ـ[العابري]ــــــــ[01 - 02 - 10, 10:10 م]ـ
وتصديقاً لما ذكره الأحبة ..
فقد قُدر لي أن أقوم باستقبال بعض الأبحاث في مناسبة علمية عالمية، وقد دهشت من سحر اللغة المغربية، وجمالها، وكيفية توظيفهم لهذة اللغة الشريفة في مكاتباتهم الرسمية.
أما عن قوة العبارة وإملاء بنات الأفكار دون تسويد الصفحات بعشرات النقولات-كما نصنع- فسمة تكاد تخطف بالأبصار، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أما عن سبب ضعفنا نحن المشارقة؟ فالسر فيه- والله اعلم- هو ذلك الانفصام في الشخصية؛ فتجد الواحد منا يتعب نفسه في تفهم القواعد النحوية، وحفظ المنظومات العلمية، ثم تراه لايطبق شيئاً من ذلك.
وكذلك العامية التي تحاصره في كل مكان، فتهدم ما بناه، وتفسد ما اجتناه، وعند متقدمي الأصحاب من الحنابلة نقطة من بول تنجس الماء الطاهر الكثير!!.
أما الأعاجم فهم من بين يديه ومن خلفه، حتى يخيل إليك في بعض المدن أنك في شوارع دلهي. وإن تكلم بالفصحى لاتهم بالكبر أو بالجنون، فقولوا لي بربكم متى يفلح!!.
أما ركام الإعلام، ومهرجي الصحف والقنوات فالأمر الكُبار والعار والشنار، مساكين ينظرون إلى لغتهم بعين الاحتقار، قد يمموا وجهوهم إلى رطانة الغرب، فالحصيف عندهم من يتقنها، والأحمق عندهم من لا زال يتغنى بلغة أهل العمائم.
تقرأ في صحيفة من الصحف فيصيبك الغثيان والقولون العصبي من بشاعة وسخافة ما يكبته بعضهم، ولا يستحي من كشف عورته، وظهور سوءته، ومع ذلك يتهافت الناس على شرائها. يالله ألا ترون ما أرى، أما أني أصبت في عقلي.
ولولا توفيق الله قبل كل شيء، ثم هذه الكتب التي تربطنا بسالف علمائنا، وما سطره الأوائل لكنا في عداد أموات الأحياء، نعم الميت من مات فكره، وجمد طبعه، ولم ينتفع مما يقرأ أو يسمع.
ومن الخطورة بمكان أن يبقى الوضع هكذا لأنه سيصبح هناك حاجز بين الأجيال القادمة وبين الاستفادة من كتب العلماء؛ لضعف تحصليهم اللغوي، وإلف طباعهم على نوع معين من الكتابة، وهذه هي الداهية العظمى، والمصيبة الكبرى.
هذه أحبتي نفثة مكلوم ....
آذيت بها مسامع عشاق العربية، وأرباب الأدب والفصاحة، قالها من انضى راحلته في تتبع منازل أهل العربيه، ورباعهم، يحدوه الشوق إليهم، حتى وقف على رياضهم المزهرة، وأنهارهم العذبة، وثمارهم الحلوة، لكنه رغم ذلك يكاد أن يخر صريعاً من الجوع والعطش!!.
اللهم إني أعوذ بك من معرة اللحن في الأعمال، وفضوح الحَصَر عن فعل الخيرات، والسلام.
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[02 - 02 - 10, 02:56 ص]ـ
أنا مشرقي وأرى لزاما علي أن أدلي بدلوي ..
أقول ما قاله أخونا أبو عائشة المغربي صحيح , هناك ظاهرة منتشرة وهي ضعف علوم الآلة كالنحو والصرف والبلاغة واللغة عند (غالب) علماءنا بالجزيرة العربية فضلا عن طلبة العلم , ولكن أبشركم أن هناك صحوة قوية من شبابنا اليوم الذين بدأوا يسلكون طريق العلم بالاهتمام بلغتهم , وللشيخ أحمد الحازمي جهد مبارك في ذلك , فهو يدرس طلبته هذه العلوم.
وقد نبه الشيخ أحمد الحازمي أن علم البلاغة يكاد يكون معدوما في بلادنا , وسبب ذلك -والله أعلم- هو التعمق في علوم الغاية قبل علوم الآلة , فتجد الطالب يشحن بالخلافات العقدية والفقهية قبل أن يتمكن -ولو بقليل - من النحو والصرف واللغة.
كما أحب أن أضيف أن الجزيرة العربية تختلف من جهات إلى جهات , فمثلا تتميز المنطقة الجنوبية بنبوغ قاطنيها في علم النحو و الشعر والنظم , وما الشيخ حافظ الحكمي عنا ببعيد , فمن يقرأ له يكاد يقول هذا من بلاد مورتانيا , والشيخ علي القرني الذي أوتي فصاحة وبلاغة , وغيرهم كثير.
وما قلته أخي حق لا مرية فيه , فوالله إني لأتذوق الفصحى من بلاد المغرب , و يوجد مقطع على الشبكة فتاة تونسية تتصل بالشيخ محمد حسان -شفاه الله- ولم تلحن في كلمة إلا كلمةً واحدةً , وقد أثنى الشيخ محمد على فصاحتها وعدم لحنها.
أقول: هذه إمرأة فما بالك برجالهم , أبقى الله لنا أحفاد ابن آجروم يدافعون عن حياض لغتنا الرقراقة.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[02 - 02 - 10, 04:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أخي الحبيب أبو عائشة المغربي .... وعذرا على التطفل
وفيك بارك أيها الحبيب
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[02 - 02 - 10, 05:09 ص]ـ
أبا عائشة .. بارك الله فيك وفي الإخوة ..
وأريد التعليق على كلام أخي (أبي عبدالله وعزوز) في قضية الصحوة القوية في هذا المجال ..
فأقول إن العلماء في الجزيرة وطلاب العلم قد راج بينهم منذ فترة ليست بالطويلة الاهتمام باللغة تدريساً واستعمالاً، فلم نعُد نستغرب من يحفظ مقامات الحريري ولا موطأة الفصيح ولا الألفية ولا الاهتمام باللغة كما صنع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والحازمي وغيرهما، ففي صفوف طلاب العلم الآن مَن قد بدأ بينهم الاهتمام بذلك والشعور بالحاجة في هذا المجال، ونسأل الله أن يبارك في الجهود ..
ولاأخفيكم إنه يدور في خلدي الآن تقديم (ورقة) أو (موضوع) يدرس هذا الأمر من جميع الأطراف، ثم أقدمها للإخوة في الملتقى لعلها توضح جوانب القصور وتلفت النظر لما ينبغي الاهتمام به ..
والله المستعان ..
وجزاكم الله خيراً
¥