تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا كما وقع، إذن دل على حدث هذا أخرج فعل الأمر لأن فعل الأمر فعل الأمر يدل على طلب حدث فبقى معنا فى المضارع والماضى (دل على حدث وزمان غير منقض) يعنى غير منتهى أخرج ماضى لأنه دل على حدث وزمان منفض، أخرج الفعل الماضى لأنه فى أصل الوضع يدل على حدث وزمان منقضى يعنى منقطع وإذا دل على الإستمرار يحتاج إلى قرينه لفظية أو معنوية حاضرا أو مستقبلا هذا لبيان أن الفعل المضارع من حيث الزمن مشترك بين الحال والمستقبل وهذا محل نزاع بين النحاة على ماذا يدل الفعل المضارع من جهة الزمن فيه خمسة مذاهب أرجحها أنه حقيقة فى الحال مجاز فى الإستقبال خلافا لما عليه جمهور النحاة أنه مشترك بينهما، حجة الجمهور يقولون إن دلالة الفعل المضارع على الحال والمستقبل لا يحتاج إلى مسوغ وهذا فيه نظر، بخلاف دلالة الفعل المضارع على الزمن الماضى فأنه يحتاج إلى مسوغ، وما لا يحتاج إلى مسوغ هو الحقيقة وما إحتاج إلى مسوغ فهو المجاز، إذن دلالة الفعل المضارع على الماضى مجاز ودلالته على الحال والإستقبال حقيقة لإنه لا يحتاج إلى قرينه وهذا فيه نظر لأن الصحيح أن الفعل المضارع لايدل على الحال إلا إذا وجدت فيه قرينه لفظية أو معنوية وما احتاج إلى قرينه فرع عما لا يحتاج إلى قرينه والأصل هو الحقيقة والفرع هو المجاز، إذن الصحيح وهذا اختاره السيوطى فى همع الهوامع أن الصحيح فى دلالة فعل المضارع على الزمن أنه حقيقة فى الحال مجاز فى الإستقبال، لكن لا يفهم من هذا أن الفعل المضارع لا يدل على الإستقبال نقول لا هو موضوع وضعا أوليا وهذا هو شأن الحقيقة للدلالة على الزمن الحال وموضعا وضعا ثانويا للدلالة على المستقبل لأن الصحيح أن المجاز وضعا نوعيا ثانويا لا أوليا، هو مختلف فيه لكن الصحيح أنه موضوع وضعا نوعيا لا شخصيا، إذن الصحيح قول من قال إن دلالة الفعل المضارع على الحال حقيقة وعلى المستقبل مجاز وهذا المذهب ياسين الحمص فى حاشية مجيب الندا إلى المحققين من النحاة، أما الجمهور أكثر النحاة المتأخرين تبعا لسيبويه أنه مشترك بينهما، فإذا قلت مثلا زيد يصلى يعنى ينبنى على هذا الخلاف يصلى هذا فعل مضارع يحتمل الحال ويحتمل الإستقبل فيبقى مبهم هل زيد يصلى الآن أم يصلى فى المستقبل من قال إنه مشترك بينهما يقول أنه يحتمل أن زيد يصلى الآن فى أثناء الصلاة ويحتمل أنه يصلى فى المستقبل، لكن من قال أنه حقيقة فى الحال مجاز فى الإستقبال يقول زيد يصلى يعنى الآن وإذا اردت أن زيد يصلى فى المستقبل لا بد من قرينة زيد سوف يصلى أو زيد سيصلى، 13.16 حاضرا كان أو مستقبلا نعود أولا إلى وضعا، وضعا هذا قيد حال من فاعل دل والمراد بالوضع هنا الوضع الشخصى لأن الحديث فى المفردات وهناك فى باب الكلام بالوضع المراد به الوضع النوعى لأن الكلام فى المركبات، الوضع الشخصى حده جعل اللفظ دليلا على المعنى، سبق منعنا الزمن بإعتبار الحدث إما أن يقع الحدث قبل زمن التكلم وإما أثناء التكلم وإما بعد التكلم هذا الأصل، الأول يسمى ماضيا والآن حالا مضارعا والمستقبل يسمى أمرا هذا هو الأصل، قد يستعمل الماضى مراد به الحال أو المستقبل، إذن استعمال الماضى مراد به الماضى هذا فى الأصل الوضع، إستعمال الماضى فى الحال والمستقبل خلاف الأصل، المضارع الأصل فيه الدلالة على الحال استعماله فى الماضى خلاف الأصل استعماله فى المستقبل خلاف الأصل، قم الفعل الأمر الأصل دلالته على المستقبل استعماله فى الحال خلاف الأصل واستعماله فى الماضى خلاف الأصل، وضعا فى جميع الحدود السابقة ما استعمل فى أصله أدخل به وضعا، ما استعمل فى غير أصله كاستعمال الماضى فى المستقبل والأمر ترده إلى أصله لإن لا يخرج من الحد وضعا هنا دلالة الفعل المضارع على الحال أصلا فإذا استعمل مراد به الماضى خرج عن أصله إذا استعمل به المستقبل خرج عن أصله الحقيقى ولم يخرج عن أصله الوضعى من جهة كونه مستعملا فى المجاز، والمجاز موضوع وضعا نوعيا، إذن وضعا نريد بها إدخال الفعل المضارع الذى استعمل فى غير أصله الوضعى كأن يستعمل فى الماضى أو يستعمل فى المستقبل إذن بهذا نعلم أن الفعل المضارع كالفعل الماضى، الفعل الماضى سبق أن له أربع حالات، أن يعين معناه فى المضى هذا هو الأصل وهذا هو الغالب، أن ينصرف إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير