[وفاة الشيخ عبد ربه عتمان شيخ مقرأة قها]
ـ[علي محمد ونيس]ــــــــ[10 - 01 - 09, 11:27 ص]ـ
قبض العلماء من أعظم البلاء، وفقدهم من أعظم المصائب، ويوما بعد يوم نفقد عالما تلو عالم دون أن يخلفهم احد، وإذا كان لهم خلف فليس على نفس الدرجة من الكفاءة العلمية والإتقان، ومن هؤلاء العلماء شيخي الفاضل/ عبد ربه عتمان شيخ مقرأة مدينة قها بمحافظة القليوبية وقد قارب التسعين من عمره.
ـ نال الشيخ الإجازة في القرآت السبع ولم يتجاوز الثانية عشر.
ـ عمل الشيخ مقيما للشعائر بأحد مساجد قلقشندة (وهي بلدة الليث بن سعد الفقيه المعروف).
ـ عمل الشيخ شيخا لمقرأة مدينة قها طيلة حياته.
ـ أقرأ الشيخ الكثير من الطلاب، وكان يجلس لذلك من الصباح إلى ساعة متأخرة من الليل.
ـ ظل الشيخ بمنة من ربه يستحضر العلم حتى مات.
ـ توفي رحمه الله يوم الأربعاء الماضي ودفن في بلدة قلقشنده في نفس اليوم، وحضر جنازته جمع كبير من طلبته ومحبيه، وكان مشهدا ينبئ عن مدى كرامة أهل القرآن ومنزلتهم عند الله تعالى.
وهذا نص إجازة الشيخ لي:
إِجَازَةٌ
بِالقِرَاءَاتِ السَّبْعِ مِنْ طَرِيقِ الشَّاطِبِيَّةِ
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمدُ لله الذي جَعَلَنا ممن حفظ القرآن الحكيم، وصير أكبر حظنا التعلُّم والتعليم، ويَسَّرَ معرفة القرآن بالإسناد عنِ الأئمة المُتَّقِينْ، ومَنَحَنا معرفته رواياته وطرقه عنِ الجهابِذة العارفينْ.
أحمده - سبحانه وتعالى - أن جَعَلَنا مِن هذا الحزب المقرَّبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله القائل الإسناد من الدين، صَلَّى اللهُ وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه، ما اتَّصَل سندنا بهم أجمعين، صلاة وسلامًا دائمين مُتَلازِمين إلى يوم الدين.
وبعد، فيقولُ العبدُ الفقير الحَقِير، راجي عَفْو ربه المَنَّان، عبد ربه علي عتمان، من ناحية قرقشندة، مركز طوخ، قليوبية، كان اللهُ لهْ، وكان الله ناظرًا إليهْ، ومجري الخير على يَدَيهْ، آمين: لَمَّا كان أفضل الأشياء كتابَ اللهْ، المُنَزَّل على مُختاره ومُصْطَفاهْ، وكان عِلم القراءات - لتعلُّقه به - مِن أعظم العلومِ مقدارًا، وأرفعها شرفًا ومنارًا، فهو أولى ما تصرَفُ إليه الهِمم العوالي، وأجلُّ ما تُبْذَل فيه المُهَج الغوالي، وكان الإسنادُ فيه من مُهمَّات الدِّين، وطلب العلو فيه قُربة من ربِّ العالمين، وأخذ العلم من أهله، أكبر دليلٍ على نجاة المرء وفَضْله؛ ولهذا رغب فيه أهْلُ العلم الأخْيارْ، واعْتَنَى به أهل الفَضْل السادة الأبرارْ.
وكان ممن جَدَّ في تحصيل العُلُومْ، والبَحْث عن ما لها مِن مَنْطُوق ومفهومْ، ولَازَمَ العلماء والفضلَاءْ، واختارَ صُحبة الأماجد النُّبَلاءْ، ذو الطريقة الحميدة المرضيَّةْ، والأخلاق السَّهْلة السنيةْ، العمدة النجيبْ، واللوزعي الأدِيبْ، راجي عفو ربه القدوس، الشيخ علي محمد ونيس، من بلدة أجهور الكبرى، مركز طوخ، قليوبية، كان الله لهْ، وبلغه أمَلَهْ.
فقد شَمَّرَ عن ساعد الجِدِّ والاجتهادْ، وبحث عنِ الدقائق فَأَجَادْ، وقرأ عليَّ القرآنَ العظيم الشان، بالقراءات السَّبع من طريق الشاطبيَّة، وقد طَلَبَ منِّي الإجازة، وكتابة السند على الوجه الأَسَن، فاستخرتُ الله تعالى، وأجزتُه بما يجوز لي وعنِّي قراءة ورواية.
وأخبرتُه أنِّي أخذتُ القراءات من طريق الشاطبية، على سيدي وأستاذي: الشيخ/محمد زيد بن محمد زيد، وأخْبَرَنِي أنه قرأ على العُمدة الفاضل، حامِل راية الإتْقان والشَّرَف، راجي نيل المآربِ، محمد بن أحمد المغربي، وأخْبَرَنِي أنه قرأ على عمدة القراءات والإتقان، الشيخ/ محمد علي الحسيني، وأخبرني أنه قَرَأَ على والدِه الشيخ/حسن خلف - سَقَى اللهُ ثراه صبيب الرحمة والرضوان، وأسْكَنَهُ أعلى فراديس الجنان – قال: قرأتُ القرآن العظيم الشان من طريق الشاطبية على سيِّدي وأستاذي الشيخ/ محمد المُتَوَلِّي، قال: قرأتُ القرآن العظيم الشان من طريق الشاطبية على السيد/ أحمد الدري الشهير بالتهامي، قال: قرأتُ القرآن العظيم الشان من طريق الشاطبيَّة على سيدي وأستاذي، العُمدة الفاضل الشيخ/ أحمد سلمون، وقرأ الشيخ سلمون على العمدة
¥