[اللغة العربية ... الرافعي]
ـ[العاصمي الجزائري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 08:49 م]ـ
جاء في ديوان محمد صادق الرافعي تحقيق الدكتور ياسين الايوبي منشورات المكتبة العصرية بيروت في فصل (التهذيب والحكمة) ص 230 - 232 ما يلي:
قال محاكيا حافظ ابراهيم في تقهقر اللغة العربية:
ام يكيد لها من نسلها العقب .. ولا نقيصة الا ما جنى النسب
كانت لهم سببا في كل مكرمة .. وهم لنكبتها من دهرها سبب
لا عيب في العرب العرباء ان نطقوا .. بين الأعاجم الا أنهم عرب
والطير تصدح شتى كالأنام وما .. عند الغراب يزكى البلبل الطرب
أتى عليها طوال الدهر ناصعة .. كطلعة الشمس لم تعلق بها الريب
ثم استفاضت دياج في جوانبها .. كالبدر قد طمست من نوره السحب
ثم استضاءت فقالوا الفجر يعقبه .. صبح فكان ولكن فجرها كذب
ثم اختفت وعلينا الشمس شاهدة .. كأنها جمرة في الجو تلتهب
سلوا الكواكب كم جيل تداولها .. ولم تزل نيرات هذه الشهب
وسائلوا الناس كم في الأرض من لغة .. قديمة جددت من زهوها الحقب
ونحن في عجب يلهوا الزمان بنا .. لم نعتبر ولبئس الشيمة العجب
ان الأمور لمن قد بات يطلبها .. فكيف تبقى اذا طلابها غابوا
كان الزمان لنا واللسن جامعة .. فقد غدونا له والأمر ينقلب
وكان من قبلنا يرجوننا خلفا .. فاليوم لو نظروا من بعدهم ندبوا
أنترك الغرب يلهينا بزخرفه .. ومشرق الشمس يبكينا وينتحب
وعندنا نهر عذب لشاربه .. فكيف نتركه في البحر ينسرب
وأيما لغة تنسي امرأ لغة .. فانها نكبة من فيه تنسكب
لكم لكى القول في ظل القصور على .. أيام كانت خيام البيد والطنب
والشمس تلفحه والريح تنفحه .. والظل يعوزه والماء والعشب
أرى نفوس الورى شتى وقيمتها .. عندي تأثرها لا العز و الرتب
ألم ترى الحطب استعلى فصار لظى .. لما تأثر من مس اللظى الحطب
فهل نضيع ما أبقى الزمان لنا .. وننفض الكف لا مجد ولا حسب
انا اذا سبة في الشرق فاضحة .. والشرق منا وان كنا به خرب
هيهات ينفعنا هذا الصياح فما .. يجدي الجبان اذا روعته الصخب
ومن يكن عاجزا عن دفع نائبة .. فقصر ذلك أن تلقاه يحتسب
اذا اللغات ازدهت يوما فقد ضمنت .. للعرب أي فخار بينها الكتب
وفي المعادن ما تمضي برونقه .. يد الصدا غير أن لا يصدأ اللهب