تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولو بحث هذا الأمر بتعمق لأدرك أنه يسير – فيما استنتج على غير هدى، وهذا ما سأعرض له بالتفصيل بعد عرض نماذج من أسماء المواضع التي ذكرها.

الحقيقة الثالثة: أن أسماء المواضع التي أوردها محاولاً الربط بينها وبين ما ورد في التوراة – مما نشرته الصحف التي اطلعت عليها، وقد نشرت خلاصة آرائه وأفكاره – لا نجد لها ذكراً في الكتب القديمة باستثناء اسم فرع حديث لإحدى القبائل، ظنه اسم موضع، فكيف يصح له أن يستنتج فكرة بدون أن يستكمل قواعد استنتاجها؟!

الحقيقة الرابعة: أنه لم يفرق بين أسماء المواضع وأسماء أفخاذ العشائر، فقد أورد منها ما ظنه من أسماء المواضع، والجهل بالأسماء إلى هذه الدرجة يحول دون استنتاج نتائج ذات قيمة علمية.

وهاهي الأسماء، بل ها هو نمط من تخليط الباحثين في عصرنا وأغاليطهم، ما كنت أَوَدّ الاشتغال – أو الاشغال – الحديث عنها، فهي جديرة بأن تُوْأَد، ووأدها في إهمالها وتجاهلها – ككثير من الأفكار الفجة في كل زمان ومكان – فقد ينشأ عن الخوض فيها بلبلة في الأفكار، وإظهارها بمظهر ليست جديرة به.

لقد اتخذ الدكتور الصليبي من تشابه الأسماء وتقاربها في الكتابة والنطق أساساً لأرائه ولهذا سأحصر ملاحظاتي في الناحية الجغرافية منها.

لقد خرج من دراسته المتعلقة بالأماكن بنتائج منها:

1 - أن حبرون مدينة إبراهيم – عليه السلام – على ما في التوراة تقع في بلاد عسير وتعرف الآن باسم (خربان) التي وصفها بأنها في عسير وذكر قرية (مقفلة) أنها قريبة من قرية خربان، والقرى الأربع قرية آل سبلان وقرية الشباب وقرية عاصية وقرية عامر.

2 - وصهيون مدينة داود – عليه السلام – حسب رواية التوراة أيضاً هي قرية (الصيان) الواقعة غرب أبها.

3 - وأورشليم: تقع في منطقة أل شريم وأوراسلام من عسير.

4 - والوادي المقدس طوى الوارد في القرآن الكريم هو قرية (طوى) الواقعة في وادي بقرة المنحدر من جبل هادي في تهامة عسير، وفيه نزلت سورة البقرة.

5 - وحورب الذي نزل فيه الوحي على موسى – عليه السلام – على ما في التوراة هو (حارب) في سفح جبل هادي.

6 - واسم الأردن النهر المذكور في التوراة باسم (يردن) أو (هردن) مأخوذ من كلمة (يرد) بمعنى سقط ومنه الريدة التي هي الحرف الناتيء من الجبل، وإذن فليس اسم نهر في مكان معين، بل وصف لأمكنة عدة، وهذا ينطبق على الحروف الناتئة من سراة عسير الممتدة من جنوب الطائف إلى مشارف اليمن.

7 - ويرحو الاسم الوارد في التوراة ليس أريحاً بل (وراخ) القرية الموجودة الآن على حرف ناتيء من سراة زهران.

8 - ويردن الاسم الوارد في ((سفر الملوك)) من التوراة (5: 1 – 14) ليس حرفاً لجبل، بل كلمة (يردن) هنا مشتقة من (يرد) العربية فهي تعني المورد وهو هنا مجمع مياه في وادي نعص قرب قرية شمران شرق القنفذة.

9 - وجنة عدن: هي الجنينة الواقعة بمنطقة بيشة.

10 - والسامرة: هي شمران.

11 - وعمورة: هي غمرة.

12 - ومصر: المتكرر ذكره في أخبار التوراة هو (مصر ما) القرية التي قال عنها: إنها بين أبها وخميس مشيط.

13 - وعدنة التي على وادي بيشة: هي عدن.

14 - (تيهوم): (تهامة).

هذه هي الأسماء التي اطلعت عليها مما ورد في الآراء المنسوبة إلى الدكتور الصليبي، وقد حاول أن يوجد صلةً بينها وبين أسماء وردت في التوراة التي بين أيدي الناس، ولكن الآراء التي أتى بها للربط بين تلك الأسماء مما يدرك أي قاريء لم يبلغ من الثقافة ما يمكنه من التعمق في البحث في معاني تلك الأسماء وفي أصول اشتقاق مفرداتها اللغوية، يدرك انتفاء الصلة بينها فضلاً عن باحث مختص بالدراسات اللغوية والجغرافية، فهل أُتِيَ الدكتور الصليبي بما وقع فيه من أخطاء من عدم تعمقه في البحث في معاني تلك الأسماء؟ أو من قلة فهمه لتلك المعاني، أو أنه لم يلاحظ أن أسماء المواضع في هذا العهد وفي العهود الغابرة أكثرها مشتق من صفات تتطابق وتتفق على مسميات كثيرة متباعدة، كما أن شيوع أسماء المواضع المتماثلة في أماكن متعددة في مختلف الأقطار الأرض، موجود في كل زمان ومكان، بسبب الاختلاط والتنقل بين الشعوب.

1 - أن اسم (خربان) التي وصفها بأنها في عسير ليست معروفة في هذه المنطقة بالذات، بل في منطقة أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير