تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قلت: وقد أطنب الزمخشري في تقرير ما ردَّه ابن جرير هاهنا، وتأول الآية من خمسة أوجهٍ كلُّها ضعيفة جداً، وما جرَّأه على ذلك إلا اعتزاله؛ لأن الخَتْمَ على قلوبهم ومنعها من وصول الحق إليها قبيحٌ عنده، يتعالى الله عنه في اعتقاده، ولو فهم قوله تعالى: " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " وقوله: " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون " وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى إنما ختم على قلوبهم، وحال بينهم وبين الهدى جزاءً وفاقاً على تماديهم في الباطل، وتركهم الحق؛ وهذا عدلٌ منه – تعالى – حسنٌ ليس بقبيح، فلو أحاط علماً بهذا لما قال ما قال. والله أعلم.

قال القرطبي: وأجمعت الأمة على أن الله – عز وجل – قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاةً لكفرهم؛ كما قال: " بل طبع الله عليها بكفرهم "، وذكر حديث تقليب القلوب و " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "، وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها نُكِتَ في قلبه نكتةٌ سوداء، وأي قلبٍ أنكرها نكت فيه نكتةٌ بيضاء؛ حتى يصير على قلبين أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لايعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ... الحديث. اهـ.

59 – الذي يظهر لي من كثير من التعليقات التي كتبتها على نسختي، وذلك من خلال مراجعة كل مصدر ينقل منه ابن كثير – رحمه الله –: أنَّ ابن كثير في نقله عن ابن جريرٍ – رحمه الله – كثيراً ما ينقل بالمعنى؛ وذلك لكثرة الاختلافات بين عبارة ابن كثير التي يعزو قولها لابن جرير وبين المصدر الرئيس؛ بل أحياناً لا أجدها، وإنما أجد معناها؛ فلذلك أعرضت عن كثير من التعاليق بهذا السبب وأحببت التنبيه على ذلك، والله أعلم.

* ومما لاحظته في تحقيق الشيخ السلامة – وفقه الله – مما يتعلق بنقل ابن كثير – رحمه الله – عن الطبري، أنه يثبت في الحاشية ما هو موجود في تفسير الطبري؛ وكان الأولى: أن يثبت الموافق لما في الطبري – وخاصة حين توجد فروق بين النسخ التي بين يديه – لأن ذلك يؤكد صحتها.

يتبع - إن شاء الله -.

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 08 - 04, 03:19 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا على هذا الجُهْد الرائِع.

وبالنسبة لطبعة دار الفكر التي ينقل عنها المحقق -حفظه الله تعالى- فهي طبعة مُصَوَّرة عَن طبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر (فيصل عيسى البابي الحلبي)، وهي مطبوعة في 4 مجلدات، وعليها تعليقات للشيخ (محمد رشيد رضا) -رحمه الله تعالى-.

ـ[أبو ثابت]ــــــــ[29 - 08 - 04, 04:41 م]ـ

جزيتم خيراً أيها الفضلاء

وبالنسبة للأخطاء فالطباعة لها النصيب الأكبر في حدوثها (أعني الأخطاء)

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 08 - 04, 01:29 ص]ـ

الأخ محمد يوسف - وفقه الله -:

قد بينت سابقاً بأن طبعة دار الفكر مصورة،

ثم في مواضع كثيرة في هذه التنبيهات، أقول: فليحرر، أو فلينظر ونحوها؛ فهل لك أن تتبع ذلك مشكوراً ,

وهذا لأني كنت أقرأ الكتاب في عدة أماكن، فأحياناً أكون بعيداً عن المكتبة، والآن في أثناء كتابة التعقبات يصعب عليَّ المراجعة والتحرير.

بالنسبة لرسالتكم الخاصة، بالنسبة للإقناع فإني أمتلكه، أما المعونة فلا.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ

60 – (176 / الحاشية (5)): عزا المحقق البيت الذي ذكره ابن كثير – رحمه الله – إلى: تفسير الطبري (1/ 265) وهو للحارث المخزومي.

قلت: لقد انتقل بصر المحقق – غفر الله له – إلى البيت الذي يلي هذا البيت عند الطبري؛ وإلا فمحقق الطبري لم يعز هذا البيت إلى (الحارث المخزومي)، وإنما عزا الذي بعده.

61 – (178/ 4): [له خائف، مخادعاً، فكذلك المنافق ... ]، هنا سقط استدركته من الطبري – حيث ينقل ابن كثير – رحمه الله – قولَهُ: [له خائف، فنجا بذلك مما خافه – مخادعاً لمن تخلص منه بالذي أظهر له من التقية، فكذلك المنافق ... ] ويوجد فروق يسيرة أخرى.

62 – (178/ 10): [عَبَادَه]؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: كسر العين المهملة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير