10 - وَغَيْرُ ثَانٍ صِفْهُ بِالْبَلاَغَهْ ..... وَمِثْلُهَا فِي ذَلِكَ الْبَرَاعَهْ
11 - فَصَاحَةُ الْمُفْرَدِ أَنْ لاَ تَنْفِرَا ..... حُرُوفُهُ كَـ"هُعْخُعٍ" وَ"اسْتَشْزَرَا"
12 - وَعَدَمُ الْخُلْفِ لِقَانُونٍ جَلِي ..... كَـ"الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَجْلَلِ"
13 - وَفَقْدُهُ غَرَابَةً قََدْ أُرْتِجَا ..... كَ"فَاحِمًا وَمَرْسِنًا مُسَرَّجَا"
14 - قِيْلَ وَفَقْدُ كُرْهِهِ فِي السَّمْعِ ..... نَحْوُ جِرِشَّاهُ وَذَا ذُو مَنْعِ
15 - وَفِي الْكَلَامِ فَقْدُهُ فِي الظَّاهِرِ ..... لِضَعْفِ تَأْلِيفٍ وَ لِلتَّنَافُرِ
16 - فِي الْكَلِمَاتِ وَكَذَا التَّعْقِيدِ مَعْ ..... فَصَاحَةٍ فِي الْكَلِمَاتِ تُتَّبَعْ
- تلخيص المفتاح -
مقدمة
الفصاحة يوصف بها المفرد، والكلام، والمتكلم.
والبلاغة يوصف بها الأخيران فقط.
فالفصاحة في المفرد خلوه من تنافر الحروف، والغرابة، ومخالفة القياس.
[1] فالتنافر نحو (غدائره مستشزرات إلى العلا) [2] والغرابة نحو (وفاحما ومرسنا مسرجا) أي كالسيف السريجي في الدقة والاستواء، أو كالسرج في البريق واللمعان [3] والمخالفة نحو (الحمد لله العلي الأجلل).
قيل: ومن الكراهة في السمع نحو (كريم الجرشى شريف النسب)، وفيه نظر.
وفي الكلام خلوصه من ضعف التأليف، وتنافر الكلمات، والتعقيد مع فصاحتها.
- الشرح -
(مُقَدِّمَة) في بيان معنى الفصاحة والبلاغة وانحصار علم البلاغة في فني المعاني والبيان ونحو ذلك، ويقال مقدمة العلم لما يتوقف عليه الشروع في مسائله على بصيرة، كمعرفة موضوعه وحده وغايته، ومقدمة الكتاب لطائفة قدمت أمام المقصود لانتفاع بها فيه، سواء توقف عليها الشروع المذكور كمقدمة مختصر المنطق أم لا كذات مختصر الفقه وهذه عند بعض، واعلم أن موضوع الفن ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية، كأفعال المكلف للفقه، وتراكيب العربية للنحو، وكذا هذا العلم إلا أن الحيثية مختلفة.
(*9* يُوصَفُ بِالْفَصَاحَةِ) هي في الأصل الظهور والبيان، يقال: أفصح الصبح إذا ظهر {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا} (الْمُرَكَّبُ) كلامًا كان أو لا كجملةِ الصلة والجواب والتركيبِ الإضافي، فيقال: كلام فصيح، وتركيب فصيح.
(وَمُفْرَدٌ) أي كلمة (وَمُنْشِئٌ مُرَتِّبُ) أي متكلِّم؛ لأنه الذي أنشأ الكلام ورتبه.
(*10* وَغَيْرُ ثَانٍ صِفْهُ بِالْبَلاَغَهْ) فيقال متكلم بليغ وكلام بليغ، ولا يوصف غيرُ الكلام من المركبات، وإن كان ظاهر النظم يوهمه (وَمِثْلُهَا فِي ذَلِكَ الْبَرَاعَهْ) فيوصف بها المتكلم والكلام، وحدَّها بعضُهُم بما يقرب من حد البلاغة، وهي أصلا من برع إذا فاق أقرانه في أمر محمود.
(*11* فَصَاحَةُ الْمُفْرَدِ) تحصل بثلاثة شروط (أَنْ لاَ تَنْفِرَا .. حُرُوفُهُ) والتنافر وصف في الكلمة يوجب ثِقلَها على لسان ذي الذوق السليم، سواء كان من قرب المخارج أو بعدها، ثم هو إما متناه في الثقل أو لا، فالأول: (كَـ «هُعْخُعٍ») وهو نبت أسود، سئل أعرابي عن ناقته فقال: تركتها ترعى الهعخع (وَ «اسْتَشْزَرَا») أي ارتفع، قال: غدائرها مستشزرات إلى العلا إلخ.
(*12* وَعَدَمُ الْخُلْفِ لِقَانُونٍ جَلِي) كفك ما يجب إدغامه وعكسه في غير ما شاع كذلك (كَـ «الْحَمْدُ لِله الْعَلِيِّ الْأَجْلَلِ») الواسع الفضل الوهوب المجزل، وضرورات الشعر من هذا إلا ما لا ينفره الطبع كصرف ما لا ينصرف، وحذف ياء المنقوص نصبًا.
(*13* وَفَقْدُهُ غَرَابَةً قَدْ أُرْتِجَا) بها أي أُغلق فلا يُدرَى معناه، وهي كون الكلمة وحشية غير ظاهرة المعنى ولا مألوفة الاستعمال، ثم الغريب منه ما يحتاج إلى تخريج وجه بعيد (كَ «فَاحِمًا وَمَرْسِنًا مُسَرَّجَا») قال الفنري: وجه تخريج الوجه البعيد في مسرَّجا أن يقال فعّل بالتضعيف قد يجيء لنسبة الشيء إلى أصله نحو تممته نسبته إلى تميم، فمسرج منسوب إلى السريجي أو السراج أي بالمشابهة، ووجه البعد أن مجرد النسبة لا يدل على التشبيه، فأخذ التشبيه منها بعيد.
(*14* قِيْلَ وَفَقْدُ كُرْهِهِ فِي السَّمْعِ .. نَحْوَ جِرِشَّاهُ) أي نفسه، قال: (مبارك الاسم أغر اللقب .. كريم الجرشى شريف النسب) (وَذَا ذُو مَنْعِ) لأن الكراهة إذا كانت لاستغرابه فقد دخلت في الغرابة، وإلا فلا تخل بالفصاحة؛ إذ قد ينفر السمع من الفصيح لقبح الصوت والعكس.
(*15* وَ) الفصاحة (فِي الْكَلَامِ فَقْدُهُ فِي الظَّاهِرِ .. لِضَعْفِ تَأْلِيفٍ) وهو عدم الجري على المطرد من قواعد النحو، كالإضمار قبل الذكر والرتبة في غير ما يجوز فيه ذلك (وَلِلتَّنَافُرِ *16* فِي الْكَلِمَاتِ) وهو أن تكون الكلمات ثقيلة على اللسان وإن كان كل منها فصيحا (وَكَذَا التَّعْقِيدِ مَعْ .. فَصَاحَةٍ فِي الْكَلِمَاتِ تُتَّبَعْ) لأنها شرط في فصاحة الكلام، فلا تحصل إلا بعدها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 08:28 م]ـ
وفيك بارك الله يا شيخنا الفاضل
ولكن لماذا لونت بالحمرة ما في البيت الثاني عشر والثالث عشر؟
¥