تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد قرأت النشر في القراءات العشر لا بن الجزري وهو إمام هذا الفن كما هو معلوم وكذلك الشاطبية وأنعم بها من نظم بزت غيرها من المنظومات وأصبحت مرجع الناس وتلقيت بالقبول والثناء، واطلعت على شرحها ... كما أن الشيخ محمد الضباع رحمه الله تعالى وهو إمام القراءة في زمانه، له كتاب بعنوان " الإضاءة في بيان أصول القراءة " جمع فيه مصطلحات خاصة بعلم التجويد والقراءات وأصول كل قراءة ورواية فلم يذكر هذا الذي تنطعوا فيه، وأحرجوا الناس في تخيله فضلا عن أدائه ...

الوقفة الثلاثون:

من المتعة في علم القراءات أن الدخول في رياضه والتنعم بين جنباته والإنس مع أهله يمنح القارئ معالم التيسير والبعد عن التنطع والتعسير، أما من يحتج بأنه حق كتاب الله وأنه لا يجوز أن نخالف في حرف ولا في حركة ولا في صفة .. ويقحمون ما ينبغي وما لا ينبغي فهذا من التنطع والغلو والمبالغة وإشغال الناس بوجوه تبعدهم عم القصد .. نعم تبعده عن التعسير وتستكشف أساليب تسهل إيصال المراد دون إجهاد للنفس بالمعسرات وتخيل المشاق من اللفظ وإلزام المتعلم بها و إلا فهو .. وهو ..

الوقفة الحادية والثلاثون:

حافظ علماء العربية والقراءة على نسق الكلام وجماله ورقة اللفظ وعذوبته، فهذا علم الصرف و فيه ما يسمى بالإعلال الذي ينقل اللفظ عن أصله الذي بني عليه ويلطف فيه وفق قواعد رائعة يسهل النطق بها ويجعل اللفظ جميلا لطيفا، فهل على القارئ أن يعود إلى أصل اللفظ كما يتصور إخواننا أصحاب الدعوة الجديدة التي يتخيلون فيها اللحن ثم يلزمون القارئ بأنه على هذا النسق نطقك يؤدي إلى كذا؟! .. وكذلك علماء القراءة والعربية عندما يأتون إلى كلمة فيها حرف مرقق وفق القواعد فإنهم يفخمونه مراعاة لما بعده حرصا على نسق صوتي أفضل مثل كلمة " قرطاس " ونحوها، فعلى القارئ لأن يفخم الراء لتتسق مع الطاء كما أن الانتقال من مكسور هو القاف إلى مرقق هو الراء ثم الانتقال إلى مستعل بمرتبة هي الأعلى فيه نبو في اللفظ يحتاج تكلفا، لذلك تنحى العربي عن ذلك ففخم الراء كي تتناسب مع الطاء مما أضفى على اللفظ يسرا وجمالية، و في هذا الإطار سنجد لفظ الجلالة "الله " من قوله تعالى " الحمد لله " الذي أبقاه العرب والقراء على نسق الترقيق، فلم يقحموا الغلو، الذي تصوره أصحاب الدعوة الجديدة لأن المسلم يقرأ على السياق إذ إنه وفق منهجهم سيصبح اللفظ هكذا " الحمد للاهي " أي من اللهو فلم لم يغير العرب والقراء اللفظ خوفا من هذا المعنى قياسا على كلمة " قرطاس " فيبقوا على اللفظ بتغليظ اللام من " الحمد لله " ونحوها .. ؟!

الوقفة الثانية والثلاثون:

لقد اعترض أصحاب التخصص الشرعي والمشرفون على التربية الإسلامية في المنطقة عندما بدأ الشيخ معهم بمنطق التحدي والغرور لإثبات عجزهم وأنهم ... و أنهم .. ، ولاحظوا التنطع والغلو في تناول الأمر فما كان منهم إلا أن اعترضوا وألغوا اللقاء وكانت ضربة مؤسفة لخلفية متنطعة، ولو كان الأمر بحجة حماية كتاب الله، وليكن معلوما أن حماية كتاب الله لا تبدأ من هنا، ..

هل يليق برواد التخصص أن يُتهموا بالعجز والقصور على هذا النحو الذي ينطوي على نوع من الغرور والاستعلاء على هيئة شئ يسمى التحدي ... وممن؟ من زميل لهم حصل على رواية حفص، وبدلا من أن تكون هذه المعرفة طريق رفق ولين ورحمة بمن لا يعرف، أصبحت ذريعة لما لا يليق ..

لذلك أدعو أصحاب هذه الدعوة إلى تقوى الله تعالى والبعد عن هذا الورع البارد الذي يشعر صاحبه بالبعد عن إثم حسب رأيه ليقع في إثم لأعظم خطره يتعدى على كتاب الله وعلى عباده .. وأقول دعوا على سلامة صدورهم ويسر فهمهم، وليسعكم ما وسع السلف فلسنا أتقى لله منهم والله أعلم.

الوقفة الثالثة والثلاثون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير