[رحلة إيمانية في أجواء قرآنية!!]
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[13 - 01 - 09, 10:48 م]ـ
[رحلة إيمانية في أجواء قرآنية!!]
ـ سورة الفاتحة ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
أما بعد، فإن عالمنا الإسلامي هذا الزمان، يعج بالفتن في كل مكان، و يشكو من المحن في كل أوان، فما ترك البلاء الكبار و لا الصبيان!!، و لا الرجال و لا النسوان!! .....
حتى ضاقت الأرض على أهلها بما رحبت! ....
و ما ذاك إلا بما عملت أيدينا و أيدي ... و ما كسبت! ....
و في خضم هذه الآلام والأحزان، و في عمق تلكم الأوجاع و الأشجان ..
لا أجمل من أن يقف الإنسان، وقفات للتأمل بالقلب و الجنان، مع ذلكم الكتاب العظيم، الذي أسكت الشعراء، و أفحم البلغاء، مع ذلكم الكتاب، الذي حارت فيه العقول، فأذعنت إليه راغمة بالسمع و القبول، و اكتفت بالفهوم و النقول، و التسليم لله و الرسول!! (صلى الله عليه و سلم)
ما أسعد الإنسان، و هو يجدد الإيمان، بعد طول غفلة و نسيان، برحلة تأمل عبر آي القرآن .....
فيفتح المصحف الشريف، ببدن متوضئ نظيف، و قلب صادق مع رب رحيم لطيف ....
ليستلهم منه الهداية والنور، و يحوز على السعادة و الحبور ...
و يسترشد به من الضلال، ابتغاء الطاعة و الامتثال ...
و يستقرئ منه الحقائق، و يستلين قلبه بالرقائق ...
و يستجلي أخبار السابقين، و يستظهر أنباء اللاحقين ...
.................................
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين (1) الرحمن الرحيم (2) مالك يوم الدين (3) إيّاك نعبد و إيّاك نستعين (4) اهدنا الصراط المستقيم (5) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين (6)
يستفتح العبد بأم الكتاب، فيستعيذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، و يبدأ قائلا بسم الله الرحمن الرحيم، و الاستعاذة طلب العوذ من الله من شر عدو الله، و البسملة تبرك بأسماء الله الكاملة الحسنى، فيدفع الضر بالاستعاذة، و يجلب النفع و البركة بالبسملة، فينجو بإذن الله من المرهوب، و يحقق المطلوب والمرغوب ...
فيحصل المقصود، بتوفيق الله المعبود ....
ثم يحمد العبد المنعم الوهاب، و يثني على رب الأرباب، و يمجد مالك يوم الحساب!! ...
فيفرح بالحمد و الثناء، و إجابةِ الله له في السماء ...
ويهاب الملك الغلاب، حين تنقطع الأنساب، و تتقطع الأسباب ..
و يطمئن على أهل غزة الأحباب، فاليهود أهل القتل و الخراب، لا شك موقوفون يوم الحساب!! ...
و لن تنصرهم أمريكا و لا غيرها من أهل الكتاب!! ..
فإن أفلت اليهود و أعوانهم من محكمة الأرض! ...
فلن يفلتوا من محكمة رب السماء و الأرض!! ..
يوم يحشر الناس للوقوف و العرض!! ...
ثم يقرأ عبد الله آية التوحيد بالعبادة (إياك نعبد) ...
و يستعين بربه مع الاخلاص في الارادة (و إياك نستعين) ...
و هذا بينه و بين الله عز و جل، و له ما طلب و ما سأل! ..
ثم يأتي بالدعاء، بعد الحمد و الثناء، و العبادة لرب الأرض و السماء، و الاستعانة به في السراء و الضراء ...
فيسأله الهداية بصيغة الجمع، ليعم الخير و النفع ...
و يطلب التسديد و التوفيق، لسلوك الصراط السوي مع الرفيق ...
و الهداية إلى الصراط، و كذلك الهداية في الصراط ...
فالأولى لزوم صراط الاسلام عامة ...
و الثانية لزوم تفاصيل الشريعة التامة ...
و يسأل العبد ربه المعبود، إبعاده عن طريق المغضوب عليهم كاليهود، إخوان الخنازير و القرود، الناقضين للعهود، العالمين بالحق مع القعود، و طريق الضالين، بلا علم عاملين، كالنصارى الجاهلين ....
فيتذكر بحال أهل النعيم ...
رسولَه الكريم، محمدا عليه أزكى الصلاةِ و أتمُّ التسليم ...
و الأنبياءَ أصحابَ المقام العظيم ...
و أتباعَهم أهلَ السبيل القويم ...
فيشتاق قلبه إلى اللقاء ...
لأهل الايمان و النقاء ...
و تزهد نفسه في البقاء ...
و يخشى مصير أهل الشقاء ...
أحبتي في الله، هذه مجرد تأملات في تلكم الآيات، و نظرات قد تستجلب العبرات،و كلمات عن واقعنا المليء بالحسرات، و تذكير بما علق في الذهن من بعض الكتب و المحاضرات، أما الآن فإليكم فوائد من كلام أهل التفسير في سورة الفاتحة:
.................................................. .... يتبع
كتبه أخوكم:
أبو همام الجزائري
رحلة إيمانية في أجواء قرآنية ـ العدد 1 ـ
الجزائر العاصمة