تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل من الممكن أن تنقله لنا؟ وجزاكم الله خيرا

للرفع

ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[08 - 05 - 10, 12:01 ص]ـ

لعله يفيدكم

الوهابية بين طه حسين والعقاد - الشيخ محمود عامر

يساورني شك وأنا أكتب هذا المقال أن روز اليوسف لن تتحمل رد فعل نشر هذا الكلام لأنه سيكون صدمة لطوائف معينة من الناس، بل ربما تخشى روزاليوسف أن تُتهم بأنها صارت جريدة تُعبر عن أفكار الوهابية ومبادئها، عمومًا سوف أنتظر نشر المقال من عدمه لأتأكد من مدى مصداقية روزاليوسف فيما تنادي به من حرية الرأي.

والذي دفعني لكتابة هذا المقال أنه أثناء تسجيلي لحلقة برنامج (الحقيقة) بقناة دريم حول الشيعة والتي أذيعت السبت الماضي أن الضيفين الشيعيين اللذين كانا في طرف والعبد لله كاتب هذه السطور في طرف آخر وجَّها لي اتهامًا بالوهابية وكأنهما يريدان أن يُرهباني بهذه التهمة، وكأنها سبة، كما لاحظت أن أحد كُتاب روزاليوسف في نفس الصفحة التي أكتب فيها ينفث بشيء في صدره فيلبس رداء الموالي والولهان بحب آل البيت الكرام ويكتب عن أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه وهذا مما يُحمد له لو أسند ما كتبه لكتب السنة لمعرفة درجة الروايات التي يسوقها من حيث الصحة والضعف، عمومًا مدح علي رضي الله عنه وموالاته بدون تنقص في غيره من الصحابة، وبدون غلوٍّ فيه هذا مسلكُ أهل السُّنة، وحبذا لو بدأ الكاتب بأبي بكر ثم ثنى بعمر ثم عثمان ثم عليٍّ رضي الله عنهم جميعًا لكان هذا أولى وأرحب لأنه ترتيب أهل السنة والجماعة في المفاضلة بين هؤلاء الكرام، والذي وصل إلى حد الإجماع، كما أنه لا يضير أهل السُّنة والجماعة أن تُنشر مناقب أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه وآل بيت النبوة الكرام بالقيد الذي ذكرته سابقًا.

لكن الكاتب زعم أن الوهابية فتنة وأفكارها خارجة عن إجماع المسلمين، وأنها صرفت الناس عن تعظيم النبي ومودة آل بيته، وهذا زعمٌ عجيب تزامن مع اتهامي بالوهابية من قِبَل ضيفي برنامج (الحقيقة)، وتزامن كذلك مع بعض الطوائف كمجلة (الإسلام وطن) والتي اتهمت الوهابية بالزندقة، وسوف أنتظر ما سيكتبه الكاتب عن أدلته في صرف الوهابية للناس عن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومودة أهل بيته الكرام، ومع هذا الموقف كنتُ قد وقفتُ على كلام للدكتور طه حسين، والأديب الكبير عباس العقاد حول الوهابية، ولَمَّا كان كل من الأديبين الكبيرين محل تقدير عند أدباء العصر الحالي ومن الصعب على أي كاتب كبر شأنه أم صَغُر أن يتهم الأديبين الكبيرين بالعمالة للوهابية؛ لأن الوقت الذي كتب فيه كل من الدكتور طه حسين والعقاد رأيهما عن الوهابية لم يكن فيه الريال الوهابي قد اشتد عوده واستوى، وإنَّما الطفرة البترولية الوهابية وليدة عشرين سنة على أكثر تقدير، كما أنه من المعروف عن عقلية كل من الدكتور طه حسين والعقاد ومدى استقلالهما وجرأتهما في طرح أفكارهما، ورغم التباين بين طه حسين والعقاد واختلافهما في كثير من القضايا الثقافية والأدبية ولكل مدرسته ولكل أتباعه إلاَّ أن رأيهما حول الوهابية كان متوافقًا، فماذا قال الأديبان الكبيران عن الوهابية؟

أولاً: كتب الدكتور طه حسين مقالاً في مجلة (الهلال) عدد مارس (1933م) الموافق ذي الحجة (1351هـ) تحت عنوان (الحياة الأدبية في جزيرة العرب) ما يلي:

«إن الباحث عن الحياة العقلية الأدبية في جزيرة العرب لا يستطيع أن يُهمل حركة عنيفة نشأت فيها أثناء القرن الثامن عشر فلفتت إليها العالَم الحديث في الشرق والغرب، واضطرته أن يهتم بأمرها، وأحدثت فيها آثارًا خطيرة هان شأنها بعض الشيء ولكنه عاد فاشتد في هذه الأيام وأخذ يؤثر في الجزيرة وحدها، بل في علاقاتها بالأمم الأوروبية أيضًا، هذه الحركة هي حركة الوهابيين التي أحدثها محمد بن عبد الوهاب شيخ من شيوخ نَجد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير