[نظرة في علم الأصوات العربي،،]
ـ[محمود الجيزي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 08:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نظرة في علم الأصوات العربي من خلال كتاب أصالة علم الأصوات عند الخليل بن أحمد الفراهيدي
للدكتور أحمد محمد قدور
مسائل الكتاب:
1. مسألة تأثر الخليل بالحضارات السابقة
2. مسائل صوتية ونطقية
3. مسائل صوتية تشكيلية
أولاً: مسألة تأثر الخليل بالحضارات السابقة:
رأى بعضُ الدارسين المحدثين أنَّ الخليلَ متأثرٌ بنظامِ ترتيبِ الأصواتِ عندَ نحاةِ السنسكريتيةِ من الهنودِ،وقد دفعهم إلى هذا الرأي استغرابُهم للنضجِ المبكرِ لعلومِ العربيةِ،ممّا يؤكدُ افتراضَ وجودِ اقتباسٍ واسعٍ من حضاراتٍ سابقةٍ تتمتعُ بمفاهيمَ لغويةٍ متطورةٍ
فقد ذكرَ مونان أنَّ فولرز أشارَ إلى بعضِ نقاطِ التماسِ بين بانيني وبين العلومِ الصوتيةِ اللغويةِ التي أنشأها الجيلُ الأولُ من النحويين العربِ كالخليلِ،وقد أخذَتْ بهذا الزعمِ دائرةُ المعارفِ الإسلاميةِ التي رأى كاتبُ مادةِ الخليلِ فيها: (أنَّ الظاهرَ أنَّه رتبه على حروفِ الهجاءِ عند نحاةِ السنسكريتيةِ وهي التي تبدأ بحروف الحلق)
ذكر فؤاد سزكين أنَّ مسالةَ تأثرِ الخليلِ بترتيبِ الهنودِ لحروفِ الأبجديةِ تبعاً لمخارجها أمرٌ مفروغٌ منه وقد أحال سزكين في معلوماته هذه إلى مرجع للمستشرق المعاصر فيلد ( wild).
أكدَ مالفرد أولمان هذا التأثرَ بقوله: صنَّف الخليلُ بن أحمدَ الفراهيدي معجمَه الشامل العين طبقاً للقواعد الهنديةِ وفقَ نظامٍ صوتيٍّ منطلقُه حرفُ العين.)
تبنَّى شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية هذا الرأي دون الإشارة إلى مصدرٍ معينٍ،فقال: (ربَّما عرف ذلك من بعض نازلتهم –الهنود- في موطنه)
ذهب دارسون آخرون في معرض دراستهم لتأثر الدرس اللغوي العربي بالتراث اليوناني إلى أنَّ الخليلَ أخذ ترتيبه من المعاجم اليونانية، وليس له فضل إلا في أسبقيته في النقل،واحتجوا على ذلك برواية للزبيدي في كتاب طبقات النحويين واللغويين أنَّ الخليلَ عرفَ اليونانيةَ وأنَّه تلقَّى عن حنين بن إسحاق ما ترجمه من تراث اليونان
وقد رفض دارسون آخرون هذا التأثر أيَّاً كان مصدره، فترتيب الخليل للأصوات حسب مخرجها عربيٌّ أصيلٌ، أمَّا معرفة الخليل باللغات الأجنبية فلا دليل عليه، و إلى هذا ذهب يوسف العش وحسين نصار ومهدي مخزومي
إنَّ ترتيب الخليل للأصوات في معجمه العين جاء تماشياً مع الجوِّ الحضاريِّ الناهضِ للحضارةِ العربيةِ المستنيرةِ بالإسلامِ،ولم يكن علمُ الأصواتِ الوحيدَ في النشأة،فهناك النحو والصرف والفقه والحديث وو ... إلخ
أمَّا مسألة لقاء الخليل بحنين بن إسحق فيردها أنَّ الخليل توفي (179هـ) قبل أنْ يولدَ حنينُ بن إسحق ت (264هـ)، فعلى هذا لم يدرك الخليلُ عصرَ الترجمةِ الحقيقيِّ،ولو سلمنا بمسألة التأثر، فالكتاب –العين –يخلو من أية مصطلحات أجنبية دخيلة كالتي نجدها في كتاب مفتاح العلوم للخوارزمي، عند حديثه عن العلوم المستجلبة من اليونان والهند كالمنطق والفلسفة والطب، أما مسألة تأثر الخليل بنازلة الهنود في البصرة فيردها عدة أمور:
o أن هذا الافتراض يجعل الهنود عالمين بإنجازات علمائهم اللغوية الدقيقة حتى ولو كانوا تجاراً أو بحارة
o إمكانية نقل هؤلاء-التجار والبحارة- لهذه المعلومات سليمة خالية من التحريف
o مسألة معرفة الخليل بلغة هؤلاء القوم ولا دليل على ذلك
o عدم وجو نشاط علمي لهؤلاء البحارة والعمال وتأثر العرب الآخرين غير الخليل بهم
إن القائلين بهذا التأثر فاتهم فهم معطيات التكوين الثقافي للخليل كمبدع لعلوم عربية شتى بدءاً من العروض وعلم النحو والصرف وتلقيه للعربية سماعا من فصحاء العرب فضلا عن القراءات القرآنية التي عرفها
ثانياً مسائل صوتية ونطقية:
غاية الخليل في معجمه جمع مفردات اللغة على سبيل الحصر والاستيعاب لا الترتيب والتصنيف بحسب الموضوعات وسبيله إلى ذلك ليس الترتيب الأبجدي المتوارث عن الساميات ولا الترتيب الألفبائي التعليمي لأنهما يهدران القيمة الصوتية التي جعلها الخليل مبدأ من مبادئ علمه وقد تمكن بطريقة التقاليب حصر استيعاب تلك المفردات سواءٌ ما كان منها أو ما هو كائن أو ما سيكون
نسبة الكتاب للخليل:
¥