تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متى أستخدم كلمة كثير وكلمة عديد؟]

ـ[بندر المهوس]ــــــــ[17 - 07 - 10, 03:44 م]ـ

مثلاً عندما أريد ان أقول:

عندي الكثير من الكتب , و العديد من المجلات! ماالتوجيه الصحيح؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 05:13 م]ـ

الصحيح أن تقول (عندي الكثير من الكتب، والكثير من المجلات)

لأن استعمال (عديد) بمعنى كثير فيه نظر من جهة اللغة؛ إذ "العديد" في اللغة هو "العدد".

ـ[أيوب أبو يوسف]ــــــــ[17 - 07 - 10, 07:40 م]ـ

"عديدة" بمعنى "كثيرة" في نحو قولهم: كتب عديدة

يشيع في الكتابات المعاصرة نحو قولهم: كتب عديدة، بمعنى كثيرة. ويوحي هذا التعبير أن عديدة مؤنث عديد، غير أن المعجمات للعديد دلالتين هما: العدد، والكثرة. وبدراسة المسألة رأت اللجنة أن المعجمات ذكرت لفظ "العد" اسم مصدر بمعنى الكثرة. وبناء على ماسبق للمجمع إقراره من جواز استكمال المادة اللغوية، يمكن أن نشتق من العد وصفا على صورة (عديد وعديدة) بمعنى كثير وكثيرة.

حول استعمال "العديدة" بمعنى الكثيرة

1 - توارد غير واحد من نقاد اللغة المعاصرين على إنكار استعمال الكتاب لكلمة "العديدة" بمعنى الكثيرة، إذ يقولون: "كلمات عديدة" أو "أشياء عديدة" ونحو هذه أو تلك. وذلك النقد ظاهر الصواب بادئ الرأي؛ فاللغة لا تثبت في صريح نصوصها لمعنى العديد دلالة الكثير، وإنما هو اسم من "العد" بمعنى الإحصاء، شأنه في ذلك شأن "العدد" سواء بسواء. وكذلك تثبت لكلمة "العديدة" معنى الحصة والنصيب.

2 - ولو شئنا أن نتلمس توجيها "للعديد" بمعنى الكثير، لكان لنا أن نستأنس بما جاء في "أساس الزمخشري" من قوله: "أتاني حساب من الناس، أي كثير، كما تقول جاء في عدد منهم وعديد". ومن هذا يتضح جواز استعمال العدد والعديد مرادا بهما دلالة الكثرة، فذلك مجاز مقبول، كأن الموصوف لما فارق الواحد وصار يوصف بالعد احتمل وصفه معنى الكثرة. ومثل هذا نعرفه من مأثور التعبير في قول أهل اللغة: "قال غير واحد"، يعنون عددا غير المفرد، والعدد لا يتناهى، ومن ثم تصح دلالته المجازية على الكثرة.

3 - وفي كتاب "أزاهير الفصحى" للأستاذ "عباس أبو السعود" نقول لأبيات من الشعر وردت فيها كلمة "العديد"، وهي بيت "عنترة": فانهض لأخذ الثأر غير مقصر حتى نبيد من العداة عديدها وبيت الخنساء: وأقسم لو بقيت لكنت فينا عديد لا يكاثر بالعديد وبيت أبي نواس: في أناس نعدهم من عديد فإذا فتشوا فليسوا بناس وبيت أبي تمام: مطر أبوك أو أهلة وائل ملأ البسيطة عدة وعديدا وقد طاب لصاحب الكتاب أن ينقل تأويل "العديد" في الأبيات بالكثير، ولكنه - في الحق - قابل أيضا لمعنى العدد فيه أظهر من معنى الكثرة.

4 - على أن كل ما أسلفناه، إن صلح لتجويز كلمة "العديد" فهو يجوزها باعتبارها اسما لمعنى الكثرة، لا صفة بمعنى الكثير، وصلاحيتها للوصف بها، مع كونها اسما، يبيح استعمالها بصيغتها التي هي صيغة التذكير، لا تدخل عليها التاء للتأنيث، فدخول علامة التأنيث على الأسماء موقوف على السماع عند جمهرة النحاة، ومن النحاة من يرى اطراد ذلك إذا جرى الاسم أو المصدر مجرى الوصف في الاستعمال، وإن كان ذلك غير الراجح أو غير المشهور.

5 - وربما كانت المحجة في قبول كلمة "العديدة" وصفا لمعنى الكثيرة، أن يقال: إنها فعيلة بمعنى مفعولة، أي معدودة. ولا يحجز بعض النحاة تحويل صيغة مفعول إلى فعيل قياسا إلا إذا ورد من فرع مادتها اللغوية فعيل بمعنى فاعل، منعا للبس ورفعا للاشتباه وإذن يقال: هذه أشياء عديدة بمعنى معدودة، ودلالة المعدودة على الكثير مجاز يأنس به مقام التعبير، على نحو ما أنست اللغة بتحميل معنى الكثرة فيما نقله "الزمخشري" مضافا إليه تنظيره بين الحساب والعدد والعديد.

6 - وفوق هذا نذكر أن كلمة "العديدة" وصفا بمعنى الكثيرة، ليست من مبتدع التعبير العصري، فقد أملاها "ابن سيده" صاحب "المخصص" في مقدمة كتابه، وذلك شاهد على أن الكلمة مستعملة من قديم؛ فلا بأس بقبولها في الحديث.

المصدر: قرارات مجمع اللغة العربية - القاهرة

[نسخ من المكتبة الشاملة]

ـ[بندر المهوس]ــــــــ[18 - 07 - 10, 02:16 م]ـ

شكراً:

أبو مالك.

شكراً:

أيوب أبو يوسف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير