ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[21 - 12 - 10, 07:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أبا هند بما أن المؤمن مرآة أخيه، فأقول: ثبتك الله على طلب العلم موضوعك رائع استمر فضلا و تكرما ..
أخوك (المتابع)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[24 - 12 - 10, 02:12 م]ـ
قال المصنف ـ رحمه الله ـ:
"الكَلاَمُ هُوَ اللَّفظُ المُرَكَّبُ المُفِيدُ بِالوَضعِ".
الكلام مثلث الكاف بالضم هي الأرض الصعبة الغليظة يقال هذه ارض كلام –بضم الكاف- وأما بكسر الكاف هو جمع كلم والمراد به الجراحات ذكر ابن يعيش في شرح المفضل إن الكلام سمي كلاما لأنه يجرح القلب
جراحات السنان لها التئام ... ولا يلتام ما جرح اللسان
تعريف الكلام لغة القول وما كان مكتفيا بنفسه
القول هو اللفظ الدال على معنى كرجل وفرس وزيد
واللفظ لغة هو الطرح والرمي تقول اكلت التمرة ولفظت وتقول لفظ البحر كنوزه
واصطلاحا هو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية وهو قسمان مهمل كمقلوب زيد ديز ومستعمل و هو القول فهو اخص مطلقا من اللفظ
الصوت هو العرض المسموع وينقسم الى قسمين صوت مصوت بالحقيقة او بالفعل وصوت مصوت بالقوة وهي الضمائر المستترة وجوبا فهي قصدتها العرب معنى بدليل ثلاث امور الاسناد اليه والتاكيد عليه وصحة العطف عليه ويجمع هذه الثلاث قول الله * اسكن انت وزوجك الجنة * فالضمير المستتر وجوبا في اسكن اكد بالضمير المنفصل انت وعطف عليه بقوله وزوجك
وما كان مكتفيا بنفسه كل ما أفاد فائدة للناظر أو القارئ دون ضميمة قول إليها نقول أن هذا أفاد فائدة واكتفى بنفسه دون لفظ وهي ما يعبر عليها بالدوال
والدوال هي خمسة ومنهم من يزيد عليها
1 - الكتابة تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها *ما بين دفتي المصحف كلام الله *أي المكتوب في حكم الملفوظ
2 - الإشارة كقولهم
أشارة بطرفها خفية من أهلها ... إشارة محزون ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قال مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
3 - العقد مثل عقد الأصابع بالحساب
4 - النصب مثل ما يوضع على القبور للدلالة عليها والمحراب للدلالة على القبلة
5 - حكاية الحال كقولهم
امتلاء الحوض فقال قطني ... مهلا رويدك قد ملأت بطني
6 - الغمز كقولهم
حواجبنا تقضي الحوائج بيننا **** ونحن سكوت والهوى يتكلم
ومن هنا نأخذ قاعدة عامة أن كل ما دل على معنى لا يشترط فيه أن يكون لفظا بل قد تؤخذ المعاني من الألفاظ ومن غيرها كالدوال التي ذكرناها
وأما الكلام عند النحاة فهو اخص مطلقا من الكلام عند العرب
فائدة في اطلاقات لفظ الكلام
1 - يطلق الكلام على كل ما أفاد فائدة سواء كان لفظا أو من دون ضميمة لفظ وهي الدوال الخمس أو الست التي سبق بيانها
2 - يطلق الكلام على التكلم وهو المصدر أي الحدث نفسه كقولهم
كلامك هندا وهي مصغية يشفيك ... قلت صحيحا ذاك لو كان
3 - يطلق عند كثير من المتأخرين على المعنى النفسي وهذا لا دليل عليه لا من اللغة ولا من الشرع بل الشرع يرده ويبطله ومن هنا حرف الاشاعرة صفة الكلام لله
وآهل اللغة اجمعوا على انه إذا أطلق لفظ الكلام والقول بدون قرينة انصرف اللفظ إلى المعنى واللفظ جميعا مثل لفظ الإنسان إذا أطلق ينصرف إلى الجسد والروح جميعا ولا ترجيح لأحدهما على الأخر عند الإطلاق إلا بقرينة ولذلك قال تعالى *ويقولون في أنفسهم * وقيده بقوله في أنفسهم لأنه لو أطلق لانصرف إلى المعنى واللفظ جميعا
ولا يطلق الكلام على المعنى النفسي البتة الا بقرينة
الكلام النحوي الكلام عند النحاة هو اخص مطلقا من الكلام عند أهل اللغة لان الكلام يختلف باختلاف الفنون فلكل آهل فن اصطلاح فيه والكلام في الاصطلاح بمعنى الحقيقة العرفية التي تكون عند أرباب ذلك الفن
تعريف الاصطلاح هو اتفاق طائفة مخضوضة على أمر مخصوص بينهم متى أطلق انصرف إليه
تعريف الكلام عند النحاة لابد أن يكون مشتملا على أربعة أركان وهي اللفظ المركب المفيد بالوضع
وسبق تعريف اللفظ وقوله اللفظ اخرج الدوال الخمس لأنها لا تسمى كلاما عند النحاة لأنها بدون ضميمة لفظ مثل الإشارة والكتابة وغيرها من الدوال
التركب لغة هو وضع الشئ على الشئ مطلقا سواء كان على جهة الثبوت أو لا وسواء أكان بينهما مناسبة أو لا فكل بناء تركيب ولا عكس لاشتراط الثبوت في البناء وكل تأليف تركيب ولا عكس لاشتراط المناسبة في البناء
¥