تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله، وهو القرآن وفى جوامع الكلم التى أوتيها نبى الله صلى الله عليه وسلم،

مبينا عن كتاب الله ومفصلا لجمله وهو الحديث،وهذه الفطرة التى ذكرها الله سبحانه فى سورة الروم فقال ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30))) فهذه القوة التى أشتملت عليها دعوة "السلفييين"كانت مصدرا لمخاوف الاستعمار،فأرادا أن يقوموا هذه الدعوة القليلة عددُ أصحابها،والذين هم مع قلتهم يصارعون جمهورا غالبا مع المبتدعة،يؤيدهم إلف العامة، وهو الكثرة، ما عندهم من البدع المنكرة التى ينكرها السلفييون أشد الإنكار = فعمدوا إلى فكرة قريبة من النفوس سريعة إليهم،تؤيدها جميع الظواهر،وهى أن السلفيين قوم متشددون يريدون ن يرهقوا الناس بما لاطاقة لهم به من التكاليف، وهذه المهارة فى إدراك الوسائل التى تقاوم به الأفكر،كانت معرفوة مدروسة فى دوائ الاستعمار والتبشير، وإن كان كثيرا منها لا يزال غافلا عنهاغيرَ قادرٍ على إدراك المحيط الذى تستعمل فيه الوسائل،وذلك لما طبَبَعنا عليه المستعمرون والمبشرون من التهاون والغفلة وقلة الصبر على جلاد الفكر ومعاناته،والتغلغل به إلى غاياته البعيجة المغرِقة فى البعد.

فمن معسكر الصراعبين الحضارة الغازية،وبين الحضارة الإسلامية أ, بقاياها يومئذ،ظهرت كلمة السلفيين مقرونة بتيغيضها إلى العامة،وتصويرها فى صورة منكرة تكرهها النفوس، لأنها تشقُ عليه، ثم بدأت الكلمة تدخل فى محيط الصراع الاجتماعى، فمن أول ما أذكر من ذلم التالف الكريه المسمى "سلامة موسى" صنيعة المبشر "ويلككس"كان أكثر الناس استعمالا للفظ"السلفيين"للدلالة على التأخر والتشدد والتخلف، فى مقابل الدعة التى أرسله يِغوى بها من اصطنعوه،وليس هذا بموضع تفصيل ذلك، وإنما أردت التاريخ وحده، وأظن أنى قرأـ له ولغيره من شيعته،وكان زمانه كزماننا الذى فيه "أجاكس عوض" وشيعته صبيان المبشرين،مقالات كان يستخدم فيها اللفظ بهذا المعنى فى نحو سنة 1922أو 1923، بعد دخول ثورة 1919،فى انهيارها وانفصالها عن حقيقة الشعب الذى أشعل نارها، ثم أُحرِق هو بنارها ونار المستولين عليها غدرا وعشّا،بلا سابقة شريفة فى الصراع السياسى.

ولكن هذه اللفظة كانت شديدة على الألسنة، لا تلين كل اللين، فيعد قليل = ولا أدرى كيف ذلك، لأن الأمر يعتمد على التتبع التاريخى للعبارات يوما يوما،وشهرا شهرا، كما أسلفت = بعد قليل لفظ"الرجعيين"يحل محله "السلفيين"فجأة،وهو لفظ سهل على لسان العامة وغير العامة، وإذ بنا نراه مستعملة على ألسنة ضرب من الكتاب أمثال التالف الغبى سلامة موسى من صبيا التبشيروسفهائه الذين يسافهون عنه، وعلى ألسنة أصحاب الصحف من نصارى لبنان المقيمين فى مصر، والمستولين على صحافتها كلها يومئذ.ثم لم نلبث إلا قليلا حتى رأينها هذا اللفظ ينتقل للدلالة على الحياة الإسلامية كلها، واشتُق له مصدر هو الرجعية يستعمله الكتاب إذا أرادوا التورية عن الإسلام تهربا من أن تنالهم تهمة الطعن فى دين الدولة.واستشرى الأمر زمانا طويلا، فصار كل من أنكر شيئاعلى هذه الحضارة الأوربية المسيحية الوثنية، المقترنة بالغزو العسكرى والغزو السياسى لبلادنا، من أخلاق،أو فكر،أو فكر،أو عادة،أو طريقة للحياة (كما يقول تويبنى)،صار يُنيَرُ بأنه رجعى.ظل هذا هو معنى رجعى إلى نحو

من سنة 1943،حين بدات الحرمة الشيوعية فى الظهور،فأستخدمت اللفظ للدلالة على الأنظمة التى كانت تقاومها،لما فيها الفساد والتعفن،وإن كان اللفظ عندهم أيضا كان دالا على مثل ما كان يدل عليه عند أعوان الاستعمار والتبشير بالحضارة المسيحية الوثنية الغربية.

ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[13 - 12 - 10, 07:19 م]ـ

إخواني

جزاكم الله خيرا

استفدت من نقولكم

ولعل هذا يفيدكم

مدونة طه حسين ..... ما لا يعرفه كثيرون عنه!!!!!!!!!!

http://tahahusyn.blogspot.com/

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - 12 - 10, 08:44 ص]ـ

يقول الشيخ محمود شاكر فى نفس الكتاب ص401"فكانت طائفة تسمى نفسها "السلفيون"،وهو لفظ يراد به رجوع أصحابه إلى سير السلف من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم على الحق فى العقيدة،وفى تجريد الإيمان من شوائب الشرك، وفى العمل بالسنة،وفى إحياء منهج السلف فى الكتاب إلى السنة دون سواهما،وكان للسلفيين ظهور وغلبة فى فترة من الفترات،وكان أكثرهم من أهل الحمية والجدّ والثبات والإخلاص فى القول والعمل،إن شابهم من ينتسب إليهم،ويدّعى دعواهم،ولكنه لا يقوم مقامهم،ولا يلتزم التزامهم،بل ربما خالفهم، وأقام البدع وسوّغها وجعلها سنة السلف."

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير