تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نحو الفصحى .. لغة خاتمة رسالات السماء إلى الأرض (د. محمد بن محمد بن عبد العليم)]

ـ[غير مسجل]ــــــــ[23 - 10 - 10, 04:51 م]ـ

The following message was sent to you via the ملتقى أهل الحديث Contact Us form by د. محمد محمد عبد العليم.


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الأخوة الفضلاء القائمين على موقع (ملتقى أهل الحديث) .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فشكراً لكم – أولاً – على نشركم المؤلفات التي جعلتُ قراءتها على موقعكم حسبة لوجه الله تعالى، وأسأل الله أن يأجرني وإياكم خيراً على كل حرف ينتفع به أي مسلم في أي مكان، وأن يدخر لنا ذلك يوم القيامة بأن يجعله في موازين حسناتنا .. ومرسل لكم هذه المرة مقال، أرجو نشره في بند (المقالات) رجاء أن ينفع الله به أيضاً في الدنيا ويجعله لنا زخراً في العقبى، وبخاصة إزاء هذه الحرب على لغة القرآن والتهوين من شأنها، والتشجيع في المقابل على تعلم لغات أخرى أجنبية على حساب لغتنا التي يجب التعبد إلى الله بالكلام بها.
ومرة أخرى أقول لكم: شكراً لكم على جهودكم العظيمة في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين .. وفقنا الله وإياكم دائماً وأبداً لما فيه خيري الدنيا والآخرة .. وهاكم نص المقال الذي سبق نشره العام الماضي في عددين من مجلة التوحيد التابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر .. لكن بعنوان: (الفصحى .. أهميتها ومكانتها وفضل التحدث بها)، ومع بعض زيادات لا تخلو من فائدة.
أخوكم/ محمد محمد عبد العليم الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف

نص المقال:

نحو الفصحى .. لغة خاتمة رسالات السماء إلى الأرض
إعداد د. محمد عبد العليم الأستاذ بجامعة الأزهر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد.
فتسُود في هذه الآونة نزعة غريبة وبدعة منكرة، لكن إلفَنا لها يكاد يُذهب بغرابتها وبنكارتها .. هذه النزعة هو الاعتزاز باللغات الأجنبية على حساب الفصحى، والغريب في الأمر هو تفشي هذه الظاهرة وعموم البلوى بها، حتى أضحيتَ ترى من الناس من يغمط لغته العربية حقها بدلاً من أن يعتز بها، وترى من يستهين بعراقتها، وترى من يستصعبها لا لكونها كذلك ولكن لأنه أوهم نفسه بهذا فأصبحت بالنسبة له كما توهم، وترى من يسخر منها وممن يتحدث بها، وترى .. وترى.
وقد ساعد على كل هذا وأعان عليه وسائل الإعلام الفاسدة التي لا تكف ليل نهار عن تصوير من يتحدث بالعربية على أنه رجل متقعر أو متشدد، ولا تكف عن تصويره في هيئة منفرة أو عن أن تأتي به في ثياب رثة، أو في صورة مقززة أو مضحكة، كما ساعد وأعان عليه جعل اللغة الأجنبية – في بلاد العرب والمسلمين – لغة حية فهي التي بها يسهل اللحاق بالوظائف الرسمية وغيرها، وهي التي بها تفتح أبواب الرزق، وهي التي يبدو الإنسان بها متحضراً وفي صورة لائقة .. وهذا كله إنما انعكس أثره بشكل مباشر على سلوك الفرد العادي فهو بما يرى ويسمع ينفر ويشمئز من لغته التي لا يؤتى بها وبمتحدثيها إلا في صورة كريهة، ومن ثم فهو لا يكلف نفسه عناء تعلمها ولا حتى سائر العلوم النافعة ولا يأخذ في سبيل ذلك بالأسباب، بينما يبذل الوقت والجهد في تعلم لغة أجنبية ويأخذ في سبيل ذلك بكل الأسباب، ولاسيما مع كثرة وتعدد الجهات والهيئات الرسمية وغير الرسمية في التهيئة والتشجيع على هذا، وهو وهي لو بذلت في سبيل تعلم العربية لغة القرآن أقل القليل لما وصلنا بها وبأنفسنا إلى هذا الحد.
وربما غاب عن الكثيرين أن هذا تفريط في فريضة، وأنه من مكائد القوى الاستعمارية والمعادية للعروبة والإسلام، وأنه طالما كان على حساب الفصحى فهو مؤد بهم لا محالة وبمرور الوقت إلى النفور من عروبتهم وإسلامهم، ومؤثر على سلوكهم العام بل وعلى مدى التزامهم بالإسلام .. ومن هنا وجب التنويه على أن اللغة العربية والإسلام كالروح والجسد، وإن شئت قلت هي بمثابة الرأس منه .. لا بقاء لأحدهما بدون الآخر، كما أن إحياء أحدهما إحياء للآخر.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير