وننفي التهمة عن معاوية رضي الله عنه الذي ولى مروان إمرة المدينة المنورة
وننفي التهمة عن المحدثين الذين أخرجوا أحاديث مروان
وننفي التهمة عن الفقهاء الذين ذكروا أقوال وفتاوى مروان واحتجوا بها
وأما قولك:
وهذا ما أثبته علماء أهل السنة، وأثبتوه في كتبهم مثل ابن عبدالبر والذهبي وابن حجر وغيرهم
وهم ولله الحمد ليسوا روافض حتى نشك في مقاصدهم، وليسوا من المعروفين بالهوى والانحراف في أحكامهم.والروايات الصحيحة تؤكد ما ذهبوا إليه
فيقال لك:
ليس كل ما أثبته هؤلاء الأئمة الأعلام حجة قاطعة
وإلا لما جاز لغيرهم أن ينظر ويجتهد ويدقق فقد يوافقهم وقد يخالفهم
ولكني أزعم أن هؤلاء الأئمة لم يمحصوا جميع ما رووه أو نقلوه بدليل استدراك من جاء بعدهم عليهم
بل أحيانا نجدهم متناقضين يصححون الحديث في مكان ويضعفونه في مكان آخر وقد أحصيت عليهم كثيرا من الأمثلة على ذلك
وكذلك نجد هؤلاء الأئمة قد نقلوا كثيرا من الروايات التي تطعن ببني أمية دون تمحيص لها نجد ذلك مثلا في سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام للذهبي وقد رد عليه بعضها تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية
وهذا مثال على ما أقول فلو رجعنا لترجمة الحكم بن أبي العاص لو جدنا أن كل من ترجم له ذكر طرد النبي صلى الله عليه وسلم له
ومع هذا لم يعتد بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد ذكرته في الصفحة الأولى فهل تقول له هذا الكلام؟؟!!!
بل الروايات الصحيحة تبين تناقضهم الكثير مما يوجب علينا النظر بأقوالهم وفحصها بشكل دقيق دون التسليم الأعمى بكل ما يقولون
فليس أحد منا بمعصوم إلا الأنبياء والمرسلين
وكل منا يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر ((يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم))
لو كان الرد عليهم وبيان خطئهم بطريقة علمية، وتعليل صحيح لما وجدت أحدا يعترض على كلامك
ولكنك تضعف وتصحح بناء على تصور مسبق لديك، فعندما توافقه الرواية تكون صالحة للتقوية والاستشهاد، كما تفعل في الروايات التي تنفي عن مروان ذلك.
وعندما تكون مخالفة لتصورك المسبق للقضية فإن هذه الرواية غير صحيحة، بل هي ضعيفة، وفيها مجاهيل، و ... ، و ... من التعليلات العليلة التي ملأت بها مشاركتك.
وكلامك عن اضطراب الرواية قد بينت أنه هزيل في هذه المشاركة وهذا هو كي لا يتعب الناظر فيها في البحث عنه:
الاضطراب الذي تريد أن تلصقه بهذه الروايات لا بد أن يكون بطريقة صحيحة كما هو المعروف عند من له علم بالتحقيق
ولا تقل لي بكلام عام أن هناك اختلافا:
فمرة كانت الرمية في حلقه، ومرة في ركبته ومرة ... ، ومرة ...
لأنك حينما تقول ذلك تشعر القراء أن كل هذه الروايات أتت بأسانيد صحيحة لا يمكن تقديم أحدها على الآخر وبذلك فلا بد من الحكم عليها بالاضطراب والشذوذ.
وهذا غير صحيح
لأن الصحيحة هي أن الرمية كانت في رجله وما عداها فهو غير صحيح
والروايات الأخرى التي فيها أنه رماه في حلقه أو غيره نستفيد منها أصل الرواية وهي أن مروان هو القاتل من باب الاستشهاد بها جملة لا من باب تصحيح كل فقراتها
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو حمزة الشامي
وأما قولك الأخير:
فأقول:
أولا: أشكرك على هذه النصيحة والواجب علينا التناصح دائما
ثانيا: كان الأجدر بك أن تنصح نفسك قبل أن تنصح غيرك لأنك لم تلتزم بمعنى هذه النصيحة
ثالثا: أحيطك علما أنني عندما ترجمت لمروان وغيره لم أترك مصدرا يعول عليه إلا رجعت إليه وذكرت ترجمته فيه كاملة دون حذف شيء منها مع مناقشة جميع الروايات الواردة في ترجمته وترجمة غيره ولكن يظهر أنكم لم تقرؤوا ما كتبت في ترجمته بشكل دقيق
رابعا: أنا لم أقتصر على بعض المراجع دون بعض فهذه تهمة لا أصل لها ولكن ربما يكون هناك مصدر غير مطبوع أو ليس بين يدي
خامسا: إذا كنتم مصرين على اتهام مروان بن الحكم بعد الذي ذكرناه فما عليكم إلا أن تؤلفوا كتابا مطولا تتحدثون فيه عن جرائم مروان بن الحكم حتى يكون الناس على حذر منها وكذلك تردون على المحدثين والفقهاء الذين احتجوا بمروان وعلى الصحابة الذين ولوا مروان وقربوه
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
أبو حمزة الشامي
21 ربيع الثاني 1425 هـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله في منهاج السنة (6/ 248)
¥