[شرح قصيدة ابن تيمية التي حل بها اللغز المشهور]
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[24 - 03 - 10, 04:39 م]ـ
الحمد لله
هذه محاولة لفهم قصيدة ابن تيمية التي حل بها لغز الشيخ الفارقي وكان يومها يبلغ 20 سنة كما قيل كتبتها على عجل
أولاً نص اللغز
ما اسم ثلاثي الحروف فثلثه ... مثل له والثلث ضعف جميعه
والثلث الآخر جوهر حلت به ال ... أعراض جمعا فأعجبوا لبديعه
... وهو المثلث جذره مثل له ... وإذا يربع بان في تربيعه
... جزء من الفلك العلي وإنما ... باقيه خوف أو أمان مروعه
... حي جماد ساكن متحرك ... إن كنت ذا نظر إلى تنويعه
... وتراه مع خمسيه علة كونه ... معلوله سرا بغير مذيعه
... وبغير خمسيه جميع النحو مو ... جود ومحمول على موضوعه
... وبحاله فعل مضى مستقبلا ... حمدت صناعته لحمد صنيعه
... قيد لمطلقه خصوص عمومه ... زيد لمفرده على مجموعه
... شيء مقيم في الرحيل وممكن ... كالمستحيل بطيئه كسريعه
... وأهم ما في الشرع والدين اسمه ... ومضافه بأصوله وفروعه
... ودقيق معناه الجليل مناسب ... علم الخليل وليس من تقطيعه
... وإذا عروضي تطلب حله ... ألفاه في المفروق أو مجموعه
... وإذا ترصعه بدر فريده ... عقدا يزين الدر في ترصيعه
... للمنطقي وللحكيم نتاجه ... وعلاجه بذهابه ورجوعه
... وله شعار أشعري واعتقا ... دحنبلي فاعجبوا لوقوعه
... وتمامه في قول شاعر كندة ... ما حافظ للعهد مثل مضيعه
يرويك في ظمأ ندى بوروده ... ويريك في ظلم هدى بطلوعه
ولقد حللت اللغز إجمالا وفي ... تفصيله تفصيل روض ربيعه
فاستجل بكرا من ولي بالحلى ... تهدى لكفء الفضل بين ربوعه
جواب ابن تيمية
يا عالما قد فاق أهل زمانه ... بفنونه وبيانه وبديعه
وغدا لأعلام العلوم منارهم ... يهدي الهداة إلى منير ربوعه
وأجاد نظما عقد جيد عقيلة ... من در بحر العلم في ترصيعه
.. وجلا المعارف في عوارف لفظه ... أخذا لعرف العلم من ينبوعه
.. وأبان عما قد حوى من كل فذ ... ن قد أحاط بأصله وفروعه
... ببيانه السحر الحلال ولفظه ... العذب الزلال ولفظ حسن صنيعه
... بغزير علم وافتنان واسع ... ألغزت علما في فنون وسيعه
... حليته بدقيق وصف صنته ... بجليل لفظ ناء عن موضوعه
... ووصفته بحلى العلوم وأهلها ... ونعته بضروبه وضروعه
... وجمعت في أوصافه الأضدا ... د حتى استيأس الطلاب من تتبيعه
... والعبد لما أن تأمل نظمكم ... بنظامه ألقى له في روعه
... أن الذي ألغزتم علم ولم ... ا يجعل المظنون من مقطوعه
... لكنه أمسى يحليه بما ... حليته ويغوص في توقيعه
... حتى تجلى الحق من ظلمائه ... في ليلة من قبل وقت هجوعه
فإذا الذي قد عن أول مرة ... حق تبلج فجره بطلوعه
... ورأيت فيه الوصف إما باديا ... أو خافيا معناه في مسموعه
... لدقيق مغزاه ولطف إشارة ... وبعد حلاه عن موضوعه
... فغدوت أكشف عنه كشفا موجزا ... باشارة تهدي لشطر بقيعه
... فاسمع لحل حلاه في تفصيله ... واشهد بقلب مقبل بهطوعه
... العلم لفظ ذو ثلاثة أحرف ... وهجاء كل مثل ما مجموعه
... فإذا يكون مركبا من تسعة ... جذرا لها فانظر إلى تربيعه
... ومربعا ساواه جذر حسابه ... ومثلثا بحدوده وضلوعه
... ويكون أثلاثا فثلث مثله ... هو لامه إن خضت في توزيعه
... والميم في الجمل الكبير حسابه ... هو أربعون بقول أهل ربيعه
... والميم في الجمل الصغير حسابه ... عشرون هذا الثلث ضعف جميعه
... والثلث عين عين كل ذاته ... هو جوهر والوصف في موضوعه
... إذ كانت الأعيان قائمة بهاال ... أعراض جمعا فافطنوا لجموعه
... حكم يخص العين حرفا واحدا ... من بين جنس الحرف في تنويعه
... هو تسعة في أصله والعالم العل ... وي منه تسعة برقيه
... العرش والكرسي والسبع السم ... وات الطباق فالاسم جزء رفيعه
من عالم الملكوت أعني الغيب إذ ... عنه كنى لعلو شأن صنيعه
... لم يبق إلا جنة أو جاحم ... فيه المخافة أو أمان مروعه
... بالعلم يحيى الله قلبا ميتا ... يسري كنور ضاء حين سطوعه
... فلانه يحيى اسمه حي إذال ... أحياء فرع حياة رب صنيعه
... ولأنه يسري اسمه متحرك ... لوحا تنقله بذهن قريعه
... ذا الوصف عقلي وفي حسيه ... هو جامد هو ساكن بربوعه
... إذ كان نوع العلم معنى جنسه ... عرض يقوم بمستوى موضوعه
... والحي والمتحرك الوصفان يخ ... تصان شخصا جوهرا ببقيعه
¥