إذا ذكر لأحدنا رجل على أنه يحب العدل والوفاء، ويتصف بالمروءة وإتمام الوعد، ويتمتع بذكاء خارق، وله قدرة عجيبة على استمالة القلوب، إلى غير ذلك من صفات الكمال، فإن الصورة الشخصية التي ستتكون عنه في عالم التخيل هي صورة رجل جميل الهيئة حسن الثياب ولا شكّ. (46) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn46)
16. من تعاريف الجمال: (تمر بنا لحظات عابرة من الجلاء النفسي ندرك فيها ما يعرض على حواسنا أو خيالنا، فيبدو لنا الشيء - سواء من أثر طبيعته أو من تسامي إدراكنا - كأنه كون صغير كامل مفهوم لنا. وهذا هو الجمال (47) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn47) ).
17. وليس للجمال أو إدراكه وقت محدد، فما يكون جميلا بعد عشرة أيام، من الممكن أن يختلف تصورنا تجاهه بعدها بأيام، أو حتى إذا اختلف المكان فـ (إن أنسام الجمال تهب رفّاقة حينما تشاء (48) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn48) ).
18. مصدر الإحساس بالجمال أو عدمه عند جاريت هو (شعور الإنسان) أو ما يسمى بـ (القلب البشري). (49) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn49)
وعند صاحب مبادئ علم الجمال شارل لالور (منبع الإحساس بالجمال هو القلب لا العقل، وهذا يرجعنا إلى حقيقة مفادها أن قياس الأشياء من ناحية جمالياتها يرجع إلى الذوق ولا يرجع إلى التفكير المنطقي بدرجة أولى (50) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn50) ).
المبحث الثالث/ الجمال والخير
19. من الممكن اعتبار الشيء جميلا بما نتوارثه عن الأجداد أنه كان جميلا عندهم، فينتقل الشعور بالوراثة. (51) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn51)
¥