وهذا ينطبق على جسد ورأس السبط الكريم الحسين سلام الله ورضوانه عليه! فلا يصح في مدفنهما أو احدهما شيء ألبتة! ومن ادعى ذلك فعليه البرهان المبين لا بنقل مجرد لا خطام له ولا زمام!
قلت: وكذلك يقال في القبور المنسوبة إلى الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً فلا شيء منها يصح نسبته حتى يلج الجمل في سم الخياط! ولا يعرف منها سوى قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم إنني أود التنبيه إلى أمر مهم ربما رأيت اليوم من نبه إليه في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله تعالى وهو يتعلق ببني أمية وتاريخهم، وأنبه إلى ما قاله أحد الإخوة -وهو حق- من أن تاريخ بني أمية إنما خرج من تحت عباءة بني العباس والرافضة (وكثير من المؤرخين منهم) وكلاهما كان عدواً لبني أمية! فكيف يعتمد على هؤلاء في الطعن في بني أمية؟!
وأنبه إلى أنني لا أقول بعصمة بني أمية ولكني أذكر بالقيام بالقسط الذي أمر الله تعالى به.
فبنو أمية كغيرهم من الناس يصيبون ويخطئون ولا يجوز بحال أن نهول أخطاءهم ونجعلها مما لا يغفر فهذه مصيبة والمصيبة الأعظم ألا يذكر البعض ما يماثلها وما هو أشنع منها عند غيرهم ثم يهون من شأنها! كما يفعل المتعصبون من الرافضة لعنهم الله وممن اتبعهم بإساءة من المتأثرين بهم.
وقد طفحت كتب التاريخ بقصص بعضها صحيح عن بني العباس وخلفائهم وعلى رأسهم ذياك الذي يسمونه (المأمون) وما هو بمأمون! مما هو أشنع وأبشع من كثير من القصص التي رويت بلا إسناد صحيح أو مما لا أصل له عن بني أمية.
فلا بد أن يدرس تاريخ بني أمية بالذات بحذر شديد لأنه مر بمراحل كثيرة وخرج من تحت عباءات كثيرة كما أشرنا.
ثم إن تاريخ بني أمية قد تعرض للتحريف والتحوير -فوق ذلك- على يد المستشرقين وذلك لغايات خسيسة لا يخفى كثير منها عليكم.
ولا يعني الذي قلته أن بني أمية معصومون كلا! فلا يفهمن أحد ذلك ولكل أن ينتقد من شاء ويبين أخطاء من شاء وليس لنا تحفظ على ذلك إلا فيما يمس الأصحاب الكرام من بني أمية كعثمان ومعاوية رضي الله عنهما فهؤلاء لا سبيل إلى احترام من يطعن فيهم أو يقلل من شأنهم وهم قد صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم. وأما من عداهم فليطعن فيه من شاء بشرط أن يأتي بالبرهان المبين على دعواه أما أن يطعن في مسلم بروايات واهية أو لا إسناد لها فهذه طامة لا تقبل ولا نستطيع إلزام أنفسنا باحترام من يقوم بهذه الدراسة أو بما وضعه فيها.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:21 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ((وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ إذْ ذَاكَ يَتَكَلَّمُ فِي " يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ " وَلَا كَانَ الْكَلَامُ فِيهِ مِنْ الدِّينِ ثُمَّ حَدَثَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَشْيَاءُ فَصَارَ قَوْمٌ يُظْهِرُونَ لَعْنَةَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَرُبَّمَا كَانَ غَرَضُهُمْ بِذَلِكَ التَّطَرُّقَ إلَى لَعْنَةِ غَيْرِهِ فَكَرِهَ أَكْثَرُ أَهْلِ السُّنَّةِ لَعْنَةَ أَحَدٍ بِعَيْنِهِ فَسَمِعَ بِذَلِكَ قَوْمٌ مِمَّنْ كَانَ يَتَسَنَّنُ؛ فَاعْتَقَدَ أَنَّ يَزِيدَ كَانَ مِنْ كِبَارِ الصَّالِحِينَ وَأَئِمَّةِ الْهُدَى. وَصَارَ الْغُلَاةُ فِيهِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضِ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: إنَّهُ كَافِرٌ زِنْدِيقٌ وَإِنَّهُ قَتَلَ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتَلَ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَهُمْ بِالْحَرَّةِ لِيَأْخُذَ بِثَأْرِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا كُفَّارًا مِثْلُ جَدِّهِ لِأُمِّهِ عتبة بْنِ رَبِيعَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ؛ وَغَيْرِهِمَا وَيَذْكُرُونَ عَنْهُ مِنْ الِاشْتِهَارِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَإِظْهَارِ الْفَوَاحِشِ أَشْيَاءَ. وَأَقْوَامٌ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ كَانَ إمَامًا عَادِلًا هَادِيًا مَهْدِيًّا وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ أَوْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. وَرُبَّمَا اعْتَقَدَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَيَقُولُونَ: مَنْ وَقَفَ فِي يَزِيدَ وَقَّفَهُ اللَّهُ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ. وَيَرْوُونَ عَنْ الشَّيْخِ " حَسَنِ بْنِ عَدِيٍّ " أَنَّهُ كَانَ كَذَا
¥