تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد سرت في تلك السراة وألَّفْتُ عنها كتاباً فلم أَرَ ولم أعرف قرية بهذا الاسّم كما أن أحد أبناء هذه القبيلة قد ألف كتاباً جمع فيه كل ما عرف من أسماء قرى سراة غامد وزهران، فلم يذكر من بينها (وراخ)، هو الأستاذ علي بن صالح الزهراني وكتابه عن بلاد غامد وزهران، أحد أقسام ((المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية)) الذي أشرفت على نشر عدد من أقسامه.

وإنما (وراخ) وادٍ معروف شرقي السراة تنحدر فروعه من سلسلة جبال عيسان المتصل بالسراة ويمتد الوادي من الغرب من قرب قرية معشوقة، فيتجه شرقاً حتى يجتمع بوادي كَرا قرب قرية عينين (فيما بين خطي العرض 30/ 20° و 48/ 20°) وكتب اسمه في الخريطة رقم 210 من ((أبحاث جيولوجية)) خطأ باسم (أوراخ) هذا الوادي ليس من قرى سراة زهران، بل فروعه في بلاد غامد وأسفله في بلاد البقوم.

8 - لا أعرف ولم أر فيما بين يدي من الكتب المؤلفة عن جغرافية بلادنا ما سماه الدكتور الصليبي (يردن) وقال إنه مجمع مياه في وادي نعْص قرب قرية شمران شرق القنفذة، ولا أدري من أين أخذ هذا؟ ولكن لو كان هناك مجمع مياه يورد لأصبح مشهوراً ومعروفاً وهذا ما لم أسمع به، ووادي نعص من أودية تهامة المعروفة وسكانه من بني شِهْرٍ من قبيلة الْحَجْر.

9 - يظهر أن الدكتور الصليبي لم يدرك أن كلمة (الجنينة) – تصغر جنة – هي من الكلمات المشتقة من الوصف، فهي تعني الحديقة ولهذا تكررت التسمية بها، ففي منطقة نجران وفي منطقة بيشة قريتان حديثتا التسمية، وفي وادي التسرير في نجد ثَنْيٌ من أثنائه يدعى الجنينة، وهذا قديم، ورد في قول الشاعر:

قال الأطباء: ما يشفيك؟ قلت لهم:

دخان رِمْثٍ من التسرير يشفيني

مما يضم إلى عمرانَ حاطُبه

إلى الجنينة جزلاً غير موزون

فالموضع الذي يكثر نباته أو يَزْدَهِر بالخصب أو يعجب أهله يسمى جنة وجنينة، ومن ذلك اسم القريتين، وهما حديثا العهد، ولم يذكرا في المعاجم المعروفة.

هذا بصرف النظر عن تأويل الصليبي المصادم لنصوص الكتب السماوية.

10 - وأورد في الخريطة التي رسمها في توضيح آرائه اسم (شمران) وكتب تحتها (السامرة) رسم الاسم غرب منطقة بيشة حيث تحل قبيلة شمران، فخلط بين اسم القبيلة واسم الموضع، ولم يدرك أن قبيلة شمران هذه لم تكن قبل ما يقرب من تسعة قرون في هذه البلاد وإنما كانت منازلها مع إخوتها من فروع قبيلة مَذْحِج سَنْحَان وجَنْبِ وغيرهما في سفوح السراة الشرقية الجنوبية شرق سراة عبيدة الآن.

وما يتحدث عنه له آلاف السنين، والذي أوقعه في الخطأ أنه لم يفرق بين اسم قبيلة من طبيعتها التنقل، وبين اسم موضع ثابت.

هذا مع التكلف في محاولة إيجاد صلة بين الاسمين بسبب تقارب مخارج حروفهما.

11 - وفي الخريطة اسم (عمورة) وتحته اسم (غمرة) في منطقة بلاد عسير، وكأنَّ الدكتور الصليبي يرى اسم غمرة هو عمورة، مع أن اسم غمرة من الأسماء التي تطلق على عدد من القرى، فهناك قرية بمنطقة حائل وأخرى في واد معروف بهذا الاسم من أودية خيبر، وثالثة من مناهل البادية في منطقة ظبا وأربع قرى بهذا الاسم في بلاد قبيلة ألمع من بلاد عسير.

ويظهر أن الصليبي عنى إحدى قرى ألمع، ولكن على أي أساس بني حكمه بأن إحدى تلك القرى هي عمورة المذكورة في التوراة، لا شيء سوى تقارب الحروف في النطق وهذا لا يصح اتخاذه قاعدة تبنى عليها آراء وتستنتج منها نتائج علمية، وهذا مما يدرك بأدنى تأمل.

12 - لا أدري من أين أتى باسم (مصرما) القرية التي وصفها بأنها بين أبها وخميس مشيط، وحكم بأنها (مصر) المتكرر ذكره في أخبار التوراة.

والمعروف أن اسم مصر عند الاطلاق لا ينطبق إلا على الاقليم المعروف.

وقد يسمى غيره بهذا الاسم، فهناك قرية من قرى تبالة بمنطقة بيشة تسمى مصر، ويقال بأن بقرب أبها قرية دارسة بهذا الاسم أيضاً، ولعل التسمية هذه حدثت أخْذاً من الآية الكريمة "ادخلوا مِصْراً فإنَّ لكم ما سألتم"، فكلمة مصر وصف وليست علماً، ومن الأمثال المتداولة الآن: (كل ديرة عند أهلها مصر).

إلا أنني لا أعرف هذه القرية التي سماها (مصرما).

13 - ورسم في الخريطة أيضاً على وادي بيشة اسم (عدن) وتحته (عدنة) أي أن القرية التي تقع في منطقة بيشة هي (عدن) المذكورة في التوراة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير