تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن منطق الرحمة يقتضي عدم وضع الناس على قدم التسوية التعلمية التعليمية ... فليكن الإقبال حدا في الثناء على صاحبه، ولو تعسر الأمر على لسانه ... لقد جاء هذا التلميح العجيب في إطار لغة الجمع في نون يسرنا التي تحمل عظمة رحمة الله، من طرف، كما تحمل إشارة للرحمة المطلوبة من قبل معلم القرآن الكريم إذ إنه سيواجه ألسنة كثيرة، ونفوسا متعددة المستويات والقدرات واللهجات، وبما أنه تعالى قد بارك التلاقي على كتاب الله فقد يسر هذا التجمع ويسر تعليمه، فلابد أن نيسر لهم وجوه الأداء على قدر طاقتهم وما يعرفون ... وما الأحرف السبعة إلا دليل واضح على التيسير والإعجاز الباهر لتعميمٍ تعليمي ونشرٍ ثقافي يستوعب طبقات الناس، مادام القرآن مائدة الجميع.

الوقفة الثالثة:

أقول هذا وأدعو إليه، بعدما لمسنا وجوها من الثقافة التي تشكلت عليها جماعات والتزمها شباب محورها الرئيس فرعيات نصبت وكأنها كليات وأركان، تقوقع حولها وتنافس فيها فئام من إخواننا، بل أصبحت معيار الحكم على التزام هذا والتقرب منه ونبذ ذاك والتشهير به سراً أو جهراً ... بينما المصدر الرئيس وهو القرآن الكريم مهجور، حفظا وتدبرا وتخلقا ... مما أدى للجهل بمبادئ وقيم وأسس إسلامية بل وجهل بقراءة كلمات منه، مع أنه يخاصم ويفارق على فرعية اجتهادية، وتتكون بناء على ذلك الجماعات التي تستعظم الرجال وتلتزم آراءهم وأفكارهم ...

الوقفة الرابعة:

إننا اليوم أمام هجمة استعمارية في ظل ضعف عام في أوصال الأمة التي لم تعد لها مرجعية قوة مادية ترد بها عن نفسها عوادي الغزو ومسارب التحدي لكيان هذه الأمة أمة القرآن،،، والمرجعية الهامة في هذه الأمة عندما تضيق بها السبل هي العودة إلى أصل أصولها وهو القرآن ليكون منطلقا لبقية الأصول والعوامل المهمة لقوة هذه الأمة وما ذلك إلا حدا من ثقافة المجلات والفضائيات والصحف والتيه والحيرة التي تنتاب النفس في لحظات الضعف، وفي هذا العصر الذي تطل علينا فيه معالم ثقافة تبتعد عن الثقافة القرآنية وأنفاس الناس لم تعد أنفاسا قرآنية لما ألمحه من تقصير من قبل المسلمين ذلك التقصير الذي يلبس أثوابا عدة لعل منها الهجر القسري والهجر الكيفي تحت ضغوط الحياة المادية، ومنها أساليب تقديم القرآن إلى الناس حيث نلحظ التعنت والتنطع وكأن على قارئ القرآن أن يكون اللغوي المبدع والمجود البارع ... و إلا فلا يقرأ أو يتهم و و ...

الوقفة الخامسة:

أخي الكريم أعرض بين يديك ما ينبغي على المرء المسلم فعله نحو كتاب ربه سبحانه قراءة وحفظا ومنافحة عنه ودعوة إلى نهجه وتيسيرا للنطق به وحسن أدائه ... ومنع الغلو أو التنطع في قراءته وجعل سياقه مطية السلامة في معانيه والبعد عن الظن والتخيل في وقوع القارئ في لحون لم تخطر له على بال، ذلك أننا نلحظ في هذه الأيام من ضاق به علمه إلى أن حشره في زاوية التنطع وتخيل لحون لم يأبه بها علماء السلف وهي لحون تخطر في بال من يوقع الناس في الحرج وإشعارهم أن هذا الفن لا يستطيعه كل أحد وإنما هو حكر عليه وعلى من نهج نهجه وتبنى خياله إلى درجة تنفير صد كثيرين عن هذا الفن، وبعدا عن التأثيم فعدم العلم أسلم للمرء من العلم وفي أمر لا يحتاج هذه الجعجعة ولا تلك التقولات على كتاب الله تعالى.

الوقفة السادسة:

لقد تمت مناقشة أصحاب هذا الرأي فتبين لي تعصبهم بل وتحديهم وكأنهم أمام فتح جديد في هذا الإطار ... لذلك وجدت من المناسب أن أقول كلمة تحمل للناس حقيقة الأداء القرآني وتقريب التلاوة للناس وترغيبهم بها وحثهم عليها رحمة بهم لأنها روح القرآن، كيف لا ونحن نقرأ قوله تعالى: الرحمن. علم القرآن ... وقوله تعالى: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير