إِطْراقةٌ بيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ.!!
ـ[محمود المدني]ــــــــ[07 - 08 - 10, 09:13 م]ـ
ريحُ الجَنَّةِ يجدُهُ المؤمنونَ من مسيرة خمسمائةِ عامٍ , وريحُ رمضانَ الطَّيبُ تسلَّلَ إلى أرواحِ المُشتاقينَ , وكأنَّني بهِ يدخل فتهدأُ لوعةُ كُلِّ مُشتاقٍ , وييبقى المُقَصِّرونَ - وأنا أتقدَّمُهم - يندبونَ حظَّهم فأتوسَّل أنا على أعتابه بهذه الكلمات.
لَيلي بمَا كسَبَ الفُؤادُ رهينُ = ونَهارُ حُبِّي ثَورةٌ وسُكُونُ
وأنا على أمواجِ وجدي مُبحرٌ = وحْدي , وخِدني فُلكُها المشحونُ
والدَّهرُ أسرجَ شيظميَّاتِ النَّوى = لتقُولَ كُنْ لصَبابتي فتكُونُ
ومرابعُ الأحبابِ رغمَ بِعادِها = يبدو لقلبي سِرُّها المَكنُونُ
ماشَامَتِ العينَانِ برقاً أمَّهَا = إلا وأزهَرَ خاطري المَحزونُ
فمَتى يخُطُّ لنا الزَّمانُ قصيدةً = وصلُ الأحبَّةِ بحرُها الموزونُ
ويكونُ من رمَضانَ نبضُ حُروفِها = لحناً بهِ الزَّمَنُ الرَّغيدُ ضَمينُ
وتكُونُ يا رمضانُ أنتَ مَدارَها = حُسناً , فأنتَ لدى السُّرورِ مكينُ
وتطُوفُ آمالي بكعبةِ كَونِها = جسداً تجَلَّى ظِلُّهُ المظنونُ
لو كُنتَ حينَ تطاولتْ آمالُنا = وقلوبُنا قبلَ العُيونِ عُيونُ
تترقَّبُ الإهلالَ منكَ حفِيَّةً = وجبينُ سعدكَ في العلاءِ مصُونُ
لو كُنتَ حينئذٍ تُحيطُ بما انطوى = قلبي عليهِ لضَلَّ عنكَ النُّونُ
لكنَّ مَيمُونَ الوصَالِ تبدَّلت = فلَقاً بمشرقهِ الليالي الجُونُ
فلَكَ السَّلامُ , عليكَ , منكَ , وفيكَ , يا = شَهراً بهِ ماءُ الحياةِ مَعينُ
يا مَنزِلَ القُرآنَ طِبتَ وطَابَ من = حرَسَتهُ منكَ معاقلٌ وحُصُونُ
آخيتَ بينَ الباقيَاتِ وبينَهُ = فهَمى عليهِ من القَبولِ هتُونُ
وتفتَّحت أبوابُ عدنٍ جنَّةً = والنَّارُ غُلِّقَ بابها والهُونُ
وتصفَّدَ الخنَّاسُ , وانكبَّ الرَّدى = والذَّنبُ أمحلَ صفقُهُ المغبُونُ
يا ربِّ لا ضَاقتْ رحَابُك عن فتىً = أردتهُ من كَسبِ الأثامِ فُنونُ
الوِزرُ أنقضَ ظَهرهُ , وبهِ إلى = رمضانَ شوقٌ صادقٌ ومُبينُ
وبهِ إلى الرَّحماتِ توقٌ حفَّهُ = إشفاقُهُ ممَّا جنى ويقِينُ
يرجو يخافُ وأنتَ أعلمُ بالَّذي = يُطوى عليهِ كتابهُ المكنُونُ
فالطُف بهِ وبأمِّهِ وأبيهِ يا = من ليسَ ينفَدُ فضلُهُ المخزونُ
وأقِل عثارَ خُطاهُ في المَسعى إلى = عفوٍ بهِ كُلِّ الصِّعابِ تلينُ
أعمالهُ خللٌ على زلَلٍ ويَحْ = كِي النَّقصَ منها الشَّكلُ والمَضمونُ
لكن وسيلتُهُ إليكَ شهادةٌ = ألاَّ إلهَ بأمرهِ التكوينُ
إلاَّ المُهيمِنُ والسميعُ ومَن علا = كُل العُلاَ , وعُلا سواهُ الدُّونُ
ربٌّ لهُ السَّبعُ الشِّدادُ وأهلُها = والأرضُ مُلكٌ قائمٌ موضونُ
ما شاءَ كانَ , ولا يكُونُ سوى الَّذي = يقضِيهِ , والدُّنيا بذاكَ تدينُ
ووسيلتي أنَّي شهِدتُّ بأنَّ مَن = أسرى بهِ هو سيِّدي الميمُونُ
خيرُ البَريَّةُ والرَّسولُ إلى الوَرى = وهُداهُ في موجِ الشَّقاءِ سَفِينُ
مالي إليكَ وسيلةٌ إلاَّ هُما = فهبِ الفكَاكَ فإنَّني مسجُونُ
وتوَلَّني إنِّي قطعتُ علائقي = بسِواكَ إنَّهمُ العَنا والهُونُ
وعلى النَّبيِّ الهاشِميِّ محمدٍ = صلواتُكُم ما أعذقَ العُرجونُ