تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح ": قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة: كَانَ مَنْ رَجَعَ بَعْدَ هِجْرَته إِلَى مَوْضِعه مِنْ غَيْر عُذْر يَعُدُّونَهُ كَالْمُرْتَدِّ , وَقَالَ غَيْره: كَانَ ذَلِكَ مِنْ جَفَاء الْحَجَّاج حَيْثُ خَاطَبَ هَذَا الصَّحَابِيّ الْجَلِيل بِهَذَا الْخِطَاب الْقَبِيح مِنْ قَبْل أَنْ يَسْتَكْشِفَ عَنْ عُذْره , وَيُقَال إِنَّهُ أَرَادَ قَتْله فَبَيَّنَ الْجِهَة الَّتِي يُرِيد أَنْ يَجْعَلهُ مُسْتَحِقًّا لِلْقَتْلِ بِهَا.ا. هـ.

إنكارُ الحجاجِ لليلة القدرِ:

عَبْد اللَّه بْن شَرِيك قَالَ: ذَكَرَ الْحَجَّاج لَيْلَة الْقَدْر فَكَأَنَّهُ أَنْكَرَهَا , فَأَرَادَ زَرّ بْن حُبَيْشٍ أَنْ يُحَصِّبَهُ فَمَنَعَهُ قَوْمه. رواه عبد الرزاق في " المصنف " (4/ 253).

وقال الحافظُ ابنُ حجر في " الفتح " (4/ 309): وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي لَيْلَة الْقَدْر اِخْتِلَافًا كَثِيرًا. وَتَحَصَّلَ لَنَا مِنْ مَذَاهِبهمْ فِي ذَلِكَ أَكْثَر مِنْ أَرْبَعِينَ قَوْلًا كَمَا وَقَعَ لَنَا نَظِير ذَلِكَ فِي سَاعَة الْجُمْعَة , وَقَدْ اِشْتَرَكَتَا فِي إِخْفَاء كُلّ مِنْهُمَا لِيَقَع الْجِدُّ فِي طَلَبهمَا: الْقَوْل الْأَوَّل: أَنَّهَا رُفِعَتْ أَصْلًا وَرَأْسًا حَكَاهُ الْمُتَوَلِّي فِي التَّتِمَّة عَنْ الرَّوَافِض وَالْفَاكِهَانِيّ فِي شَرْح الْعُمْدَة عَنْ الْحَنَفِيَّة وَكَأَنَّهُ خَطَأ مِنْهُ. وَاَلَّذِي حَكَاهُ السُّرُوجِيّ أَنَّهُ قَوْل الشِّيعَة , وَقَدْ رَوَى عَبْد الرَّزَّاق مِنْ طَرِيق دَاوُد بْن أَبِي عَاصِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَحْنَس " قُلْت لِأَبِي هُرَيْرَة: زَعَمُوا أَنَّ لَيْلَة الْقَدْر رُفِعَتْ , قَالَ: كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ " وَمِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن شَرِيك قَالَ: ذَكَرَ الْحَجَّاج لَيْلَة الْقَدْر فَكَأَنَّهُ أَنْكَرَهَا , فَأَرَادَ زَرّ بْن حُبَيْشٍ أَنْ يُحَصِّبَهُ فَمَنَعَهُ قَوْمه.ا. هـ.

وبعد ذكرِ هذه النصوص عن الصحابةِ، وما وجدوهُ من الحجاجِ، فلم نجد من أحدهم أنهُ كفرهُ، أو ألمح حتى إلى تكفيره، فلو ظهر لهم أدنى أمرٍ مكفرٍ من الحجاجِ لما ترددوا في تكفيره، لأن الصحابةَ لا يعهدُ عنهم كتمان الحقِ وبيانهِ.

وهذا سفيان الثوري حينما سُئل عن الحجاج ماذا قال؟

روى اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (6/ 1150) بسنده فقال:

أنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: نا أبو سعيد الأشج قال: أبو أسامة: قال رجلٌ لسفيان: أتشهدُ على الحجاجِ وأبي مسلم أنهما في النار؟ قال " لا؛ إذا أقرا بالتوحيد ".

وللموضوع بقيةٌ إن شاءَ اللهُ تعالى ....

كتبهُ

عبد الله زُقَيْل

24 رمضان 1424 هـ


الحمدُ للهِ وبعدُ؛

بعد الانتهاءِ من ذكرِ القولِ الأولِ نأتي على القولِ الثاني، وقبل ذلك أشكرُ كلَ من شارك في التعليقِ المفيدِ المبني على علمٍ وليس على الكلامِ العاطفي الذي يتقنهُ كلُ واحدٍ، وقد آثرتُ التأخرَ في نقلِ القول الثاني في المسألةِ للإطلاعِ على أكبرِ عددٍ من المصادرِ المتعلقةِ بالحجاجِ.

القولُ الثاني:
قبل أن نشرعَ في ذكرِ القولِ الثاني نقفُ مع أمرٍ مهمٍ له علاقةٌ مهمةٌ بهِ، وهي فتنةٌ حصلت في تلك الفترةِ من تاريخِ بني أميةَ ألا وهي فتنةُ ابنِ الأشعثِ، وبدون التطرقِ لهذه الفتنةِ قد لا يستوعبُ القولُ الثاني.

جرت بين ابنِ الأشعثِ والحجاجِ موقعةٌ في مكانٍ يقالُ لهُ: " ديرُ الجماجمِ " انتهت بانتصارِ الحجاجِ على ابنِ الأشعثِ، ولستُ بصددِ التفصيلِ فيما جرى بين ابن الأشعثِ والحجاجِ من حروبٍ وقتالٍ، ولكن تباينت آراءُ العلماءِ، واختلفت مواقفهم اختلافاً كبيراً في مسألةِ الخروجِ على بني أميةَ، والدوافعِ التي أدت إلى هذا الخروجِ على بني أميةَ.

لقد كانت من أهمِ الدوافعِ التي دفعت ابنَ الأشعثِ ومن معه من العلماءِ في الخروجِ على بني أميةَ أمران هما:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير