تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من شعر المتكلمين في وصف علمهم وحالهم!]

ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 09:42 م]ـ

إذا كان من سيما علماء الحديث اليقين والطمأنينة والرضا فإن من سيما كثير من علماء الكلام الشك والحيرة في المطالب الإلهية. وقد عبروا عما يعتلج في أنفسهم من ريب وحيرة في أبيات شعرية كثيرة منها قول أحدهم:-

طلبتك جاهدا خمسين عاما فلم أعثر على برد اليقين

فهل بعد الممات بك اتصال فأعرف غامض السرالمصون

وقال آخر:-

نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وقال ثالث:-

لعمري لقد طفت المعاهد كلها وقلبت طرفي بين تلك المعالم

فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم

وقد يصاحبهم الشك حتى في أحرج لحظة في العمر؛ وهي لحظة الاحتضار والاقبال على الجبار، يقول أحدهم:-

لعمرك ماأدري وقد أذن البلى بعاجل ترحالي إلى أين ترحالي

وأين محل الروح عند خروجه من الهيكل المنحل والجسد البالي

وماذكرته غيض من فيض من أراد المزيد منه وجده في مظانه! ولكن الأهم اعتبار أولئك المعجبين أو الداعين للمناهج الكلامية والطرق الفلسفية؛ فإن السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ به الناس.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير