ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 01:43 ص]ـ
الهوامش:
1 - قال الميداني في المجمع (2/ 422) تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد:" يَا قِرْفَ القَمْعِ القِرْفُ: القِشْر والقَمْعُ: (القمع بوزن فلس أو حمل أو عنب) قمع الوَطبَّ يُصِبُّ فيه اللبن فهو أبدا وسخ مما يلزق به من اللبن وأراد بالقرْفِ ما يُعْلُوه من الوَسَخ " اهـ
والقمع في البيت متحرك الميم فليتنبه.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فهذه كلمة وجيزة محررة في تحقيق بيت من الشعر نسب إلى الإمام الشافعي رحمه الله أتناول فيها البيت وأوجه روايته و حكاية من ذكروا أنه نسب إليه ثم أردف ذلك بالترجيح العلمي والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المطلب الأول: أوجه حكاية البيت:
الوجه الأول:
أهين لهم نفسي لأكرمها بهم *&* ولن تكرم النفس التي لا تهينها
هكذا في " تاريخ بغداد " 14/ 302 وهو في " وفيات الأعيان " 7/ 64 وغيرهما.
الوجه الثاني:
أهين لهم نفسي لأرفعها بهم *&* ولن تكرم النفس التي لا تهينها
هكذا في إغاثة اللهفان (1/ 121).
الوجه الثالث:
أهين لهم نفسي لأكرمها بهم *&* ولن يكرم النفس الذي لا يهينها
هكذا في ترتيب المدارك للقاضي عياض، وبهجة المجالس لابن عبد البر وجملة من الكتب.
الوجه الرابع:
أهين لهم نفسي لكي يكرمونها * ولن تكرم النفس التي لا تهينها
هكذا في سير أعلام النبلاء (12/ 61) وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي والطيوريات والمدخل ومسند الشافعي وغيرها.
الوجه الخامس:
أهينُ لهم نفسي فهمُ يكرمونها *&* ولن تكرمّ النفسُ التي لا تَهينها
هكذا في تذكرة السامع والمتكلم (ص:87)، ومناقب الشافعي للبيهقي (ص:127).
المطلب الثاني: من نسب إليهم:
الأول: الإمام محمد بن إدريس الشافعي:
في أكثر كتب الأدب والتراجم بألفاظ متفاوتة الدلالة منها قول البويطي:" ... فكثيراً ما كنت أسمع الشافعي رضي الله عنه يتمثل بهذا البيت .. "إلخ
وهذا لا دلالة فيه لمن تأمله.
ومنها:" كان الشافعي كثيراً ما ينشد ... ". ومنها:"يروى أن الشافعي قال .. " كما في محاضرات الأدباء. وهذه صيغة تمريض.
الثاني: الحسن بن عبد الحميد:
كما في العقد الفريد وغيره، أنشده لما رؤي يزاحم الناس على باب محمد بن سليمان أمير البصرة المتوفى سنة 173 هـ وعوتب في ذلك.
الثالث:أعرابي
كما في البيان والتبيين (ص: 308) للجاحظ، وبهجة المجالس.والبيت بعيد عن لحن الأعراب.
الرابع: عبيد الله بن الحسن القاضي:
كما في أخبار القضاة لوكيع.
الخامس: مجهول:
كما في التذكرة الحمدونية وسر الصناعتين لأبي هلال العسكري.
الترجيح:
الراجح أن هذا البيت ليس للشافعي الإمام لأمور منها:
الأول: عدم استقامة معناه وقانون الشرع:
قال ابن القيم في إغاثته:" فصل ومن مكايده أنه يأمرك بإعزاز نفسك وصونها حيث يكون رضى الرب تعالى في إذلالها وابتذالها كجهاد الكفار والمنافقين وأمر الفجار والظلمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر فيخيل إليك أن ذلك تعريض لنفسك إلى مواطن الذل وتسليط الأعداء وطعنهم فيك فيزول جاهك فلا يقبل منك بعد ذلك ولا يسمع منك ويأمرك بإذلالها وامتهانها حيث تكون مصلحتها في إعزازها وصيانتها كما يأمرك بالتبذل لذوي الرياسات وإهانة نفسك لهم ويخيل إليك أنك تعزها بهم وترفع قدرها بالذل لهم ويذكرك قول الشاعر:
أهين لهم نفسي لأرفعها بهم *&* ولن تكرم النفس التي لا تهينها
وغلط هذا القائل: فإن ذلك لا يصلح إلا لله وحده فإنه كلما أهان العبد نفسه له أكرمه وأعزه بخلاف المخلوق فإنك كلما أهنت نفسك له ذللت عند الله وعند أوليائه وهنت عليه " اهـ
والمفهوم من ذلك أن ابن القيم ينفي نسبة ذلك إلى الشافعي بل لا يتصورها لأن الشافعي إمام متبوع لا يزل في مثل ما بينه ابن القيم.
هذا ويحنمل أن يكون لقائله مراد صحيح فإن الشافعي كان يتمثل به قاصداً أنه يهين لتلامذته وغيرهم نفسه في احتمال أذاهم والصبر على تهذيبهم وتربيتهم مع شدة مرضه ليكرمه الله بهم فينشروا علمه وكتبه ويبثوها بين الناس وينصروا قوله على الخصوم والله أعلم.
الثاني: عدم تصريح الروايات بالنسبة:
بل المفهوم منها أنه يتمثل تمثلاً كما هي عادته في كثير من الأحيان لا سيما أحيان تمثله بشعر الهذليين الذي كان يحفظه سرداً وعنه نقلته النقلة.
الثالث: مجيئ ذلك عنه بصيغة التمريض وقد تقدم.
ولذا فالراجح أن البيت للحسن بن عبد الحميد لأنه أقدم من ألصق به البيت وجاء عنه بصيغة الجزم وإلا فنسبته لأعرابي أو لمجهول تشينها الجهالة والإبهام وعبيد الله القاضي متأخر عن الحسن كما هو متبين.
والعجيب أن البيت في ديوان الشافعي دون تنبيه!
فالله المستعان.
¥