ـ[ابو اية السكندرى]ــــــــ[22 - 08 - 09, 03:32 م]ـ
جزاكم الله خير
الوقف يطلق على معنيين أحدهما القطع الذي يسكت القارئ عنده وثانيهما المواضع التي نص عليها القراء فكل موضع منها يسمى وقفا وان لم يقف القارئ عنده ومعنى قولنا هذا وقف أي موضع يوقف عنده وليس المراد إن كل موضع من ذلك يجب الوقف عنده بل المراد أنه يصلح عنده ذلك وان كان في نفس القارئ طول ولو كان في وسع أحدنا أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك و القارئ كالمسافر و المقاطع التي ينتهي إليها القارئ كالمنازل التي ينزلها المسافر و هي مختلفة بالتام والحسن وغيرهما مما يأتي كاختلاف المنازل في الخصب ووجود الماء والكلأ وما يتظلل به من شجر ونحوه والناس مختلفون في الوقف فمنهم من جعله على مقاطع الأنفاس ومنهم من جعله على رؤوس الآي والاعدل انه قد يكون في أواسط الآي وان كان الأغلب في أواخرها وليس آخر كل آية قفا بل المعاني معتبرة و الأنفاس تابعة لها والقارئ إذا بلغ الوقف وفي نفسه طول يبلغ الوقف الذي يليله فله مجاوزته إلى ما يليه فما بعده فأن علم أن نفسه لا يبلغ ذلك أن لا يجاوزه كالمسافر إذا لقي منزلا خصبا ظليلا كثير الماء و الكلأ وعلم انه أن جاوزه لا يبلغ المنزل الثاني و احتاج إلى النزول في مفارة لا شيء فيها من ذلك فالأوفق له أن لا يجاوره فأن عرض له اي للقارئ عجز بعطاس لو قطع نفس أو نحوه عندما يكره الوقف عليه عاد من أول الكلام ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض ولئلا يكون الابتداء بما بعده موهما للوقوع في محظور كقوله تعالى لقد سمه الله قول الذين قالوا فأن ابتدأ بما يوهم ذلك كان مسيأ أن عرف معناه وقال ابن الانباري لا أثم عليه لأن نيته الحكاية عمن قاله وهو غير معتقد له ولا خلاف انه لا يحكم بكفره من غير تعمد واعتقاد لظاهره ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف وان يقف على أواخر الآي إلا ما كان شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون وقوله لأغوينهم أجمعين لأن اللام في الأول و اللام في الثاني متعلقان بالآية قبلهما ثم الوقف على مراتب أعلاها التام ثم الحسن ثم الكافي ثم الصالح ثم المفهوم ثم الجائز ثم البيان ثم القبيح فأقسامه ثمانية و منهم من جعلها أربعة تام مختار وكاف و صالح مفهوم وقبيح متروك وهذا اختاره أبو عمرو ومنهم من جعلها ثلاثة محتار وهو التام الكافي الذي ليس بتام و قبيح و هو ما ليس بتام و لا كاف ومنهم من جعلها قسمين تام وقبيح فالتام هو الموضع الذي الموضع الذي يستغنى عما بعده كقوله في البقرة أولئك هم المفلحون وقوله في الفاتحة وإياك نستعين لكن الأول أتم لكونه آخر صفة لمتقين ما بعده صفة الكافرين و الثاني أن استغني عما بعده لكن به تعلق ألان ما لأن قوله اهدنا سؤال من المخاطب و قوله إياك نعبد موجه للمخاطب فمن حيث أن الكلام كله صادر من المتكلم الآي المخاطب كان أوله تعلق بما في آخره ومن حيث أن قوله وإياك نستعين آخر الثناء على الله تعالى في الصافات مصحين وبالليل هو وقف تام لكن على أفلا تعقلون أم لأنه آخر القصة و لذلك يسمى الأول حسنا أيضا ولا يشترط في التام أن يكون آخر القصة بل أن يستغنى عما بعده كما تقرر كقوله محمد رسول الله فأنه مبتدأ و خبر فهو مستغن عن غيره وان كانت الآيات إلى آخر السورة قصة واحد و بذلك علم أن الوقف الحسن هو التام لكن له تعلق بما بعده و قيل الحسن ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الأبتداء بما بعده كما تقرر لتعلقه به لفظا ومعنى كقوله الحمد لله رب العالمين والرحمن الرحيم ومالك يوم الدين لأن المراد مفهوم و الابتداء بربالعالمين الرحمان الرحيم وبمالك يوم الدين قبيح لأنها مجرورة تابعة لما قبلها
الكتاب: المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء
المؤلف: زكريا الأنصاري
جزاكم الله خيرا
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 11:28 م]ـ
بارك الله فيكم
كنت اتحدث عن الموضوع ضمن محاضرة بعنوان كيف نستقبل رمضان ومما سقته من امثلة قبح الابتداء والوقف: الوقوف على "ابي لهب" والابتداء ب "وتب ما أغنى" في سورة المسد
ولي طلب اوجهه الى الاخوة المهتمين بهذا العلم الا وهو اختصار وتهذيب وجدولة كتاب الاشموني في الوقف والابتداء او نشره والدلالة على موقعه ان كان ذاك قد تم
والمعذرة فانني قليل الاطلاع على ما في الشبكة وهذا اول دخولي في المنتدى" و ان أعِشْ تأتكم الخُطبُ"
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:50 ص]ـ
موضوع فعلاً يستحق التثبيت ويستحق أن يلتفت إليه طلبة العلم
لا سيما وهو يتعلق بكلام الله عز وجل ....
غفر الله لكم جميعاً ولجميع المسلمين.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ
سمعت أحدهم يقف عند قوله تعالى: (و الله لا يهدي) ولم يكمل (القوم الظالمين)
قال عزت المصري:
في صلاة التهجد بالحرم المكي منذ سنوات قرأ الشيخ الفاضل سامحه الله:
. ( ... قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا) ثم وقف.
قلت:
كذلك وقف مشاري العفاسي في اصداره غافر والنجم على مثل هذا الوقف.
نسأل الله القراءة على الوجه الذي يرضاه عنا.
ما شاء الله.
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة النفيسة.
¥