تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مع أن الاسم مشتق من (خرب) فالموضع الذي يبدأه الخراب أو يكون خَرِباً في أول الأمر يوصف بأنه (خربان) وهذا من الأسماء الشائعة، ولهذا نجد هذا الاسم وما شابهه مما اشتق من تلك الكلمة يطلق على تسع عشرة قرية في مناطق مختلفة، فاسم (الخربان) و (خربان) يطلق على خمس قرى و (الخرب) اسم لأربع و (الخرباء) و (خرباء) لِسِتِّ قرى و (الخرابة) اسم لأربع قرى.

أما القول بأن (مقفلة) قريبة من قرية خربان التي في عسير، فلا أدري من أين أتى الصليبي بهذا القول، فمقفلة القرية المعروفة تقع في منطقة القنفذة التابعة لإمارة مكة المكرمة وليست في عسير.

وكذلك القرى الأربع التي عدها بالقرب من خربان الذي زعم أنه في بلاد عسير، هذه القرى الأربع هي من قرى آل المنتشر في وادي العرضية الشمالية في منطقة القنفذة التابعة لإمارة مكة المكرمة.

2 - وما سماه قرية (الصيان) لعله يريد (قعوة الصيان)، والصيان هنا ليس اسماً للقرية بل اسم فخذ من قبيلة أَلْمع، التي تكثر فيها القرى التي تدعى (قعوة)، ومنها قعوة آل تمام وقعوة العطف وقعوة آل سعوان وقعوة شعبي وقعوة شعوان وقعوة شهدان وقعوة الصيان وقعوة آل عاطف وقعوة آل ناطف، وكل هذه الأسماء هي أسماء لأفخاذ حديثة من قبيلة ألمع، ومنها الصيان، فهو اسم لفخذ لا يتجاوز تاريخه مئات السنين، فضلاً أن يبلغ آلافها.

3 - وكما خلط بين اسم الموضع واسم الفخذ، فعل ذلك حينما ذكر (آل شريم) فالاسم ليس اسم قرية بل اسم فخذ صغير من أفخاذ قبيلة الحَجْر وآخر من قبيلة بالقرن وهما حادثان لم يكونا معروفين في شيء من كتب الأنساب التي أُلِّفَتْ قديماً.

أما (أروا سلام) فلا أعرف من أين أتى بهذا الاسم، وهناك فخذ من آل عمر من رجال الحَجر في منطقة تنومة يدعى (آل عمر أروا) فلعله يعنيه، وهو اسم فخذ لا قرية.

4 - واسم (طوى) الذي تخيله الوادي المذكور في القرآن الكريم، لم يحسن نطقه الصحيح، فهو (الطَّوا) – بالفتح معرفاً – وهذا كما هو معروف في اللغة خلاف (طوى) الوادي المقدس الذي يكاد يجمع العلماء على تحديد موقعه، ويأبى الدكتور الصليبي مع سبق الإصرار إلا مخالفتهم، بذكر موضع حادث لم يذكره أحد ممن ألَّف في تحديد المواضع من متقدمي العلماء كالهمداني صاحب ((صفة جزيرة العرب)) وياقوت الحموي صاحب ((معجم البلدان)) والبكري صاحب ((معجم ما استعجم في أسماء المواضع)) وغيرهم.

ومن المضحك بل المخزي حقاً لمن يحترم نفسه أن يتصدى لتخطئة كل العلماء ثم يحاول الربط بين واد مغمور مجهول سمي حديثاً باسم فخذ من عشيرة بني شهر من قبيلة الحجر يدعى (بقرة) يحاول الربط بين هذا الوادي المسمى حديثاً وبين السورة الكريمة (البقرة) التي ورد النص فيها صريحاً واضحاً على الحيوان المعروف.

لقد ظن – والظن أساس الخطأ – أن اسم هذا الوادي يرقى إلى آلاف السنين، ولم يكلف نفسه عناء البحث عنه في المصادر الجغرافية ليدرك أنه من الأسماء الحادثة التي لم تكن معروفة حين تدوين ما بين أيدي العلماء من تلك المصادر، إن كلام الدكتور الصليبي لمحاولة الربط بين وادي طوى ونزول سورة البقرة هو أقرب إلى المغالطة منه إلى الحقيقة العلمية.

5 - ويقال مثل ما تقدم في محاولة إيجاد صلة بين (حورب) الذي نزل فيه الوحي على موسى – عليه السلام – على ما في التوراة التي بأيدي الناس، وبين (حارب) الجبل الذي في سفح جبل هادي، ثم الربط بين هذا وبين ما سماه الصليبي (طوى) بقرب ذلك الجبل.

ويلاحظ أن اسم حارب يطلق على قريتين إحداهما من قرى وادي بقرة في تهامة والأخرى من قرى قبيلة يام في نجران.

6 - ويحاول الدكتور الصليبي تعليل بعض الأسماء الموجودة في التوراة مما لا أصل له في اللغة العربية ثم يتمحّل لها أصولاً عربية مما يعتبر تخبطاً وسيراً على غير هدىّ كما فعل كلمة (يردن) و (هردن) حيث أورد لها معنيين متغايرين، زعم أن أحدهما مأخوذ من كلمة (يرد) بمعنى سقط وهذا مما لم يذكر في ((لسان العرب)).

وما أيسر السير على طريقة الدكتور الصليبي، في العبث بجميع الأسماء الأعجمية لتصبح عربية مما يذكر بأضحوكة (الشيخ زُبير) و (شكسبير).

7 - زعم أن (وراخ) قرية موجودة على حرف ناتيء من سراة زهران.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير