وعذراء، قال السكري في شرح ديوانه: قرية على بريد من دمشق، وبها قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه , قلت: والمعنى الأقرب: أن المقصود هو دار حبيبته شعثاء التي يتغنى بها.
وقوله: ديار من بني الحسحاس، بمهملات، قال السكري: الحسحاس بن مالك بن عدي بن النجار.
وقال السهيلي: بنو الحسحاس حب من بني أسد. قال السكري: والروامس: الرياح التي ترمس الآثار وتغطيها.
وقال السهيلي: يعني بالسماء المطر. والسماء لفظ مشترك يقع على المطر، وعلى السماء التي هي السقف. ولم تعلم ذلك من هذا البيت ونحوه ولا من قوله: الوافر
إذا سقط السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
لأنه يحتمل أن يريد مطر السماء، فحذف المضاف، ولكن إنما عرفناه من قولهم في جمعه: سمي وأسمية، وهم يقولون في جمع السماء سماوات، فعلمنا أنه اسم مشترك بين شيئين.
وقوله: وكانت لا يزال بها .. إلخ،
خلال ظرف بمعنى بين، خبر مقدم. ونعم: مبتدأ مؤخر. قال السهيلي: النعم: الإبل، فإذا قيل: الأنعام دخل فيها البقر والغنم. والشاء والشوي: اسم للجميع كالضأن والضئين، والإبل والأبيل، والمعز والمعيز. فأما الشاة فليست من لفظ الشاء، لام الفعل منها تاء.
وقوله: فدع هذا ... إلخ، الطيف: الخيار. ويؤرقني: يسهرني.
فإن قيل: كيف يسهره الطيف والطيف، حلم في المنام؟ فالجواب أن الذي يؤرقه لوعة يجدها عند زواله، كما قال الطائي: البسيط
ظبي تقنصته لما نصبت له ... من آخر الليل أشراكاً من الحلم
ثم انثنى وبنا من ذكره سقم ... باق وإن كان معسولاً من السقم
وقوله: لشعثاء التي ... إلخ، شعثاء: بنت سلام بن مشكم اليهودي. وبيت:
على أنيابها أو طعم غض
إلخ، لم يورده ابن هشام في السيرة، ولهذا أنكره السهيلي.
وقوله: نوليها الملامة ... إلخ، يقال: ألام، إذا أتى بما يلام عليه. يعني إن أتينا بما نلام عليه صرفنا اللوم إلى الخمر، واعتذرنا بالسكر. والمغث، بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة بعدها مثلثة: الضرب باليد.
واللحاء: الملاحاة باللسان، يروى أن حسان مر بفتية يشربون الخمر في الإسلام، فنهاهم، فقالوا: والله لقد هممنا بتركها، فزينها لنا قولك:
ونشربها فتتركنا ملوكاً ... ... ... ... ... ... البيت
فقال: والله لقد قلتها في الجاهلية، وما شربتها منذ أسلمت.
ولذلك قيل: إن بعض هذه القصيدة، قالها في الجاهلية، وقال آخرها في الإسلام.
وقوله: عدمنا خيلنا ... إلخ، النقع: الغبار. وكداء، بالفتح والمد: الثنية التي في أصلها مقبرة مكة، ومنها دخل الزبير يومئذ، ودخل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من شعب أذاخر.
وقوله: يبارين الأسنة ... إلخ، مباراتها الأسنة: أن يضجع الرجل رمحه، فكان الفرس يركض ليسبق السنان.
والمصغيات: الموائل المنحرفات المطعن. والأسل: الرماح. ورواية ابن هشام: ينازعن الأعنة مصغيات.
وقوله: تظل جيادنا ... إلخ، المتمطرات: الخوارج من جمهور الخيل. قال ابن دريد في الجمهرة: كان الخليل يروي: " يطلمهن بالخمر النساء "، وينكر يلطمهن، ويجعله بمعنى ينفضن النساء بخمرهن ما عليهن من غبار أو نحو ذلك. قال: والظلم: ضربك خبزة الملة بيدك لتنفض ما عليها من الرماد. والطلمة: الخبزة.
وقوله: فنحكم بالقوافي، أحكمه: كفه ومنعه. ومنه سمي القاضي حاكماً، لأنه يمنع الناس من الظلم.
قال جرير: الكامل
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ... إني أخاف عليكم أن أغضبا
وقوله: ألا أبلغ أبا سفيان عني ... إلخ، المغلغلة: الرسالة الذاهبة إلى كل بلد، من تغلغل، إذا ذهب.
وروى غير ابن هشام مصراعه الثاني كذا:
فأنت مجوف نخب هواء
والنخب، بفتح النون وكسر المعجمة: الجبان ...
وقوله: هجوت محمداً، قال اللخمي: قال ابن دريد: أخبرنا السكن بن سعيد، عن عباد بن عباد، عن أبيه، قال: لما انتهى حسان إلى هذا البيت قال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " جزاؤك على الله الجنة يا حسان ".
ولما انتهى إلى قوله:
أتهجوه ولست له بكفء
قال من حضر: هذا أنصف بيت قالته العرب.
ولما انتهى إلى قوله:
فإن أبي ووالده وعرضي
قال: " وقاك الله يا حسان حر النار ".
وقوله:
فشركما لخيركما الفداء
قال السهيلي: في ظاهر هذا اللفظ شناعة لأن المعروف أن لا يقال: هو شرهما إلا وفي كليهما شر. وكذلك شر منك، ولكن سيبويه، قال: تقول: مررت برجل شر منك، إذا نقص عن أن يكون مثله. وهذا يدفع الشناعة عن الكلام الأول.
ونحو منه قوله عليه السلام: " شر صفوف الرجال آخرها "، يريد: نقصان حظهم عن حظ الصف الأول، كما قال سيبويه. ولا يجوز أن يريد التفضيل في الشر. والله أعلم.
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[26 - 04 - 10, 09:50 م]ـ
اللهم صل وسلم على نبيك محمد وعلى ءاله أجمعين
رحم الله حسانا ورضي عنه
جزاك الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 05 - 10, 02:01 ص]ـ
بارك الله فيك
لو يتحفنا الأخوة بقصائد أخرى للصحابة إن وجد
¥