ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 09 - 04, 02:06 م]ـ
تفسير ابن كثير
بين مد الناشرين، وجزرالمحققين
عبدالعزيز بن فيصل الراجحي
الحافظ ابن كثير، اسماعيل بن عمر الدمشقي الشافعي) ت 774ه (من كبار علماء عصره، برع في فنون كثيرة كالتفسير و الحديث والفقه والتاريخ، وله مصنفات عديدة تدل على ذلك، مع صفاء عقيدته، وسلامة مشربه.
وتفسيره للقرآن العظيم، من اهم التفاسير الاثرية، مع وجازة لفظه وشمول معانيه، وقد جعل الله له قبولا عظيما بين الناس، خاصة وعامة.
وعلى كثرة طبعاته وتعددها، وتعدد ناشريها ومحققيها، لا تكاد ترى طبعة سالمة من النقص والسقط والتحريف والتصحيف، لاعتماد غالب تلك الطبعات على بعضها، مع ما يزيده الطابع المتأخر من اغلاط لم تأت عند المتقدم.
وقد شعر بهذا الاستاذ سامي بن محمد السلامة، فسعى لتحقيق واخراج هذا الكتاب اخراجاً علمياً سليماً، وتم له مقصده كما يذكر هو فطبعه في ثمانية مجلدات كبار عام) 1418ه (ونشرته دار طيبة بالرياض. يقول المحقق المذكور في اول تحقيقه للكتاب السابق) 1/ 9 (:) وكنت منذ خمس سنوات قد بدأت العمل على تحقيق هذا الكتاب، بجمع مخطوطاته، وتوثيق نصوصه، واصلاح ما وقع في طبعاته السابقة من تحريف ونقص، حتى خرج في هيئة احسب انها اقرب ما تكون الى ما اراده المصنف رحمه الله إه. الا انه التمس العذر من اخوانه ان وقفوا على زلل او خطأ وقال:) فمثل هذا العمل الكبير، لابد ان تظهر فيه بعض الاخطاء المطبعية، والاوهام اليسيرة (له.
وله الحق في التماس العذر عند وجود بعض الأخطاء المطبعية والأوهام اليسيرة كما نص هو ولا يسلم منها كتاب. إلا أنّ الناظر في طبعته هذه، يجد أن الخلل غير يسير، والوهم كبير
وسبب تنبيهي هذا: أن المحقق السابق، قد نقد في أول تحقيقه للكتاب المذكور طبعات تفسير ابن كثير، بل قد قال عن إحدى طبعاته) 1/ 9 (:) وقد سدت هذه الطبعة فراغاً آنذاك ولكن يتعين بعد اليوم، عدم اعتمادها في دراسة أو قراءة، لكثرة ما فيها من السقط والأوهام (؟؟ فجعل طبعته أصح وأتم النسخ المطبوعة وأقومها، مع ما فيها من خلل يجعل كثيراً من الطبعات أفضل منها وأكمل.
وأنا أورد هنا جدولاً لأسقاط طبعة السلامة، من أول تفسير الفاتحة إلى الآية) 24 (من سورة البقرة، وهي أسقاط كثيرة، بل منها أسقاط مهمة جداً. واستدركت هذه الأسقاط، من طبعة الدكتور محمد إبراهيم البَنّا، التي نشرتها دار ابن حزم البيروتية، مصححة عام) 1419ه (لاعتماد الدكتور البَنّا في تحقيقه على نسخة الحرم المكي الخطية، وهي نسخة اعتمدها السلامة في تحقيقه أيضا! فالعمود الأول لرقم الصفحة في طبعة السلامة، والثاني لبيان عدد الأسطر الساقطة، والثالث لبيان مكان السقط، والرابع لرقم الصفحة في طبعة البَنّا، وإليك هو:
هذه اسقاط مائة صفحة فقط من تحقيق الاستاذ السلامة من) 101 202 (مما يجعل الكتاب محتاجاً الى اعادة نظر محققه فيه.
ثانياً: ذكر المحقق السلامة في تحقيقه اول النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق، النسخة الازهرية، وجعلها الاصل، ثم وصفها بذكر تاريخ نسخها، وعدد اوراقها، ورقم حفظها وغير ذلك، مع انها نسخة كما ذكر هو لم يقف عليها، ولم تصور له ولم يرها مع محاولته ذلك. الا انه عمد الى طبعة) الشعب (المصرية لتفسير ابن كثير، وهي طبعة معتمدة على تلك النسخة، فأقامها مقام النسخة الازهرية، وعلل ذلك بجودة عمل محققيها في مقابلتها وضبط نصها، وهذا امر لا يصح له بحال ابداً، بل لو كانت طبعة) الشعب (نسخة خطية قديمة، مقابلة على النسخة الازهرية ومصححة، لما جاز للواقف على هذه النسخة الاخيرة، ان يزعم انه وقف على النسخة الازهرية، او نقل منها، فكيف بطبعة يعتريها ما يعتري بقية المطبوعات؟!!
ولو جعل طبعة) الشعب (اصل كتابه لا) الازهرية (ثم ذكر انها مقابلة على النسخة) الازهرية (لكن اقرب واولى.
ثالثاً: فرَّق المحقق نسخة الحرم المكي لهذا التفسير وهي نسخة ملفقة المحفوظة برقم) 91 (فرقها الى اربع نسخ استكثاراً.
¥