[فدى لك يا قدس]
ـ[أبو طعيمة]ــــــــ[17 - 04 - 10, 09:58 ص]ـ
فَدَتْكِ عُيُونُ الغَانِيَاتِ النَّوَاعِسُ = وَحُسْنُ اللوَاتي حُسْنُهُنَّ مُجَانِسُ
تُذَكِّرُني لَيْلى و سَلْمَى و خَوْلةً = وَلَكِنَّهُمْ عَنْ حُسْنِهَا قَدْ تَقَاعَسُوا
فَقُلْ لِمُريدِ الوَصْلِ إنْ عَاشَ حَوْلَهُ = عَسَى سَيَزُولُ اليَوْمَ مَا هُوَ حَابِسُ
وَلَكِنَّ مَنْ أَهْوَى عَلَيَّ عَصِيَّةٌ = وَللِمَرْءِ مِنْ ضَوْءِ السَّنَا ما يُلامِسُ
وَلَوْ أَنَّها إِنْسِيَّةٌ ما عَشِقْتُها = وَلَكِنَّها جَلَّتْ فَجَلَّ التَّنَافُسُ
فِدَىً لكِ يا قُدْسُ النُّفُوسُ النّفَائِسُ =وَمَنْ لَيْسَ يَفْدي فَهْوَ بالنَّفْسِ بِاخِسُ
تَخَاصَمَ فِيكِ النَّاسُ في كُلِّ حِقْبَةٍ = مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى أَتْخَنَتْكِ الدَّسَائِسُ
فَمِنْ مُدَّعٍ زُوراً بِأَنَّكِ أَرْضُهُ = إلى بائِعٍ مِنْكِ الذي هُوَ سَائِسُ
فَسُبْحَانَ مَنْ أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلَةً = إلى المسْجِدِ الأَقْصَى فَحَيْثُ المقَادِسُ
وَمِنْ بَعْدِهِ الفَارُوقُ قَدْ جَاءَ فَاتِحًا = وبَعْدُ صَلاحُ الدِّينِ للدِّينِ حَارِسُ
وَلَكِنَّ قَومًا شتَّتَ الله شَمْلَهُمْ = أَقَامُوا بِها فَاسْتَوْطَنَتْها المَدَانِسُ
يَطُوفُونَ بِالقُدْسِ الشَّريفِ لِيَهْدِمُوا = وقَدْ كَثُرَتْ في المُسْلِمِينَ الهَوَاجِسُ
وَيَبْنُونَ فِيها لِلْجَلَاءِ بُيُوتَهُمْ = وعُمِّر فيها بالخَرَابِ الكَنائِسُ
فَمَوْعِدُهُمْ يَوْمٌ تُلاقي نُحُورَهُمْ= سُيُوفٌ تُنَاصِيها الغِلَاظُ الأَشَاوِسُ
وَمَنْ لَيْسَ يَرْضَى السَّيْفَ خِدْنًاوَصَاحِبًا= تَمُرُّ لَيالي عُمْرِهِ وَهْوَ بائِسُ
وَأَضْيَعُ مَا حَازَ امْرُؤٌ طُولَ عُمْرِهِ = حَيَاتُهُ إنْ تَسْهُلْ عَلَيْهِ الخَسَائِسُ
وَمَنْ لَمْ يُوَطِّنْ نَفْسَهُ مَوْرِدَ العُلَا = يَرِدْ سَافِلَ الدُّنيا و رَأْسُهُ نَاكِسُ
وَكَيْفَ يُصانُ المَجْدُ إِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ = قَوَاضِبُ تَحْمي رُكْنَهُ و فَوَارِسُ