تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 02:03 ص]ـ

(يَسْتَنْبِطُونَهُ): يستخرجون تدبيره بفطنتهم ومعرفتهم التامة بأمور الحرب ومكايدها. وهو في الأصل بمعنى استخراج الماء أول ما يحفر الأرض، فاستعير لما يستخرجه الرجل بفضل ذهنه من المعاني. وفي اجتماع النون والباء فاء وعينا للكلمة سرّ عجيب، إذ تدل على الظهور والوضوح، فالنبأ هو الخبر يظهر للناس فيتناقلونه ويتداولونه فيما بينهم. وسبيل نأبيء أي: ظاهر طارئ، ونبّ التيس نبيبا صاح عند الهياج، وفي صياحه ظهور له، قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لوفد أهل الكوفة حين شكوا سعدا: «يكلمني بعضكم ولا تنبّوا عندي نبيب التيوس».

ومن هذه الكلمة اشتق الانبوب، والجمع أنابيب، قال:

أو من مشعشعة ورهاء نشوتها أو من أنابيب تفاح ورمان

ونبت: ظهر، يقال: ظهر النبات والنبت في الأرض.

ونبس: نطق، تقول: كلمته فعبس وما نبس.

ونبش الأرض عما تحتها نبشا، قال:

مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

وتقدم القول في النبط، وقد اشتقوا منه الأنباط قال خالد بن الوليد لعبد المسيح بن بقيلة: أعرب أنتم أم نبيط؟ فقال: عرب استنبطنا ونبيط استعربنا. وقال أبو العلاء المعري:

أين امرؤ القيس والعذارى إذ مال من تحته الغبيط

استنبط العرب في الموامي بعدك واستعرب النبيط

وهذا من غريب أمر هذه اللغة الشريفة.

(الْخَبِيثُ) ضد الطيب، والجمع خبث بضمتين، وخبثاء وأخباث وخبثة بفتحتين. وخبثت نفسه: ثقلت وغثّت. وللخاء والباء فاء وعينا للفعل خاصة عجيبة، وهي أنهما تدلان على التأثير والسرعة في الإخفاء، يقال: خبّ أي خدع وأفسد، ولا يخفى ما فيه من معنى التأثير في المخدوع وإفساده، والخبب ضرب من العدو والسير، وخبأ الشيء ستره وأخفاه، وخبر الشيء يخبر وخبرا، بضم الخاء، وخبرا بكسرها: علمه عن تجربة، وخبز الخبز عمله، وخبس

لانا حقه أي ظلمه وغشمه، وخبش الأشياء تناولها من هاهنا وهاهنا، وخبص الشيء بالشيء خلطه، وخبّص بالتشديد عمل الخبيصة أو الخبيص، أي: الحلواء المخبوصة، وخبطه خبطا أي: ضربه ضربا شديدا، وخبله وخبّله بالتشديد: أفسده، وخبن الثوب عطفه وخاطه، وخبن الشاعر أتى بالخبن في شعره، وهو حذف الثاني الساكن. وهذا من غريب أمر لغتنا الشريفة وخصائصها التي تنفرد بها.

(بازِغاً): البزوغ: الطلوع، يقال: بزغ بفتح الزاي، يبزغ بضمها، يستعمل لازما ومتعديا. وللباء مع الزاي، فاء وعينا للفعل اصة متشابهة، تلك هي معنى الطلوع والبروز. يقال: بزّه ثوبه وابتزّه: سلبه على مرأى منه، وابتزت من ثيابها تجردت فظهرت يعريها، ومنه قول امرئ القيس:

إذا ما الضجيع ابتزّها من ثيابها تميل عليه هونة غير متعال

وبزل الشراب من المبزل: أساله منه، قال زهير بن أبي سلمى:

سعى ساعيا غيظ بن مرّة بعد ما تبزّل ما بين العشيرة بالدم

والبازي طائر معروف، ويقال: فلان يتحيّن كالحازي، ثم ينقضّ كالبازيّ. وهذا من العجب بمكان.

ـ[محمد بن القاسم اليماني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:37 م]ـ

احسنتم اخي الكريم

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:26 م]ـ

بورك فيكم أخي (اليماني)!

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:44 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=224256

فائدة لُغَويََّة نفيسة في معاني الحروف ومدلولاتها!

شبيه بهذا الموضوع.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير