تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما النصارى فمنهم فهد بن إبراهيم، وأبو سعيد التستري، وأم المستنصر كانت مولاة للتستري، وصدقة بن يوسف الفلاحي، وأبو نصر التستري، عيسى بن نسطورس، وسهل بن معَشر النصراني طبيب الحاكم، ومنصور بن عبدون وزير الحاكم سنة 400هـ، وزرعة بن نسطورس، وأبو نجاح الراهب ت523هـ، وبهرام الأرمني ت535هـ، وقد حزن عليه بنو عبيد. ووالي قوص الباساك. قال رجل يوم الجمعة مبينا تمكن النصارى في رقاب الناس: ياأهل مصر! انظروا عدل مولانا الآمر في تمكينه النصراني من الناس. ([95])

وقال الشاعر يوضح مابلغ النصارى في هذا العهد ([96]):

وغالوا بالبغال وبالسروج

وصار الأمر في أيدي العلوج

زمانك إن عزمت على الخروج

إذا حكم النصارى في الفروج

وذلت دولة الإسلام طراً

فقل للأعور الدجال هذا

قال قاسم عبده قاسم: ويعتبر العصر الفاطمي هو العصر الذهبي لأهل الذمة. والغريب أن الدولة الفاطمية لم تتبع سياسة التسامح الديني إزاء المصريين المسلمين أتباع المذهب السني في الوقت الذي حظي فيه أهل الذمة بمثل هذه الحريات.

قال الذهبي في ترجمة الشاعر عمارة اليمني: وله بيتٌ كَيِّس في العبُيديين:

وإن خالَفُوني في اعتقادِ التَّشَيُّعِ

أفاعيلُهُم في الجودِ أفعالُ سُنَّةٍ

ثم قال: ياليته تَشَيُّعٌ فقط، بل ياليته ترفُّض، وإنما يُقال: هو انحلالٌ وزَنْدقة. ([97])

ويصح قول حسن إبراهيم حسن: ذهب السنيون إلى أن عبيدالله كان يعمل على هدم الإسلام متستراً بالتشيع. ([98])

ومن العجيب أنك لاتجد واحداً من خلفاء الدولة العبيدية أدى فريضة الحج رغم التبجح بخلافة النبي r وعلي بن أبي طالب t.([99]) ولذا قال حسن إبراهيم حسن: «يرى الإسماعيلية أن مذهبهم إنما قام ليحل محل الإسلام. وقال أيضا: ولا يبعد أن يكون كثير مما ذهب إليه السنيون (في وصف المذهب الإسماعيلي) صحيحاً». ([100])

ومع هذه النصوص الواضحة في انحراف العبيدية نجد مؤرخاً من المعاصرين لايزال مغتراً بهم حيث يقول: «أقاموا دولة إسلامية على أسس إسلامية واضحة، وخلَّفوا حضارة يعتز بها المسلمون إلى الآن». ([101])

نتائج البحث:

1. الإمام الذهبي إمام واسع الإطلاع في التاريخ والتراجم.

2. أجمع من يعتد به من العلماء على عدم صحة انتساب بني عبيد إلى آل البيت.

3. أجمع من يعتد به من علماء الإسلام على كفر وردة بني عبيد.

4. عدد من أهل التاريخ في العصر الحديث يحاولون بصور شتى التقليل من شأن علماء الأمة الأعلام وتسفيههم ووصفهم بالتعصب السنى والمذهبي.

5. الإمام الذهبي نموذج من نماذج علماء الأمة الذين أظهروا عوار بني عبيد ولم يكن الوحيد فقد شاركه أغلبية أئمة التاريخ.

6. أحكام الإمام الذهبي مبنية على قراءة واسعة في كتب كثيرة مع عقلية ناقدة.


الحواشي والتعليقات

([1]) مثل ابن خلدون الذي وصفهم – في المقدمة ص22 ط/دار الشعب بمصر-» بأنهم كانوا على إلحاد في الدين وتعمق في الرفض. وقال: وليس إثبات منتسبهم بالذي يغني عنهم من الله شيئاً في كفرهم «والمقريزي حيث يقول: وقد جهل أكثر الناس اليوم معتقدهم فأحببت أن أبَيِّن ذلك على ماوَقَّفْتُ عليه في كتبهم المصنَّفَة في ذلك متبرئًا منه. الخطط ص9. و يقول: فرحات الدشراوي في كتابه الدولة الفاطمية بالمغرب ص17: إلا أنني ربما حابيت الفاطميين أكثر من اللازم، بل اتخذت موقفاً يكاد يكون مواليا لهم. وإني لا أخفي تعاطفي مع أولئك الملوك الشيعيين الجديرين بذلك، رغم أني أبريء نفسي من العدوى بمذهبهم والتأثر بدعوتهم «.

([2]) قال إبراهيم شعوط في كتابه أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ ص358:» هذا التشكيك في نسب الفاطميين نوع من العداوة الخبيثة للإسلام والمسلمين «.

([3]) بشار عواد معروف، الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ص467.

([4]) نفسه ص118.

([5]) وأغلب التعريف من بشار عواد معروف، مقدمة سير أعلام النبلاء والذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام (بتصرف) ..

([6]) الوافي بالوفيات 2/ 163.والكودنة: البلادة.

([7]) عبدالوهاب بن علي السبكي ت771هـ، طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق محمود الطناحي وعبدالفتاح الحلو، عيسى البابي الحلبي، ط/1. 9/ 101.

([8]) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص722.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير