تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما حجة القبوريين بقوله تعالى على لسان كبير قوم أهل الكهف {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}.

أقول: أولاً لم يكن مثل هذا مما يجوز أن يعتمد عليه في الأحكام؛ لأنه ليس في الآية ما يدل عليه، و لو ثبت لم يلزم أن يكون هذا شرعاً لنا، كما قال تعالى {لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجاً}، فإن الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه له، و هذا محرم في شرعنا، و أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن آدم عليه السلام كان يزوج أولاده: الأخ من أخته الغير مولدة معه في نفس البطن، و هذا محرم في شرعنا، و أخبرنا الله تعالى عن سليمان وأن الجن كانوا يعملون له تماثيل، و هذا محرم في شرعنا، فهل هذا يعني أن فعل كبير قوم أهل الكهف شرع لنا؟! قطعاً لا، لورود النصوص الصريحة الصحيحة التي تنهى عن ذلك فيكون هذا الفعل قد نسخ في شرعنا.

و للحافظ ابن رجب رحمه الله توجيه جيد وتوفيق سديد بين معنى هذه الآية، والأحاديث التي فيها لعن اليهود والنصارى، بسبب اتخاذ قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد. قال رحمه الله: و قد دل القرآن على مثل ما دل عليه هذا الحديث – يعني حديث لعن اليهود – و هو قول الله عز وجل في قصة أصحاب الكهف {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا}، فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، و ذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المنتصر لما أنزل الله على رسوله من الهدى. تحذير الساجد للشيخ الألباني (ص 71). وانظر تفسير هذه الآية عند ابن كثير (5/ 143) ففيه ما يؤيد كلام ابن رجب.

والله أعلم بالصواب والحمد لله رب العالمين.

أخوك: أبو عبد الله الذهبي ..

بارك الله بك يا أخي فقد أبدعت في ردك على القبوريين.

أما بالنسبة للرأس الموجود في الجامع الأموي فأظنه لأحد الأنبياء طالما أنه ظل سليماً إلى عهد الأنبياء. فمن المعلوم أن الأرض محرم عليها أن تأكل أجساد الأنبياء. و في كل الأحول فمن الواجب أن يزال القبر الذي في المسجد لما ورد من النهي عن ذلك.

و كجواب للواضح أقول أن النصارى مازالو يزورون قبر يوحنا المعمدان في الجامع الأموي. و يأتون إليه من البلدان البعيدة. صحيح أن الشريعة الإسلامية تسمح للنصارى بالدخول إلى مساجد المسلمين، لكن من المفروض أن توضع حدود على ملابس المرأة. فالجامع الأموي هو مسجد بالدرجة الأولى و ليس مركزاً سياحياً!

و الحمد لله أن عبادة القبور آخذة في الانقراض من أرض الشام المباركة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير