ـ[أبو حمزة الشامي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 09:53 م]ـ
الرد على الأخ عبد الرحمن الفقيه
الأخ عب الرحمن الفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن قولك عن الحجاج ((أما حول الحجاج الظالم فقد ثبت عنه تمنيه لقتل عبدالله بن مسعود وغير ذلك نسأل الله الحماية والعافية وهو المبير الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم))
فأقول: وبالله التوفيق:
فيه كثير من التجني وفيه مغالطات كثيرة تقلد فيها المؤرخين القدامى الذين كانوا وما زالوا متأثرين بالفكر الشيعي الخرافي الذي يعتبر أن أهل البيت قد جاء هذا الدين من أجلهم
وأن الخلفاء الثلاثة قد اغتصبوا حقهم في الخلافة ومن ثم لم يكونوا يتورعون عن الكذب والإفك على هؤلاء العظماء الأبرار الأخيار ويأتي الحجاج بن يوسف في قائمة هؤلاء الذين شوهت سيرتهم وضخمت أخطاؤهم بحيث أصبح معرفة الحقيقة أمرا صعبا لكثرة تلبيسات وتدليسات الشيعة عليه وخاصة من قبل مؤرخي الشيعة الحاقدين أمثال لوط بن يحيى ((أبو مخنف)) والواقدي والهيثم بن عدي والكلبي
فهؤلاء الأربعة قد شوهوا تاريخ بني أمية تشويها عجيبا حتى صدقه من جاء بعدهم دون أن يدققوا كثيرا في تلك الروايات وأسباب وضعها على بني أمية
ولكن لا عجب عليهم إذا كانوا قد افتروا على الخلفاء الراشدين من قبل وصدقهم أناس منا فعندئذ يكون كلامهم على الحجاج أهون بكثير
وأنا قد قرأت ذلك الرابط الذي أشرت إليه فوجدت فيه العجائب ولكني لن أرد عليه
مباشرة لأنه لا يوجد عندي الوقت الكافي لمناقشة مثل هذه القضايا التي يكتب فيها الصحيح والباطل والعالم والجاهل
ولكني أعد ملفا كاملا فيه كل ما قيل عن الحجاج مع مناقشته عقلا ونقلا على أساس القواعد والضوابط التي وضعت في نقد الروايات سندا ومتنا دون رأي مسبق
وعندها ستظهر الحقيقة جلية لكل ذي عينين
***********************
وأما ردك على مروان بن الحكم
بأنك تؤكد أنه هو الذي رمى طلحة بن عبيد الله في الجمل وقتله
وذلك بقولك (((فما ذكره الذهبي رحمه الله صحيح
قال ابن أبي شيبة في المصنف ج 8 ص 708:
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرنا قيس قال: رمى مروان بن الحكم يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته، قال: فجعل الدم يغدو يسيل، قال: فإذا أمسكوه استمسك، وإذا تركوه سال، قال: فقال: دعوه، قال: وجعلوا إذا أمسكوا فم الرجح انتفخت ركبته، فقال: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله، قال: فمات، قال: فدفناه على شاطئ الكلاء، فرأى بعض أهله أنه قال: ألا تريحونني من الماء؟ فإني قد غرقت - ثلاث مرار يقولها، قال: فنبشوه فإذا هو أخضر كالسلق فنزفوا عنه الماء ثم استخرجوا فإذا ما يلي الارض من لحيته ووجهه قد أكلته الارض، فاشتروا له دارا من دور آل أبي بكرة بعشرة آلاف فدفنوه فيها.
وهذا إسناد صحيح، وقيس هو ابن أبي حازم
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري ((مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عم عثمان بن عفان يقال له رؤية فإن ثبتت فلا يعرج على من تكلم فيه وقال عروة بن الزبير كان مروان لا يتهم في الحديث وقد روى عنه سهل بن سعد الساعدي الصحابي اعتمادا على صدقه وإنما نقموا عليه أنه رمى طلحة يوم الجمل بسهم فقتله ثم شهر السيف في طلب الخلافة حتى جرى ما جرى فأما قتل طلحة فكان متأولا فيه كما قرره الاسماعيلي وغيره وأما ما بعد ذلك فإنما حمل عنه سهل بن سعد وعروة وعلي بن الحسين وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وهؤلاء أخرج البخاري أحاديثهم عنه في صحيحه لما كان أميرا عندهم بالمدينة قبل أن يبدو منه في الخلاف على بن الزبير ما بدا والله أعلم وقد اعتمد حتى مالك على حديثه ورأيه والباقون سوى مسلم)) انتهى.
*********
أقول:
في هذا الكلام عدة مغالطات:
الأولى: يظهر أنك لم تقرأ ملف مروان بن الحكم فقد سقت جميع هذه الروايات وناقشتها فيه
الثانية:
الروايات التي تتهم مروان بقتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كلها تعود إلى قيس بن أبي حازم
وليس فيها رواية واحدة صحيحة تصرح بأن قيسا يقول: رأيت مروان بن الحكم قد ضرب طلحة بسهم
((قلت: هذا الخبر وإن كان ظاهره صحة السند ففيه كلام كثير
وروي من طرق أخرى سنناقشها
¥