تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإنما تسامع الناس بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وظلت الدعوة الشوكانية مقصورة على قراءة كتب الفقه والحديث؛ لأن الوهابيين اصطدموا بجنود الدولة العثمانية في إبَّان حربها مع الدول الأوربية التي اتفقت على تقسيمها ......

إلَى أن قال العقاد: ولم تذهب صيحة ابن عبد الوهاب عبثًا في الجزيرة العربية ولا في أرجاء العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه فقد تبعه كثير من الحجاج وزوار الحجاز وسرت تعاليمه إلى الهند والعراق والسودان وغيرها من الأقطار النائية، وأعجب المسلمين أن سمعوا أن علة الهزائم التي تعاقبت عليهم إنما هي في ترك الدين لا في الدين نفسه، وإنهم خلقاء أن يستجدوا ما فاتهم من القوة والمنعة باجتناب البدع والعودة إلى دين السلف الصالح في جوهره ولبابه». اهـ

قلت:

هذا ما قاله الأديبان الكبيران في الدعوة الوهابية، وقد تعمدت أن أبتعد عن المضمون الشرعي وأدلته التفصيلية للرد على المتحاملين على الوهابية في الوقت الذي كثر المادحون للشيعية الإيرانية واكتفيت بكلام شخصيتين محل تقدير عند رجال الصحافة والأدب والثقافة بصفة عامة، أمَّا عن حقيقة هذه الدعوة وأصولها فنرجئه فيما بعد حتى لا ننشغل عن ملف الشيعة ثم ملف القطبية، كما لابد من التنبيه على أن القتال المذكور في كلام الأديبين الكبيرين ليس قتال أفراد ضد سلطة أو حكومة وإنما قتال تحت ولاية شرعية لإمارة شرعية حتى لا يلتبس على البعض فيشبه ذلك بقتال الإرهابيين الذين أحدثوا الفتن في المجتمعات ضد الحكومات الرسمية الشرعية في مصر وغيرها من بلاد المسلمين، كما لابد من ملاحظة ظروف هذه المعارك من حيث الزمان والمكان والأقوال لأنها كانت لتوحيد البلاد على النحو الذي انتهى إلى مملكة كبيرة على قلب رجل واحد بعد أن كانت قبائل متناحرة تعيش على القتال بينها والسلب والنهب.

كما أحب أن أؤكد هنا أن الوهابية كدعوة إصلاحية يؤخذ منها ويُرد لأن صاحبها غير معصوم، فمن كان عنده دليل صريح ثابت لمخالفة محمد بن عبد الوهاب لأصول أهل السنة والجماعة فحياه الله وجزاه الله خيرًا على تبصرتنا، وعلى دعاة الوهابية إن ثبت الدليل الشرعي وتعارض مع دعوتهم في أصل أو فرع أن يرجعوا إلى الدليل وترك ما ثبت خطأهم فيه إعمالاً بالقاعدة الذهبية للإمام مالك -رحمه الله-: (كلٌّ يُؤخذ من كلامه ويُرد عليه إلاَّ صاحب هذا المقام، وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم).

فماذا ستفعل روزاليوسف مع مقالي هذا؟

كتبه

محمود عامر

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - 05 - 10, 01:08 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - 12 - 10, 08:28 ص]ـ

يقول الشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله فى كتابه "أباطيل وأسمار"ص401/ 402

"وعاصر هذا الصراع صراع آخر بين الحضارة الغازية،وهى الحضارة المسيحية الوثنية،وبين بقايا الحضارة الإسلاميةالمتمثلة فى السلفيين،وأهل البدع، وأهل الأهواء من كل لون ونحلة"

ويقول

"فنشأ هذا الصراع بين الحضارة الغازية وبقايا الحضارة الإسلامية العربية التى ذكرتُها،جيل دخل فى الصراع الدينى بين السلفيين ومن ناوأهم من أهل البدع والأهواء،ولكنه تكلم فى الشئون التى هى عند المسلمين "دين"،بلسان آخر غير لسان أهل الدين من سلفيين ومبتدعة،وأ\درك الذين كانوا يقودون حركة الصراع بين الحضارتين،أن أقوى الفريقين المتصارعين من سلفيين ومبتدعة، فريق السلفيين،لا من حيث كثرتهم وغلبيتهم،بل من حيث القوة التى تشتمل على عليها دعوتهم،لأنها تؤدى إلى إعادة بناء لغة الأمة،إذ لا معنى للانتساب االسلف،إلا بأن يتملك السلفىُّ ناصية اللغة وآدبها تملُّكا يمكنه من الاستمداد المباشر من القرآ، والسنة،على نفس النهج الذى طان السلف يستمدون به من القرآن، والسنة فى آدابهم وأخلاقهم،وثقافتهم، وفقههم، وعلمهم،وتفكيرهم،وسائر ما يكون به الإنسان حيا رشيدا قادرا على بناء الحضارة = وأنها تؤدى أيضا إلى أتخاذ سمت نابع من القرآن والسنة،وتكون به حضارة الكتاب والسنة ممثلة فى رجال ويغدون بين الناس ويرحون، ويغضبون ويرضون، ويتنازعون ويصطلحون،ويعيشون عيشة كاملة لخلاصة الرحلة الطويلة العميقة فى استنباط طريقة للحياة الإنسانية الصحيحة،من الفطرة التى جعلها الله كامنة فى الطبيعة البشرية، ومطوية فى هذا التنزيل المعجز الذى جاء من عند

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير