من أقوى مراثي التاريخ (لِمَ لا تجيب وقد دعوتُ مرارا)
ـ[محمد البكيري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 12:15 ص]ـ
كان الشيخ محمد عبده صديقاً مقرباً من الشاعر حفني ناصف
فلما مات الشيخ محمد رحمه الله
وبعد أربعين يوماً زار الشاعر حفني ناصف قبر صديقه
فقال: السلام عليكم يا أستاذ
السلام عليكم يا أستاذ
ثم قال وهو يبكي هذه القصيدة المؤثرة
لِمَ لا تجيب وقد دعوتُ مرارا
يكفي سكوتُك أربعينَ نهارا
كَثُرَ التخبّطُ والحقائقُ حُجّبتْ
عنا وأمسى المسلمون حيارى
يتساءلون وقد عرَتهم سكرةٌ
عمَّا عراكَ وما هُمُ بسُكارى
فاجْلُ الصَّوابَ لنا كما عوَّدتنا
يقظا ً ومزِّق دونه الأستارا
ما كان عهدي حين يقصدك الورى
عند اشتدادِ الخطْبِ أن تتوارى
فيمَ احتجابُك في فلاة ٍ بلقعٍ
لا دارةً فيها ولا ديّارا
الكونُ عن مسعاكَ ضاقَ نطاقُهُ
فعلامَ تتّخذ المقابرَ دارا
للمسلمين إليك أكبرُ حاجةٍ
فإذا قضيتَ فما قضَوا أوطارا
من ذا يناضل عن شريعةِ أحمدٍ
ويذود عن أكنافها الأخطارا
ويصون دينَ اللهِ من شُبه العدا
ويردّ غارةَ من به يتمارى
ويذبّ عن آيِ الكتابِ بحكمةٍ
ويذيق من باراه فيه تبارا
ويجيء في تفسيره بعجائبٍ
ويذيع من مكنونه الأسرارا
ويطهّرُ الإسلام مما شابَهُ
ويزيلُ عن غدرانه الأكدارا
ويذكّر العلماءَ ألاّ يغمضوا
عما اقتضاه زمانهم أبصارا
ويجادل الأشرارَ بالحسنى فلا
ينفكّ حتى يصبحوا أخيارا
ويجدّد العربية الأولى وقد
صارت بغفلةِ أهلها آثارا
ويعيدُ للإنشاءِ سابقَ مجدِهِ
ويشيد في أنهاره ما انهارا
ويردّ أعوادَ المنابرِ جذلةً
لا تحسد الأعواد والأوتارا
ويبثُّ بين الخلق غرَّ خلائقٍ
بعظاته وينبّهُ الأغرارا
ويحثُّ أهلَ المالِ أن يتوسّطوا
في البذلِ لا سرفاً ولا إقتارا
ويرود صرعى الجود في وزرائنا
ليحطَّ عن فقرائنا أوزارا
يقضي حوائجَ سائليه فلا يرى
في نفسه سأماً ولا استكبارا
ويعلّمُ الناسَ الأمانةَ والوفا
والصدقَ والإخلاصَ والإيثارا
ويظلّ بالإصلاح مغرىً كلّما
وجدَ السبيلَ إلى صلاح ٍ سارا
حتى كأنَّ عليه عهداً للعلا
أن يُصْلحَ الأخلاقَ والأفكارا
إنْ كان فينا مرشد يقوى على
ذا العبء أوسعْنا له الأعذارا
أو لا فأولى أن تفيضَ نفوسُنا
هلعاً وتسعى للمنون بدارا
ماتَ الإمام فيا سَماء تفطَّري
فِلَذَاً وطيري يا بحارُ بخارا
وتصدَّعي يا أرضُ وانضُبْ فجأةً
يا نيلُ وأمطرْ يا سحابُ حجارا
وقفي مكانَكِ يا كواكبُ واسقطي
كِسَفَاً وخرّي يا جبالُ نِثارا
وذرِي رحابَ الجو تبعثُ صَرْصَرَاً
يا ريحُ وأسري بيننا إعصارا
لا خيرَ بعد محمدٍ في العيش إنْ
كانت نفوسُ الخالفين صغارا
ـ[الكهلاني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 01:25 ص]ـ
حياك الله يا بكيري، قصيدة جيدة أولها أحسن من آخرها فيما أرى.
لكن لا ينبغي أن يخاطب الموتى بمثل هذا الأسلوب الذي فيه نوع من الشكوى خشيةَ الوقوع في الاستغاثة الشركية.
جزاك الله خيرا.
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[14 - 11 - 10, 01:08 م]ـ
قصيدة رائعة
مع التنبه للمقول فيه: فهو صاحب طوام كبار ...
ـ[محمد البكيري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:09 م]ـ
أيه الأخوة:
هذه القصيدة تحتمل الشركيات
لكن نحملها على خلاف ذلك
أي أنه يقول لو كنتَ حيا لكان كذا وكذ
لكن بالجملة هي قصيدة تهز الوجدان
شكراً
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:12 م]ـ
رحمه الله، فقد كان موقفياً فاعلاً، و لم يكنْ قائلاً متفرجاً ...
مما أعجبني مما كُتب عنه ما كتبه الأخ خضر بن سند. و ليتَ ما كتبَه يُنشر هنا. فقد ضربَ في الصميم في المقارنة بين ما كان يقوم به وما يقوم به غيره .. فالمهام على حسب الأولويات ..
ـ[أبو عبد المولى الجلاد]ــــــــ[14 - 11 - 10, 06:21 م]ـ
مؤثّرة بحقّ!
وكلماتٌ جزِلةٌ قويّة ..
جزيتم خيراً ..
ـ[بكيل]ــــــــ[14 - 11 - 10, 08:54 م]ـ
مؤثرة بحق وجميلة وجزلة وأولها أبلغ من آخرها
ـ[فتاةالإسلام]ــــــــ[14 - 11 - 10, 09:26 م]ـ
من ذا يناضل عن شريعةِ أحمدٍ
ويذود عن أكنافها الأخطارا
(اللهم هيىء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم رجالا لايخافون فيك لومة لائم)
ليتك تفيدنا أخي بترجمة لـ محمد عبده؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:45 م]ـ
رحمه الله، فقد كان موقفياً فاعلاً، و لم يكنْ قائلاً متفرجاً ...
مما أعجبني مما كُتب عنه ما كتبه الأخ خضر بن سند. و ليتَ ما كتبَه يُنشر هنا. فقد ضربَ في الصميم في المقارنة بين ما كان يقوم به وما يقوم به غيره .. فالمهام على حسب الأولويات ..
هل المقصود بالقصيدة , محمد عبد يماني أم محمد عبده (مفتي مصر السابق).
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[15 - 11 - 10, 02:13 ص]ـ
هل المقصود بالقصيدة , محمد عبد يماني أم محمد عبده (مفتي مصر السابق).
كلاهما محمد عبده، و افترقا في المثلِّث، و العهدُ الفكري الذهني منصرفٌ إلى الأول، فحصل اللبسُ، ظاهراً، و بقيَ الكشفُ عنه حقيقةً. و انكشف بسؤالك، فشكرا لك ..
¥