فهؤلاء العفيفات بعد ورودهن ماء العذاب من الأمريكان و الرافضة و صدورهن منه أصبحن مفارقات للعفة و الطهر و لكنهن مكرهات مغلوب على أمرهن فهذا لا يضيرهن ففي قوله (من البين ما بين بين) دليل عظيم على شدة الحيرة في نفوس هؤلاء العفيفات إذ أنهن قدا اغتصبن و في نفس الوقت هن غير راضيات و مغلوب على أمرهن .. و لعل في هذا إشارة إلى قوله تعالى (لا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا و من يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم).
ألا أين منهم بنو الحاجبين ألا أين كانوا ألا أين أين
هنا يخاطب ناصر هؤلاء الكفرة (أبناء القين) و هم الامريكان و الرافضة فيقول أين بنو الحاجبين و هذا فيه كناية عن العرب الأوائل و المسلمون القدامى الذين حطموا الكفر و جاهدوا في سبيل الله تعالى ففي هذا استحثاث لهمم المسلمين أن يتبعوا خطوات أجدادهم من الجهاد في سبيل الله و قمع هؤلاء الكفرة.
و في تكرار الفراعنة للفظة (أين) دليل على عمق الحيرة و التعجب التي يعيشها الشاعر في بحثه عن مجد أمته المسلوب.
و أين السيوف سيوف قشير و أين الرماح رماح ردين
هنا يتابع و يكرر ناصر اسم الاستفهام (أين) فيسأل أين سيوف قشير و قشير قبيلة عربية اشتهرت بمواقفها مع الرسول صلى الله عليه و سلم و قيل أن الرسول تزوج منهم ,,المهم أن هذه القبيلة مشهورة بصناعتها للسيوف و إتقانهم للجلاد بها ,, يقول الشاعر:
ولا تنبو سيوف بني قشير .... ولا تمضي الأسنة في صفاها
و كذلك يستفهم ناصر أين رماح ردين و أيضا ردين اسم امرأة مشهورة بصناعة الرماح
يقول مالك بن الريب:
تذكرت من يبكي علي فلم أجد سوف السيف و الرمح الرديني باكيا
في البيت فيما أرى فائدتان: الأولى استدعاء أدوات الحرب القديمة و في هذا إشارة إلى أنه في آخر الزمان سوف تعود حروب الناس إلى السيف و الرمح و هذا ورد في الآثار.
و الفائدة الأخرى: دليل على انه ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ,,فلا مجال للتفاوض على أعراض المسلمين التي ينتهكها الكفرة.
بل الكل في غفلة يعمهون فكل جميل سلته بثين
هنا ناصر الفراعنة يبين انه بعد أن نادى و نادى فما سمع حسا و لا ركزا و لكن ما كان الرد إلا الخوض في غمار الشهوات و الغفلة عما حيك لأهل السنة و الجماعة من مؤامرات رافضية خبيثة.
فيقول أن الأمة في غفلتها تعمه و العمه هو (عمى القلب) ثم يبين ناصر ما هي اهتمامات الأمة فاهتماماتهم في الغزل و المسلسلات و الأفلام و غير ذلك.
و جميل بن معمر معروف من الأدب العربي و هو الذي كان مغرما ببثينة.
إذا العَيْنُ لم يُشْقِها ما تراهُ
من الذُل قبّحَها الله عَيْنْ
هذا البيت في رأيي المتواضع هو أفضل أبيات القصيدة و هو بيت فيه حكمة عظيمة يحبذ أن تنتشر و أن تكون دارجة على ألسنة الناس.
فيقول أن العرب بعد أن تعودوا الذل و الخنوع أصبحوا بليدي الإحساس.فناصر يقبح عينا لم يؤثر الذل فيها شيئا,, فلم يستحث هذا الذل همم أصحابها بل زادهم غفلة و خنوعا و تراجع.
ثم يبدأ ناصر في وصف ماهية الفترة التي نعيشها و هي فترة انقلاب المفاهيم (حيث علت الرافضة على مذهب السنة) في غالب العالم الإسلامي.
أيُصلبُ كبْشٌ ويُسلَبُ عرْشٌ
وتُجثو الكرام إلى الركبتين
وتعلو القرود ظهور الأسود
ويكبو حصانٌ عليه الحُصَيْنْ
وينزو على سيّدٍ عبدُهُ
وتدعو بنو يعْرُبٍ يا (خُمَيْنْ) هنا يستمر ناصر في استفهاماته النابعة من غيرته على أمته فيقول كيف يصلب كبش و المقصود من الكبش (هو الأمة الإسلامية) و هو كناية عن كثرة خيراتها التي أصبح الأعداء يتمتعون بها و يسرقونها جهارا. فيقول كيف تصلب هذه الأمة و تجمد ممتلكاتها و يسلب عرشها و العرش هو (السرير) و هو كناية عن ملكها و سيادتها و أيضا كيف تجثو الكرام و هم (أحرار هذه الأمة) كيف يجثون على ركبهم من الذل و الهوان.
ملاحظات على البيت:
1: فيه جناس بين (يصلب و يسلب) و أيضا نغم موسيقي متوافق مسجوع بين (عرش و كبش)
2: الجثو هو الجلوس على الركبة و في القران قال تعالى (و ترى كل أمة جاثية) في يوم القيامة ’ فالتعبير عن الجثو دليل على قوة الهوان.
¥