[اللطائف المقرمية على شرح المقدمة الآجرومية]
ـ[المعتز بالله بن محمد]ــــــــ[11 - 06 - 10, 05:10 ص]ـ
أحد الإخوة بارك الله فيه فرغ هذه المحاضرة، فرأيت أن أضعها هنا للفائدة وبارك الله في الشيخ وفي المفرغ وفيكم بارك ..
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
أيها الأحبة الكرام البررة، إننا اليوم نفتتح أول درس في علم العربية مبتدئين ذلك بكتاب النحو إذ هو أبو العلوم، والصرف أم العلوم، والنحو لا بد منه لمعرفة كتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولذلك حين يعرفون النحو يقولون أن كلمة النحو تطلق على اللغة العربية أو على معرفة اللغة العربية، وهو في اللغة على عدة معان، منها: الجهة، والمقدار، والشبه والمثل، إلى غير ذلك كما ذكرها بعضهم وأوصلها إلى أكثر من عشرة، في قوله:
نحونا نحو دارك يا حبيبي ... وجدنا نحوَ ألفٍ من رقيب
وجدناهم جياعاً نحو كلبٍ ... تمنّوا منك نحواً من شريب
وغيرهم ذكرها وهو يمدح شيخه فيقول:
نحونا بأنحاء من الحاج نحوكم ... تناهج نحو الألف بل هي أكثر
فنلنا جميع الحاج ذا النحو عاجلا ... فنحوكم يا شيخ بالنحو أجدر
وهو يتكلم بأن النحو يأتي بمعنى الجهة، والمقدار، والمثل، والكيف.
فتطلق كلمة النحو عند علماء العربية هو العلم بالأصول والقواعد التي يعرف بها أواخر الكلمات العربية وتراكيبها من الإعراب والبناء سواء كان لفظا أو تقديرا.
وأما موضوع هذا العلم فهو علم النحو، الكلمات العربية من جهة معرفة أحوالها.
وأما ثمرة هذا العلم فهو صون اللسان عن الخطأ.
فالنحو زين للفتى يكرمه حيث أتى ... من لم يعرف النحو فحقه أن يسكتا
وبعضهم صعب هذا حتى قال:
النحو صعب وطويل سلمه ... إذا ارتقى فيه الذي لا يفهمه
هوت به إلى الحضيض قدمه ... أراد ان يعربه فيعجمه
فهكذا صعبوا النحو وحقيقة أن النحو سهل وليس كما قالوا، وإنما هذه الأبيات كانت للشعر:
الشعر صعب وطويل سلمه ... إذا ارتقى فيه الذي لا يفهمه
لكن فقهاء اللغة أخذوه إلى النحو كما أيضا أخذ بعد ذلك إلى الفقه، فقالوا:
الفقه صعب وطويل سلمه ...
إذا أراد الإنسان أو أخلص لله تعالى في تعلمه وفهمه والغرض من ذلك صون اللسان وفهم كتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلعل الله يوفقه ويكون عليه سهل، وليس صعبا كما قال هؤلاء.
ولذلك قلنا الثمرة هي صيانة اللسان عن الخطأ، ولذلك ذكر أن بعضهم قرأ قوله تعالى:)) إنَّ الله بريء من المشركين ورسولِه)) –بكسر لام رسوله- فسمع الأعرابي هذا القول فقال: "إن كان الله قد برئ من رسوله فإني أبرأ مما برئ الله منه"، فسمع ذلك عمر بن الخطاب فنهى أي شخص يعلم القرآن إلا أن يكون عالما بالعربية، وعالم بما تُحِيلُ اللغة ولذلك هذا الأعرابي جميل أنه قال: إن كان، وإلا إن قال أنا برئت من الرسول لكان كفر، ولكنه قال "إن كان الله قد برئ من رسوله فإني أبرأ مما برئ الله منه"؛ لأن الرجل هذا قرأ: ((إن الله بريء من المشركين ورسولِه)) لكنها ((ورسولُه)). اللهُ ورسولُه بريئان من المشركين.
نسبة هذا العلم: هو من أهم العلوم العربية لأن العلوم العربية قرابة ثلاثة عشر فن هذا أهم العلوم العربية وهو من علوم الآلة، وهو من أشرف العلوم ولا يعترف الأصوليون، لا يعترفون بشخص دخل في رتبة الاجتهاد إذا لم يكن عالما بالعربية.
وأما واضعه: قالوا ان أول من وضع هذا هو أبو الأسود الدؤلي بأمر من علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- ورضي الله عنهما.
واما حكم الشارع فيه، فكما يقولون تعلمه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، لكن قد يكون فرض عين لمن هو متخصص في التفسير متخصص في الفتيا، ومتخصص بعلوم القرآن حتى لا يلحن فلا بد أن يعرف النحو. فهذه مقدمة بسيطة تكلمنا فيها عن النحو، ولعلنا نسرد هذه الآجرومية أو هذا الفن أو هذا المتن اللطيف، ولعلنا نسميه:
[اللطائف المقرمية على شرح المقدمة الآجرومية]
¥