تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أن له كتابا من ستين مجلدا , لانعرف عن ورقة واحدة منها , الا أن ابن بسام الشنتريني الذي كتب عن أعلام الاندلس , "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة " كان قد ذكره وتحدث عنه.

*الوزير لسان الدين ابن الخطيب:

وكان وزيرا في غرناطة لمدة عشر سنوات وتوفي 776 للهجرة.

وهو أحد مشاهير المؤرخين الفقهاء, وله العديد من الكتب , ككتابه "أعمال الاعلام " , ويتحدث في الجزء الثاني عن "الاندلس" , وهو كتاب مطبوع تحت اسم "تاريخ اسبانية الاسلامية " , وأما الجزء الثالث فيتحدث عن "تاريخ دول المغرب", ويقول عن نفسه أنه وعلى الرغم من انشغاله الشديد وهو رئيس وزراء غرناطة , فانه كان قد كتب كتابه ذاك في أربعين يوما!.

*****وهنا أضطر الى وقفة اعتراضية أقول فيها , انه لايمكن لأحد أن يتصور آلامنا نحن المقيمون في اسبانية ونحن نقرأ ونسمع مثل هذا عن تاريخ نجده حيا يتنفس في عواطفنا , بينما لم يبق منه شيء في أرض الواقع اللهم الا بقية آثار سياحية , انه أمر مثير لألم كل مسلم فمابالنا بمن يعيش في هذه الديار ويرى مثل هذا , ولكنه أمر الله , وحسبنا الله بانتظار مستقبل مختلف أسأل الله أن يكتب فيه لأبنائنا شرف فتح ثقافي وحضاري وديني وعلمي اسلامي جديد , بعد أن عجزنا محن عن عمل أي شيء في هذه الاتجاهات.*****

*المقريّ:

وهو جزائري من تلمسان , عاش في فاس وفي القاهرة وفي دمشق , وكتب في القاهرة "نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب", وهو عبارة عن سبعة مجلدات و ونجد فيها ذكر لسان الدين الخطيب, في كتاب يعتبر دائرة معارف أندلسية وبكل معنى الكلمة وبكل المقاييس التاريخية.

** من يكتب تاريخنا اليوم؟:


ان هؤلاء الفقهاء والمؤرخين ممن سجلوا تاريخ الامة وقدموا التاريخ الاسلامي , لم يستطيعوا أن يقدموه لولا توفر أدنى قدر من المؤهلات اللازمة لذلك فيهم _ كما يقول الدكتور الحجي_ وعلى رأس ذلك المعرفة بالاسلام على أفضل وجه , ولذلك فانني أدعي _ كما يقول الاستاذ _ ان المستشرقين لم يستطيعوا ولن يستطيعوا تقديم تاريخنا , حتى لو كانوا على أعلى درجة من الصدق والاخلاص , وان هذه الدرجات من الصدق والاخلاص ان توفرت لدى البعض قادته الى الاسلام , ولكن هذا لايعني قدرته على تسجيل تاريخنا كما يجب أن يسجل!.
وأضرب مثلا على ذلك بالكاتب "محمد أسد" وهو يهودي نمساوي , نظنه ممن حسن اسلامه ان شاء الله , والذي يقول في كتابه "الاسلام على مفترق طرق": كثير من الدارسين الغربيين في عمومهم , عندما يكتبون عن الاسلام , فانهم لا يستحضرون الا صليبيتهم حتى لو كانوا من الملحدين , وانه من أصعب الصعب على الغربي اليوم أن يكتب عن الاسلام مخلصا.
ان التاريخ الاسلامي ينبغي أن يكون شأن اسلامي , يهتم به أبناؤه , ويكتب عنه المسلمون , وهم الذين يجب أن يقدموه الى العالم اليوم.
بل أكثر من ذلك , ان المؤرخ المسلم , لاتكون مهمته أن يكتب عن التاريخ الاسلامي فحسب وتقديمه الى العالم , بل ان من مهمته أن يكتب ويقدم تاريخ الامم الاخرى كذلك.
وان من مصلحة أمم الارض اليوم أن يعود المسلم لكتابة تاريخها من خلال نظرته الذاتية للأمور. .
ولدينا في تاريخنا من الامثلة المذهلة والكثيرة عن ذلك مما يصعب حصره , ولكننا _ بتصرف_ نريد أن نخص بالذكر هذا العصر الذي نعيشه اليوم , كما نريد أن يفهم أبناؤنا ثقل وخطورة هذه المهمة التي انصرف عنها الجميع وهي الاهتمام بالتاريخ الاسلامي , اعدادا وتوثيقا وتأهيلا واختصاصا وهماً ودعوة.
لابد لمن يكتب تاريخنا من أبنائنا اليوم أن يكون دو صورة ومواصفات مهمة , ليس أولها ولاآخرها أن يكون ملما بالفقه , وتقنا لفن فهم الاسلام , متعمقا مختصا بعلوم التاريخ , وقبل ذلك أن يكون أمينا صادقا صابرا مجاهدا في سبيل الله , وهاي الامثلة من تاريخنا على ذلك أكبر شاهد , وهذا هو "ابن حيان " , الذي تحمل من الاضطهاد الشيء الكثير , دون أن يثنيه ذلك عن تسجيل التاريخ يوما فيوما , خاصة فيم يختص بملوك الطوائف , يفضحهم ويتحدث عن أفعالهم ولايخشى في الله لومة لائم , حتى أنه كان مهددا بالقتل من غير واحد منهم , ان مذهب أهل التاريخ المجاهدين يقول: لانحمي مجروحا _يعني مجروح الصوت والسمعة _ ولاندافع عن مسيء!.
**تاريخنا .. هذه الصفحات الناصعات:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير