[أبلغ بني المجد]
ـ[أبو يعلى]ــــــــ[23 - 05 - 10, 08:32 ص]ـ
أَبلِغ بَني المَجدِ
أَبلِغْ بَني المَجدِ أَنَّ المَجدَ يَمتَدُّ = وَهَلْ عَنِ المَجدِ ذو الإِيمانِ يَرتَدُّ
أَمجادُ قَومٍ مَضَت تَعلو عَمائِمُهُم = لَم يُحْصِها النَّثرُ وَالأَشعارُ والعَدُّ
قَومٌ أَتاهُم مِنَ الرَّحمنِ ناصِرُهُم = أسيافُهُم رَجَّةُ التّسبيحِ وَالحَمدُ
للهِ قومٌ إِذا فاحَتْ مَفاخِرُهُم = يَطيبُ مِنها عَبيقُ المِسكِ وَالشُّهدُ
إَذا أرادوا مِنَ الدُّنيا جَواهِرَها = تَأتي وَيَأبى التَّدَني مِنهُمُ الزُّهْدُ
دانَت لَهُم مِن ذَوي التّيجانِ أَفئِدَةٌ = ما أَغنَتِ الخَيلُ عَنهُمْ لا وَلا والجُندُ
سَل عَنهُمُ الصّينَ إِذ حَلّوا بِساحَتِها = سَلْها وَهَلْ يُجْهَلُ المَسؤولُ وَالرَّدُّ
سَلِ المآذِنَ في أَصقاعِ أَندَلُسٍ = اللهُ أَكبرُ كَم دَوّى بِها عَبْدُ
قََد كانتِ الأَرضُ تُروى مِن مَحاسِنِهِم = وَتُنبِتُ الخَيرَ حَتّى أُهديَ الوَرْدُ
وَاستُعذِبَ العَيشُ في أَمنٍ وفي دعَةٍ = يا سائِلاً ما جَرى مِن عِزِّهِمْ بَعدُ
يَومَ استَغاثَت بِهِم خودٌ تُناشِدُهُم = وَامسلِماهُ إِذا ما الكَربُ يَشتَدُّ
أَجابَ لَبيكِ يا أَختاً لِمُعتَصِمٍ = وَحَزَّ أَيدٍ إِلى الأعراضِ تَمتَدُّ
ياناظِراً صَفحةَ التأَريخِ يَقرأُها = إقرأ لَعمرُكَ كَم مِن ثَغرَةٍ سَدّوا
هل مِنهُمُ غاشمٌ بِالغَدرِ نَعرفُهُ = كلا وَلم يَنتقِضْ مِن عَهدِهِم عَهدُ
يوفون بالعَهدِ وَالقرآنُ آمِرُهُم = حَتّى وَإِن ذَلَّتِ الأَعداءُ إِنْ عُدُّوا
ياليتَ شِعري إِذا النّقفورُ أَبصَرَهُم = هَل يَقبلُ الدَّمعَ مِن أَحداقِهِ الخَدُّ
يا شِعرُ أَبلِغ بني النقفورِ أنَّهُمُ = أَذلَّةٌ لَم يَكن يُجديهِمُ الجَحدُ
هُم يَعرفونَ بَني الإِسلامِ مِن قِدَمٍ = ماذلَّ فينا أَبٌ يَوماً وَلا جَدُّ
وَصَرخَةُ الطّفلِ فينا عَندَ مَولِدِهِ = زَئيرُ لَيثٍ وَسَلْ ماتُنجِبُ الأُسْدُ
أَشبالَ صِدقٍ وَفي أنيابِها ظَفَرٌ = إِن نَغضَبِ اليَومَ ما مِن بَطشِنا بُدُّ
أَبلِغ بني المَجدِ أَنَّ المَجدَ يَعرِفُهُم = وَيَبلُغُ المَجدَ مَن في وسعِهِ الكَدُّ
...
أبو يعلى اليمني