[أجمل قصيدة للأعشى ..]
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه القصيدة من أجمل ماسمعت وخاصة بعض أبياتها , لما فيها من المعاني والمباني مايهز الفؤاد , وكم نحن محتاجون إلى هذه الحماسة والتشجيع في زمن مات فيه ضمير المسلمين- والله المستعان -, وهذه القصيدة قالها الأعشى في يوم ذي قار اليوم المشهور , الذي فاز فيه العرب على الفرس ..
كَانَتْ وَصَاة ٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
لوْ أنّ صحبكَ إذْ ناديتهم وقفوا
عَلى هُرَيْرَة َ إذْ قَامَتْ تُوَدّعُنَا،
وقدْ أتى منْ إطارٍ دونها شرفُ
أحببتْ بها خلّة ً لوْ أنّها وقفتْ،
وقدْ تزيلُ الحبيبَ النّيّة ُِ القذفُ
إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:
أوصيكمُ بثلاثٍ، إنّني تلفُ
الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ
حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ
وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ
يوماً منَ الدّهرِ يثنيهِ، فينصرفُ
وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَة ٌ،
إذا تلوّى بكفّ المعصمِ العوفُ
إنّ الرّبَابَ، وَحَيّاً مِنْ بَني أسَدٍ،
مِنهُمْ بَقِيرٌ وَمِنهُمْ سَارِبٌ سَلَفُ
قَدْ صَادَفُوا عُصْبَة ً مِنّا، وَسَيّدَنا،
كُلٌّ يُؤمّلُ قُنْيَاناً، وَيَطّرِفُ
قلنا الصّلاحَ فقالوا لا نصالحكمْ،
أهلُ النُّبوكِ وعيرٌ فوقها الخصفُ
لَسْنَا بِعِيرٍ، وَبَيْتِ اللهِ، مَائِرَة ٍ،
إلاّ عَلَيْها دُرُوعُ القَوْمِ، وَالزَّغَفُ
لمّا التَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَماجِمِنا
ليعلموا أنّنا بكرٌ، فينصرفوا
قَالُوا البقِيّة َ، وَالهِنْدِيُّ يَحصُدُهم،
وَلا بَقِيّة َ إلاّ النّارُ، فَانْكَشَفُوا
وجندُ كسرى غداة َ الحنوِ صبحهمْ
مِنّا كَتائبُ تُزْجي المَوْتَ فانصَرَفُوا
جحاجحٌ، وبنو ملكٍ غطارفة ٌ
من الأعاجمِ، في آذانها النُّطفُ
إذا أمَالُوا إلى النُّشّابِ أيْدِيَهُمْ،
مِلنا ببِيضٍ، فظَلّ الهَامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
حتى تولوا، وكادَ اليومُ ينتصفُ
لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
في يومِ ذي قارَ ما أخطاهمُ الشّرفُ
ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:46 م]ـ
جميل جدا
ـ[إبن بوعلام]ــــــــ[09 - 07 - 10, 10:48 م]ـ
شكرا بارك الله فيك.
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيك ..
اقتنيتُ ديوانه قبل أكثر من شهر، وهو رائع بحق.
أختار لكم منه هذه القصيدة:
نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا
أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
أسهو لهمّي ودائي، فهيَ تسهرني
بانَتْ بقلبي، وأمسى عندها غَلِقا
يا ليتها وَجَدَت بي ما وجدتُ بها
وكان حبٌ ووجدٌ دام، فاتّفقا
لاشيءَ ينفعني منْ دونِ رؤيتها
هلْ يشتفي وامقٌ مالمْ يصبْ رهقا
صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ
تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
وباردٍ رَتلٍ، عذب مذاقته
كأنما عُلَّ بالكافور واغتبقا
كَأنّهَا دُرّة ٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
قدْ رامها حججاً، مذْ طَرّ شاربهُ
حتى تسعسعَ يرجوها وقد خفقا
لا النفسُ تؤيسُهُ منها فيتركها
وقد رأى الرَّغبَ رأي العينِ فاحترقا
وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاة ِ الجِنّ يَحْرُسُها
ذو نِيقَة ٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
ليستْ لهُ غفلة ٌ عنها يطيفُ بها
يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
حرصاً عليها لوَ أنّ النّفسَ طاوعها
مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
في حومِ لجّة ِ آذيٍّ لهُ حدبٌ
مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ
وما تمنّى، فأضحى ناعماً أنِقا
تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها
وما تعلقتَ إلا الحَيْنَ والحرقا
تسعسع: هرم واضطرب
النيقة: التجود في اللباس والمطعم
الآذي: موج البحر
الحين: الهلاك