ولكن على فرض صحته فإذا كان قيس بن أبي حازم معهم في معركة الجمل ورأى مروان بن الحكم قد رمى طلحة رضي الله عنه عمدا يريد قتله فلماذا لم يقم قيس بقتل مروان إذن بما أنه قد ارتكب جريمة منكرة بحق هذا الصحابي الجليل؟؟!!
وإذا كان مروان هو الذي قتله ولم يمت فورا فلماذا لم يرو هذا طلحة ويبين أن قاتله ليس هو أحدا من جماعة علي رضي الله عنه بل من جماعته وهو مروان؟؟!!!
ولماذا لم يقم بنوه وكانوا معه بقتل مروان في الحال ولا سيما أن الروايات تذكر أن مروان كان جريحا؟؟!!))
ويقول الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:
وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته فما زال الدم يسيح حتى مات أخرجه عبدالحميد بن صالح عن قيس
((قلت الراوي عن يعقوب هذا الخبر عبد الله بن علي المديني الضعيف فكيف يصح السند؟؟))
وهذا سندها عند ابن عساكر في ترجمة طلحة رضي الله عنه
أخبرنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا ابن نمير نا وكيع نا إسماعيل عن قيس قال كان مروان مع طلحة والزبير يوم الجمل فلما شبت الحرب قال مروان لا أطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فأصاب ركبته
*****************
وأخرج الطبراني من طريق يحيى بن سليمان الجعفي عن وكيع بهذا السند قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زال الدم يسيح إلى أن مات
**************
((قلت: هذا سندها سليمان بن أحمد الطبراني ثنا أحمد بن يحيى بن حيان بن خالد الرقي نا يحيى بن سليمان الجعفي نا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زال يسبح إلى أن مات))
((قلت: هذه الرواية فيها يحيى بن سليمان الجعفي وإن وثقه الأكثرون فقد روى أحاديث مناكير فلا يبعد أن يكون هذا منها ولا سيما أن أصحاب الكتب المعتبرة كأصحاب الكتب الستة وأحمد لم يذكروا رواية قيس بأنه قد رأى مروان بن الحكم قد رمى طلحة بسهم ولا سيما أن الروايات الأخرى عن قيس لم تذكر مروان لا من قريب ولا من بعيد وفيها شيخ الطبراني أحمد بن يحيى بن حيان بن خالد الرقي مجهول فلماذا حذفه الحافظ ابن حجر؟؟؟
وإذا كان قيس قد رأى مروان يفعل فعلته هذه فلم لم يرمه بسهم ويخلصنا منه؟
لأنه قاتل عمدا لصحابي جليل ومن العشرة المبشرين بالجنة؟؟!!!
وكذلك كيف خطر هذا الخاطر الشيطاني ببال مروان حول طلحة؟؟
فإذا كان مروان يعلم أن طلحة رضي الله عنه ممن ألب على عثمان رضي الله عنه فلم لم يقتله في الطريق قبل وصولهم إلى البصرة؟؟
كيف لم يخطر بباله ذلك سابقا إلا في وسط المعركة التي يقاتل بها طلحة قتلة عثمان؟
ولماذا لم يروه سوى قيس؟
لماذا لم يخبر قيس أولاده بذلك ليقتلوا مروان؟؟
فالصواب عندي عدم صحة هذه الرواية وذلك لاضطرابها ومخالفتها للواقع والمنطق))
وهذه بعض الروايات الأخرى من تاريخ ابن عساكر:
محمد بن سعد أنا روح بن عبادة نا عوف قال بلغني أن مروان بن الحكم رمى بطلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم فأصاب ساقه ثم قال والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا فقال طلحة لمولى له ابغني مكانا قال لا أقدر عليه قال هذا والله سهم أرسله الله اللهم خذ لعثمان حتى ترضى ثم وسد حجرا فمات
((قلت: لا يصح لأنه بلاغ فمن حدثه بذلك؟))
خليفة العصفري قال وحدثني من سمع جويرية بن أسماء عن يحيى بن سعيد عن عمه أن مروان رمى طلحة بسهم فقتله ثم التفت إلى أبان بن عثمان فقال قد كفيناك بعض قتلة أبيك
((قلت: لا يصح فيه مجهول))
قال ونا خليفة حدثني رجل أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رمي طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته فكانوا إذا أمسكوها انتفخت وإذا أرسلوها انبعثت فقال دعوها فإنه سهم أرسله الله
((فيه مجهول))
قال ونا خليفة قال فحدثني أبو عبد الرحمن القرشي عن حماد بن زيد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين قال رمي طلحة بن عبيد الله بسهم فأصاب ثغرة نحره قال فأقره مروان أنه رماه
¥