تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمي (1 - 2)]

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:39 م]ـ

دراسات تاريخية

عبد الله بن سبأ

في ميزان البحث العلمي

-1 -

د. محمد أمحزون

تمهيد:

موضوع «عبد الله بن سبأ والسبئية» أحد الأبحاث التي تطرق إليها

بالدراسة الكثير من الباحثين من المسلمين والمستشرقين، ومن أهم الدراسات في

هذا الباب بحث الدكتور سليمان بن حمد العودة بعنوان «عبد الله بن سبأ وأثره في

إحداث الفتنة في صدر الإسلام» وبحث «عبد الله بن سبأ بين الحقيقة والخيال»

د. سعدي الهاشمي، وبحث الأستاذ أحمد عرفات القاضي بعنوان «إنكار ابن سبأ

نقش على الماء» [1].

وهذه الدراسة للدكتور (محمد أمحزون) مناقشة بحث جديد حول الموضوع

نفسه لباحث لم يأت بجديد وإنما هو نقل عن الباحثين حول تلك الشخصية، والناقد

(الكاتب) أحد المتخصصين في دراسة التاريخ، وعضو هيئة التدريس في جامعة

«مكناس» بالمغرب (قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

- البيان -

هذه الدراسة نقد للبحث الذي نشره د. عبد العزيز الهلابي أستاذ التاريخ

الإسلامي في جامعة الملك سعود، في حوليات كلية الآداب الكويتية عن عبد الله بن

سبأ، تدخل في مجال اهتمامات التاريخ الإسلامي، وقد قام فيه المؤلف بتحليل

روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن دور عبد الله بن سبأ في أحداث الفتنة

الواقعة في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما حيث انتهى بحثه إلى أن تلك

الروايات مختلقة ولا أساس لها من الصحة!! ثم أورد النصوص عن «السبئية»

في بعض المصادر المتقدمة فأوضح أنه من خلال استخدامها في تلك المصادر لا

تعني جماعة لها عقيدة دينية أو مذهب سياسي محدد، وأنها أطلقت على أناس

مختلفين، وكان يقصد بها في كل الأحوال الذم والتعيير، وبعد أن ناقش أقوال

الباحثين المعاصرين وآراءهم من عرب ومستشرقين خلص في بحثه إلى أن ابن

سبأ شخصية وهمية، وأن الدور المنسوب إليه في إثارة الأحداث وتسييرها دور

مزعوم.

إن هذا البحث الذي كتبه د. الهلابي يعتبر أحدث دراسة مستقلة أفردت عن

عبد الله بن سبأ ولذلك أحببت إبداء بعض الملحوظات حول الآراء التي تبناها حيث

نفى في بحثه وجود تلك الشخصية، وأن ابن سبأ في رأيه لا يعدو أن يكون مجرد

خرافة سطرتها كتب التاريخ والفرق!!

ومن الملحوظات على هذه الدراسة ما يلي:

أولاً سيف بن عمر لم ينفرد بالرواية:

يقول د. الهلابي في ص (13) من بحثه: «ينفرد الإخباري سيف بن عمر

التميمي من بين قدامى الإخباريين والمؤرخين بذكر تلك الشخصية في رواياته،

ويجعل له دوراً رئيساً في التحريض على الفتنة، وقتل الخليفة عثمان وإنشاب

القتال في معركة الجمل في البصرة» [2].

في الواقع أن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي استأثر بأخبار عبد

الله بن سبأ، بل ورد ذكر أخبار ابن سبأ وطائفته منقولة عن علماء متقدمين ورواة

غير سيف بن عمر مثل:

* سويد بن غفلة أبو أمينة الجعفي الكوفي المتوفى عام (80 ه/ 699م)،

مخضرم ثقة، من أصحاب علي رضي الله عنه [3] جاء في «طوق الحمامة»

لحيي بن حمزة الزيدي وفي «اللفظ» للبرقاني أنه دخل على علي في إمارته فقال

: «إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك،

منهم عبد الله بن سبأ، فقال علي: مالي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله

أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيّره إلى المدائن،

ونهض إلى المنبر حتى إذا اجتمع الناس أثنى عليهما خيراً، ثم قال: أو لا يبلغني

عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري [4].

* زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي المتوفى قبل عام (90ه/709م)،

روى عن علي بن أبي طالب، وهو من جلة التابعين، متفق على الاحتجاج به،

أخرج ابن عساكر في «تاريخ دمشق» عنه قال: «قال علي بن أبي طالب:

مالي ولهذا الخبيث الأسود، يعني عبد الله بن سبأ، وكان يقع في أبي بكر

وعمر» [5].

* إبراهيم بن يزيد النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه الثقة المتوفى عام (96

هـ / 714 م) [6]. روى ابن سعد في «طبقاته» أن رجلاً كان يأتيه فيتعلم منه،

فيسمع قوماً يذكرون أمر علي وعثمان، فقال: أنا أتعلم من هذا الرجل وأرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير