تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا يعد المكنزُ الكبير خطوة جريئة في تأليف المعاجم، لا بل في خدمة التراث اللغوي العربي، ففيها من الاجتهاد، والتناول من زوايا جديدة ومبتكرة، فالمعجم رافد جديد وثري يُقدَّم لقارئ العربية، ومن هنا فإن قيمته لا تنحصر في فكرته المبتكرة، ولكن تمتد لتشمل منهجيته، واتباعه أحدث المواصفات العالمية في صناعة المعاجم واخراجها، لذا فهو نقطة تحول في صناعة المعجم العربي، فقد جاء بعيداً عن تكرار السابق واجتراره، مجافياً تقليد الأعمال المعجمية السابقة.

لقد استقى المكنزُ الكبير مادته من المعاجم القديمة اضافة إلى مادة غزيرة من كتب اللغة والأدب ودواوين الشعراء وبعض الصحف اليومية، وبذلك تكون المادة مزيجاً من التاريخ اللغوي القديم والأوسط والمعاصر.

لقد قدم المعجم مادة وافية للمترادفات والمتضادات العربية واضاف إليها معلومات أخرى منها:

بيان نوع الكلمة فعل اسم صفة حرف، ثم حدد المجال الدلالي العام الذي تنتمي إليه مجموعة الكلمات المترادفة والمتضادة، ثم اضاف الجذور لجميع كلمات المدخل وهذا أمر أهملته معظم كتب المترادفات، وشرح الكلمات شرحاً موجزاً، وأورد بعض الأمثلة التوضيحية، وقد أضاف معلومة خاصة بتصنيف الكلمة وبيان درجتها في الاستعمال, وهناك الكثير من الأمور الجديدة واللمسات التي ترد في المعاجم لأول مرة ويطلع عليها القارئ لدى استخدامه للمعجم.

لقد احتوى المعجم على 34530 مدخلاً موزعاً على 1851 موضوعاً أو مجالاً دلالياً، ويقع في 1232 صفحة.

وقد رتبت المجالات الدلالية (ألفبائياً)، وزود بمجموعة من الارشادات لتسهيل استخدامه، كما ألحق به مجموعة من الفهارس التي تيسر على الباحث الرجوع إلى المعجم والبحث فيه بيسر وسهولة.

يذكر أن معجم المكنز الكبير معجم شامل للمجالات والمترادفات والمتضادات وهو من اعداد فريق من المتخصصين برئاسة الدكتور أحمد مختار عمر، وقد صدر عن شركة سطور بطبعته الأولى عام 2000م/1421ه.

وقامت على اصداره مؤسسة التراث في المملكة العربية السعودية

أحمد مختار عمر ومعجمه الفريد المكنز الكبير

بقلم: فاروق شوشة

عندما أهداني الصديق العزيز الراحل العالم اللغوي الدكتور أحمد مختار عمر كتابه صناعة المعجم الحديث الذي كان صدوره في عام 1998, مركزا إهداءه في كلمتين اثنتين لصديق العمر أدركت ــ من جديد ــ عمق هذه الصداقة وامتدادها ــ دون شائبة واحدة ــ قرابة نصف قرن من الزمان , تغيرت خلاله أمور وشئون وشجون , واختلطت مسالك وطرائق , وحالت بيننا أسفار وغربة وإقامة , في مصر وبلاد غير مصر , لكن هذه الصداقة الفريدة استطاعت أن تصمد لهذا كله وأن تستمر , وأن تمضي قدما في خط متصاعد , بلغ ذروة تجلياته في لقائنا متجاورين في مجمع اللغة العربية ضمن دفعة واحدة هي دفعة عام 1999.

وأدركت فور تصفحي الأولي لفصول الكتاب , ومادته الموزعة علي هذه الفصول , من خلال عرض علمي رصين , يتاح للمرة الأولي لقارئ العربية , متناولا معني كلمة معجم واشتقاقها , والمعجم والموسوعة , والمعجم والقاموس , والمعجم العربي في القديم , وتخلف المعجم العربي الحديث , والاهتمام بالعمل المعجمي في القرن العشرين , والمعجمية وعلم اللغة , وأنواع المعاجم , والخطوات الإجرائية والتنفيذية لعمل معجم , ووظائف المعجم , وأخيرا مستقبل المعجم العربي ـ أقول: أدركت فور تصفحي الأولي للكتاب , لماذا كان اعتذار الدكتور أحمد مختار عمر من اليوم الأول لعمله المجمعي ــ عن عدم الانضمام إلي لجنة المعجم الكبير , بالرغم من الصداقة العميقة التي تربط بينه وبين مقررها في ذلك الحين الصديق العزيز الراحل العالم والخبير المجمعي الأستاذ إبراهيم الترزي الأمين العام السابق للمجمع. كان اعتذار الدكتور أحمد مختار يتضمن اعتراضه علي الطريقة التي يمضي بها العمل في المعجم الكبير منذ بدايته , وهي الطريقة التي جعلت منه ــ في معظم مادته ــ تكرارا للمعاجم العربية القديمة , واستخلاصا لكثير مما جاء فيها , أما الجديد من المادة اللغوية المعاصرة وألفاظ الحضارة ومصطلحات العلوم , فلا يمثل إلا أقل القليل من مادة هذا المعجم الذي يمضي العمل فيه بطيئا ولا يكاد يلاحق العصر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير