[شكوى الفراق]
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 11:30 ص]ـ
[شكوى الفراق]
لأبي الفتوح المغربي
غرام المحب جارف بعُبابه .. وهجر الحبيب موذن بعذابه
يظل طريحاً مستهاماً من النَّوى .. ولا وصل إلا عند طيف جنابه
يبيت الليالي يرقب الطيف حالما .. ويذكر وصلاً عند أدنى مشابه
ويُصلى بنار الهجر إبَّان قربه .. فيُردى صريعاً من أليم عقابه
يؤرقه ذ كرُ الهوى وطِلابِه .. وذكرُ وصال قد نأى بذهابه
ونأيٌ وصدٌ من حصاد مودة .. وصبرٌ على مر الهوى وعتابه
وما الشوق إلا من لهيب فراقه .. وما الصبر إلا من تجرع صابه
وما ذكرُ هند والرباب وأ هلها .. و ذكرُ مغان من كِناس حُبابه
وذكرُ رسوم قد خلت ومعاهد .. وما ذكرها إلا مزيدُ اضطرابه
فلا هجر أنكى من محبة صادق .. ولا صبر يُجدي معْ دوام طِلابه
فللشوق آفاق بعيد مرامها .. تزيد اتساعاً عند ذكر صحابه
فتزعجه النفس الجريحة دائماً .. وتوقظ هماً لم يكن في حسابه
تذكره وصلاً وعهد مودة .. وصفو وداد من لذيذ رُضَابه
وتبعده طوْراً وتدنيه آخرا .. فتشغله عن ما جرى لشبابه
تذكره أن الأحبة ودَّعوا .. وقد تركوا في القلب هول مصابه
فسحت دموع القلب موذنة بما .. جرى فيه من حزن كطعن حرابه
فقدناهمُ والفقد مر مذاقه .. ولا سيما إن كان في أُسد غابه
ولا سيما إن كان في مجد أمة .. تداعى عليها الكفرُ قصدَ استلابه
فذي فلذاتُ الكبد قد سمحت بها .. وما في سبيل الله غير احتسابه
وهذي سهام الموت تُفني خلائقا .. وداعي المنايا لا غنى عن جوابه
وما عرف التاريخ قوماً حياتهم .. تُقدَّم لله ابتغاء ثوابه
تُقدَّم طوعاً بانقياد عزيمة .. وتَقحم لُجَّ الموت من عند بابه
سوى أمة المختار صلى إلهنا .. على الحاشر الماحي بنور كتابه
فلله فرسان كرام وأنجم .. أذاقوا العدى كأس الردى و تَبابه
وما واحد منهم بيوم كريهة .. تقوم له الآلاف بعد انتدابه
لد يه سهام الحَيْن وسط رِكابه .. ويرمي بها الأعداء عند اقترابه
تمنطق بالموت الزؤام مهاجما .. وأبقى الرزايا للعدى بإهابه
لأجل أمور قد دعته لربه .. وأ جل علوم أكثرت من صوابه
فآثر قرب الله عن كل غاية .. وقد زاد شوقاً عند سير ركابه
فيحدوا حُداءً لا انقضا لرنينه .. وما ذاك إلا من معاني انجذابه
إلى دار خلد في نعيم و حَبْرَة .. وقرة عين هي لبُّ لُبابه
فألقى ثقالاً كن أتعبن ظهره .. وألقى جبالاً من دواعي إيابه
فهذي المعاني قد دعته لربه .. وهذي المعاني عجلت بغيابه
شهيد قضى نحباً وآثر جنة .. وخضَّب أرضاً طُهِّرت بخضا به
فمزق أشلاءً وفاز بحُِظوة .. وأعلى بناء المجد بعد خرابه
يطير شهيداً نحو جنات ر به .. ويحيا حياة دانياً من رحابه
يدوم له الرضوان منذ حلوله .. ويرشف من صفو الهوى وحَبَابه
ويلهو مع الحور الحسان منعما .. و يلتذ دوما من سُلاف كَعابه
ويُسقى كؤوساً من عتيق مُدامة .. بها المسك ختم من ختام شرابه
فلا غولَ لا تأثيم وقت احتسائها .. فلن يسمعَن لغواً وقول كذابه
ويلقى بها الرسْل الكرام وآلهم .. ومن ضمه جمع الهدى بانتسابه
وصل إله العرش قبل ختامنا .. على أحمد المختار فوق نصابه
وآل وصحب معْ كرام أماجد .. حووا كل خير تحت ظل قبابه
وصل إله العرش بعد ختامنا .. على أ حمد الهادي بفصل خطابه
معاني الكلمات:
- الصاب: عصارة شجر مر.
- الرضاب: الريق.
- التباب: الهلاك.
- الحيْن: الموت.
- الإهاب: الجلد.
- الحبرة: بالفتح النعمة وسعة العيش.
- اللباب: خالص الشيء.
- الحظوة: بالضم والكسر المنزلة والمكانة عند ذي سلطان ونحوه.
- الحباب: بالضم الحبيب، وبالفتح نفاخات الماء التي تعلو فوقه.
- السلاف: خالص الخمر وأفضله.
- كعاب: ضُبطت بالفتح والكسر، والأول أصح وهي الجارية البكر.
- المدامة: الخمر لأنه يُدام على شربها.
- الغول: الصداع وقيل السكر.
- نصابه: أي فوق قدر الصلاة عليه بلا حد.
- قبابه: المقصود شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو أسماء الشامي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 06:50 م]ـ
يا سلام
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:00 ص]ـ
حياك الله أخي أبا أسماء ووفقك