تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أغاليط الدكتور الصليبي الجغرافية،، حمد الجاسر]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[01 - 05 - 05, 06:04 م]ـ

الدكتور كمال سليمان الصليبي باحث لبناني معروف، وهو أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ورئيس قسم التاريخ فيها، وقد ألف كتاباً حاول فيه أن يطبق النصوص التي وردت في التوراة على مواضع في بلادنا في جنوب الجزيرة.

ولقد كانت آراؤه لما فيها من الطرافة والخرافة ذات أصداء واسعة، وتناولتها كثير من الصحف العربية بأكثر مما تستحق.

وقديماً كانت الخرافة ولا تزال مبعث تكرار وترداد.

وكنت حين حدثني أحد الإخوة بطرف من آراء ذلك المؤرخ حكيت له طُرْفَةٌ ساقها الفاكهي مؤرخ مكة بمعرض التندر، فقد روى في كتاب ((مكة وأخبارها)) عن الأصمعي قال: قال رجل من أهل مكة: ما سمعت بأكْذَبَ من بني تميم، زعموا أن قول القائل:

بيتٌ زرارةُ محتَبٍ بِفنَائه

ومجاشعٌ وأبو الفوارس نَهْشَلُ

في رجال منهم. فقيل له: ما تقول انت؟ قال: البيت بيت الله الحرام، والزُّرَارة الحَجَبِيُّ، فقيل له: فَمُجَاشِع. قال: زَمْزَم جشعَتْ بالماء. قيل فأبو الفوارس؟ قال: أبو قُبَيْس، قيل: فنهشل؟ ففكر طويلاً ثم قال: ونَهْشَل أَشَدُّهُ. ثم قال: نهشل مفتاح الكعبة طويل أسود!!.

وكان الأخ الدكتور زاهر الألمعي ذكر لي أنه يريد أن يكتب ردًّا على الصليبي فأوضحت له بأن آراءه – حسب ما اتضح لي – أضعف وأوهى من أن يشتغل هو أو غيره بكتابة الرد عليها.

ثم كثر إلحاح بعض الأصدقاء بأن أبين ما أراه حيالها، فاتصل بي الأستاذ الكريم محمد بن عبدالله الحُمَيِّد – رئيس النادي الأدبي في أبها – وحدثني بأنه أثناء مقال له نشرته جريدة ((الشرق الأوسط)) في 9/ 4/1405هـ – في الموضوع ذكر إسمي في سياق ذكر مَنْ رغب منهم التصدِّي للرد على الصليبي.

والأستاذ محمد ذُو دَالَّة عليَّ، أقدرها حق قدرها، فوالده الأستاذ عبدالله بن علي الحُمَيِّد – رحمه الله – من أعز أصدقائي – طيلة ثلاثين عاماً – وابنه الكريم ممن أحمل له في نفسي من الإكبار والتقدير ما هو أهلٌ له، لفضله، ولأدبه، ولحفاظه على رعاية ما لأصدقاء أبيه من حقوق.

وخاطبني بالهاتف مدير مكتب جريدة ((الشرق)) في الرياض برغبة الأستاذ هشام حافظ أحد صاحبي الجريدة بأن أتحدَّثَ إلى قرائها برأيي، فأوضحت له بأنني لم أُلِمَّ بالموضوع من جميع نواحيه، ولم اطلع على آراء الدكتور الصليبي اطلاعاً يمكَنني من تناولها من جميع جوانبها بما أراه حيالها.

فوعد بأنه سيتصل بإدارة الجريدة للحصول على ما رغبت الاطلاع عليه مما فيه إيضاح وافٍ لتلك الآراء.

ثم أكْرمني أحد تلاميذي البررة وهو الأستاذ إبراهيم بن عبدالعزيز السويلم بمقالات نشرت في صحف مختلفة في الكويت وفي اليمن وفي بلادنا كلها تتعلق بنقض آراء الصليبي – وحَبَّذَ الابنُ الكريم الأستاذ إبراهيم الكتابة في الموضوع، فلما تصفحت تلك المقالات رأيت في أحدها أن اسمي قد زُجَّ به زجًّا لا أدري ما حقيقته، فقد جاء في مقال الأستاذ فيصل السماك في جريدة ((الشرق الأوسط)) – ع2226 تاريخ 10/ 4/1405هـ ما نصه: (أَيُّ صدفة تلك التي جعلت الدكتور الصليبي يعثر على المعجم الذي فيه أسماء المدن والقرى اليهودية في منطقة عسير؟).

وأين عثر الدكتور الصليبي على هذا المعجم وفي أيِّ مكتبة .. وأي بلد .. ؟ وما اسم هذا المعجم، ومن هو مؤلفه؟

وليسمح لنا الدكتور الصليبي أن نوفر عليه مشقة الإجابة، وأن نكشف الحقيقة كما استطعنا التوصل إليها وهي:

أن الصدفة التي يدعيها الصليبي في حصوله على المعجم ليست صحيحة، وهو يعرف ذلك تماماً .. !!

إن اسم المعجم الذي افتعل حوله كل هذا الضجيج هو ((المعجم الجغرافي التاريخي للبلاد العربية السعودية)) ومؤلفه هو علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، ومقدمة هذا المعجم في ثلاثة أجزاء. وقد حصل عليه الصليبي من مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت، وبالتحديد منذ عامين وأربعة شهور، وكان هذا المعجم قد وزع على جميع مكتبات الجامعات في لبنان.

وباستطاعة الصليبي الحصول على نسخة جديدة من هذا المعجم من مكتبة (الرسالة الإسلامية) ساعة يشاء .. !!).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير