[فائدة و تنبيه ...]
ـ[محمود بن عبداللطيف]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:18 ص]ـ
قال العلامة الشاطبي (ت: 790) -رحمه الله-في مسألة إجماع النحويين على أن أقسام الكلمة ثلاثة فقط:
"فإن قيل: أين الإجماع, وقد خالف الفراء في المسألة, وهو من الصدر الأول الذين لاينعقد إجماع دونهم, لأنه في الكوفيين نظير سيبويه في البصريين, ألا ترى أنه يقول في (كِلا): إنها ليست باسم ولا فعل ولا حرف, بل هي بين الأسماء والأفعال, فهي إذن عنده نوع رابع؟
فالجواب: أن قول الفراء في (كلا) , هو الوقف عن الحكم عليها بأنها اسم, أو فعل, لمّا تعارضت عنده فيها أدلة الاسمية, وأدلة الفعلية, فلم يحكم عليها بشيء, لا أنه حكم عليها بأنها غير الثلاثة, فالوقف ليس بحكم, وإن عُدّ في الأصول قولا, وإذا تأملت كلامه, وجدت الأمركذلك, فطالعه في اسم ثعلب في طبقات النحويين للزبيدي." اهـ المقاصد الشافية (1/ 40ــ41)
وقوله في الطبقات في اسم الفراء (ت:207) , حكاه ثعلب (ت: 291) قال: "قال الخليل: (كلا) اسم, وقال الفراء: هي بين الأسماء والأفعال, لأنها حشو في الكلام, ولا تنفرد كما ينفرد الاسم, وأشبهت الفعل لتغيرها في المكنيّ, والظاهر, لأني أقول: في الظاهر: (رأيت كلا الزيدين) , و (مررت بكلا الزيدين) , و (كلّمني كلا الزيدين) , فلا تتغير, وأقول في المكنيّ: (رأيت كليهما) , و (مررت بكليهما) , و (قام إليّ كلاهما) , فأشبهت الفعل, لأني أقول: (قضى زيدٌ ما عليه) , فتظهر الألف مع الظاهر, ثم أقول: (قضيتُ الحق) فتصير الألف ياءً مع المكنيّ." اهـ طبقات النحويين واللغويين للزبيدي (صـ133ــ)
والعجيب أن الشيخ محمد الخضري (ت:1287) -رحمة الله عليه- ظنها (كَلّا) -بالفتح والتشديد-فقال:"وقول الفراء في (كلا): ليست اسمًا, ولا فعلًا, ولا حرفًا, إنما هو تردد من أيها هي, لتعارض الأدلة عنده, لا أنها خارجة عنها, والأصح أنها حرف, وترد للزجر إذا تقدمها ما يزجر عنه, نحو ((كلّا إنها كلمة)) , وللجواب كـ (إي) إذا تلاها قسم نحو ((كلّا والقمر)) , والاستفتاح كـ (ألا) إذا خلت عن ذلك نحو ((كلّا إن الإنسان ليطغى)) انظر المغني, وحواشيه." اهـ حاشية الخضري على ابن عقيل (1/ 16)
مع أن ابن هشام في المغني يصرح بقول الفراء إن كلّا تكون حرف جواب بمنزلة (إي) , و (نعم)!