تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[25 - 11 - 10, 07:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابو تراب الظاهري -رحمه الله- في لجام الاقلام ما نصه (عضوة وعضو قال ابو تراب: في الغلط والفصيح من غريب ما سمعناه انهم قالوا: هي عضوة في لجنة كذا. الخ ويجمعونها عضوات وتلك جرأة على اللغة , وعدوان على الفصاحة , والعضو مذكر مفرد على الاطلاق جمعه اعضاء فلا تقول عن العين مثلا او الرئة هي عضوة من الجسم, وانما هى عضو فقط , حيثما كانت وكيفما وقعت فعلى الكتاب أن يقول هي عضو في لجنة كذا لا عضوة قلت وقد اجاز ذلك مصطفى جواد في كتابه قال فلانة عضوة ولا تقل عضو والسبب في ذلك أن العضو نقل من الاسمية الى الوصفية كما قيل في الشلو وهو العضو شلوة وفي الثبج وهو الوسط ثبجة قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بن كعب وقد اعطاه الطفيل بن عمرو الدوسي قوسا جزاء على اقرائه القرآن: تقلدها شلوة من جهنم. قال الشريف الرضى في كتاب المجازات النبوية: وانما قال شلوة ولم يقل شلوا لأنه حمل على معنى القوس وهى مؤنثة والشلو العضو

وجاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر الحضرمي {وانطو الثبجة} قال ابن الاثير في النهاية: أي اعطوا الوسط في الصدقة لا من خيار المال ولا من رذالته والحقها هاء التأنيث لانتقالها من الاسمية الى الوصفية ثم ان العرب يتساهلون في التانيث قال الجوهري في الصحاح الكوكب النجم يقال كوكب وكوكبة كما قالوا بياض وبياضة وعجوز وعجوزة ثم ذكر انهم قالوا منزل ومنزلة. وعلى هذا يقال للممثلة البارعة اي الحاكية الماهرة كوكبة لا كوكب قال ابو تراب: واطلاق العضو على فرد من جماعة اصطلاح جديد ليس له متمسك بالاستعمال العربي القديم , فلو أبدل به العضد لكان خيرا فيقال فلان عضد في الجماعة وهؤلاء اعضاد بدل عضو واعضاء لان العضو عظم وافر بلحمه ونحو ذلك واما العضد فهو المعين الذي لا يفارق وهى كلمة قرآنية قال الله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} وقال: {سنشد عضدك بأخيك} ويقال: هو عضدي وهم اعضادي ومن محاورات العرب: وهنت اعضاد بيته وارفع اعضاد الدبرة وهي جدرها التي تمسك بالماء (وحوض مثلم الاعضاد) وهي نواحيه وفلان عضادة فلان اذا كان لايفارقه ويقول الرجل لصاحبه كفاني بكما عضادتين اي معينين وهي مجازات من قولهم فلان معضود من الله وتوفيقه وهم اذا يقولون فلان عضو في المجمع يعنون به المعين العامل فالعضد له اليق تسمية وصفية واطبق على معناهم ومرادهم اما قوله عليه السلام (المسلمون كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فذاك مثال وحدة الكيان ومرادنا بيان عمل الاركان ومن فهم الفرق بينهم رشد اما دعوى عدم ورود عضوة في اللغة فاذا اريد بها عدم الاستعمال فهي دعوى صحيحة وقياسها على شلوة غير سائغ عند من يتقيد بالمسموع وان انتقلت من الاسمية الوضعية لكونه محدثا واذا اريد بها نفي صيغتها فهي مردودة عندي لانه ورد لفظها بمعنى القطعة والفرقة وهى العضوة في الاصل ويقال عضو وعضوة بالكسر والضم وبعضها يجعل اصلها عضهة فهي اما ناقصة الواو واما ناقصة الهاء وفي القرآن المجيد (وجعلوا القرآن عضين) واحدتها عضة وهي من الاسماء الناقصة قالوا اصلها عضوة فنقصت الواو كما قالوا عزة واصلهاعزوة وثبة واصلها ثبوة من ثبيت الشيء اذا جمعته

وفي حديث ابن عباس في تفسير جعلوا القرآن عضين أي جزأوه اجزاء وقال الليث اي جعلوه عضة عضة فتفرقوا فيه أي آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه وكل قطعة عضة وقال ابن الاعرابي:معناه فرقوا فيه القول فقالوا شعر وسحر وكهانة وقال المشركون: اساطير الاولين فقسموه هذه الاقسام وعضوه اعضاء

وقيل أن اهل الكتاب آمنوا ببعض وكفروا ببعض كما فعل المشركون أي فرقوه كما تعضى الشاة وتعضيتها تفريق لحمها كما في حد يث جابر في التبكير بصلاة العصر بحيث لو ان رجلا نحر جزورا بعدها وعضاها اي فرقها وفصل اعضاءها لوجد الشمس بعدئذ لم تغرب) انتهى كلام ابي تراب رحمه الله بنصه

والسلام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير