تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يوم القيامة، فقال كذبوا، ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه، لو علمنا ذلك ما قسمنا

ميراثه ولا أنكحنا نساءه ... » [25]. علماً بأن ما ذكر في هذا النص لا يخرج

عما جاء به ابن سبأ من آراء، وأكده علماء الفرق والنحل والمؤرخون في

كتبهم [26].

وتحدث ابن حبيب المتوفى عام (245ه/860م) عن ابن سبأ حينما اعتبره أحد

أبناء الحبشيات [27]، كما روى أبو عاصم خُشيش بن أصرم المتوفى عام

(253ه/ 859م) خبر إحراق علي رضي الله عنه لجماعة من أصحاب ابن سبأ في

كتابه «الاستقامة» [28].

وفي «البيان والتبيين» للجاحظ المتوفى عام (255ه/868م) رواية تشير

إلى عبد الله بن سبأ [29]، كما ذكر الجوزجاني المتوفى عام (259ه/873م) وهو

من علماء الجرح والتعديل، أن من مزاعم عبد الله ادعاءه أن القرآن جزء من تسعة

أجزاء، وعلمه عند علي، وأن علياً نفاه بعد ما كان هم به» [30].

ويقول ابن قتيبة المتوفى عام (276ه/889م) في «المعارف»: «السبئية

من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ» [31].

ويذكر البلاذري المتوفى عام (279ه/892م) ابن سبأ في جملة من أتوا إلى

علي رضي الله عنه يسألونه عن رأيه في أبي بكر وعمر، فقال لهم: أوتفرغتم لهذا؟

وحينما كتب علي الكتاب الذي أمر بقراءته على أنصاره كان منه عند عبد الله ابن

سبأ نسخة عنه فحّرفها» [32].

وأورد الناشيء الأكبر المتوفى عام (293ه/905م) عن ابن سبأ وطائفته ما

يلي: «وفرقة زعموا أن علياً عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق

العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ

رجلاً من أهل صنعاء، يهودياً ... وسكن المدائن» [33].

ثالثاً السبئية في المصادر وليست للذم والتعيير فقط:

بعد أن ذكر المؤلف نصوصاً نثرية وشعرية ورد فيها ذكر السبئية، قال:

«وبناءً على هذا فلا يمكن الاستنتاج من النصوص السابقة أن السبئية تعني فئة

لها هوية سياسية معينة، أو مذهب عقائدي محدد، ولكن المؤكد أنها عندما تطلق

على قوم يقصد بها الذم والتعيير» [34].

إن هذا الاستنتاج للباحث لا يخلو من المغالطة والتمويه، فهو يحاول جاهداً

التشكيك في السبئية إلى حد جعله يتأولها مجرد كلمة تستعمل للسب والذم!!

إني لأكاد أدهش حين يقول ذلك، وهو نفسه يذكر نصاً شعرياً للفرزدق [35]

فيه إشارة واضحة إلى ابن سبأ اليهودي الأصل، الهمداني اليمني المنشأة.

تعرف همدانية سبئية وتكره عينيها على ما تنكرا

ولو أنهم إذا نافقوا كان منهم يهوديهم كانوا بذلك أعذرا

على أن وجود عبد الله بن سبأ وارتباط السبئية به مما أطبقت عليه المصادر،

فذكرته كتب التاريخ والحديث والطبقات والرجال والأنساب والأدب واللغة، وجزم

بذلك علماء الفرق والمقالات.

فقد نقل القمي المتوفى عام (301ه/913م) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر

الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم وادعى أن علياً أمره

بذلك [36].

وأما الإمام الطبري المتوفى عام (310ه/922م) فقد أفاض في تاريخه في ذكر

أخبار ابن سبأ ومكائده معتمداً على روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن

شيوخه [37].

ويتحدث النوبختي المتوفى عام (310ه/922م) عن أخبار ابن سبأ فيذكر أنه

لما بلغ نعي علي بالمدائن قال للذي فعله: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة،

وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك

الأرض [38].

ويقول أبو حاتم الرازي المتوفى عام (322ه/933م) أن عبد الله بن سبأ ومن

قال بقوله من السبئية كانوا يزعمون أن علياً هو الإله، وأنه يحيى الموتى وادعوا

غيبته بعد موته [39].

وأكد ابن عبد ربه المتوفى عام (328ه/939م) أن ابن سبأ وطائفته السبئية قد

سلكوا مسلك الغلو في علي حينما قالوا هو الله خالقنا، كما غلت النصارى في

المسيح بن مريم [40].

ويذكر أبو الحسن الأشعري المتوفى عام (330ه/941م) عبد الله بن سبأ

وطائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أن علياً لم يمت، وأنه سيرجع إلى

الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً [41].

وروى الكشي المتوفى عام 340ه/951م) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر

قوله: إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير