كان الدكتور الكتاني واسع الثقافة، لا تتحدث في فن إلا ويدلو بدلوه فيه، يتقن اللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، تأليفا ومحاضرة وخطابة ومطالعة، وله معرفة وإلمام بخمس لغات أخر؛ هي: الأمازيغية، والألمانية، والبرتغالية، والإيطالية، والسويدية. لا يكاد يترك المطالعة والكتابة، قوي الهمة شديد الغيرة على الإسلام وقضاياه. وكان فاعلا منجزا، له قدرة هائلة على الابتكار وصنع النظريات، مع الهمة العالية في تطبيق وشرح وتوضيح أفكاره ونظرياته.
أقام عدة مؤتمرات وشارك في عشرات الندوات بخصوص أوضاع المسلمين في مختلف دول العالم، وكان له دور رائد في التوعية الدينية ببلاده المغرب، وكذلك المشاركة في الجمعيات الخيرية، بل أسس: مؤسسة الإغاثة الإسلامية في المغرب، بالتعاون مع هيأة الإغاثة الإسلامية في جدة – المملكة العربية السعودية، والتي عملت على كفالة عشرات الأيتام والأرامل بالمغرب، كما كان عضوا في مؤسسة آل البيت ومنتدى الفكر العربي بعمان – الأردن، بل كان عضوا في الأمانة العامة لهذا الأخير. وأسس عدة جمعيات تعاونية وثقافية؛ منها: جمعية الشرفاء الكتانيين للثقافة والتعاون. وبالرغم من كل هذه المجهودات وهذا النفوذ؛ كان غاية في التواضع وهضم النفس.
ترك ما يزيد عن مائتي مؤلف وتحقيق؛ منها سوى ما ذكرنا: الشجرة الكتانية (في النسب الكتاني) في مجلد ضخم. خ، موسوعة التراجم الكتانية. خ، الشرفاء الكتانيون في الماضي والحاضر. ط، مجموعة كبرى من الأبحاث في خصوص علم الطاقة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، موسوعة المقالات المكتوبة حول الإسلام بالأندلس منذ عام: 1980 – 2000. خ، العلامة المجاهد محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني – حياة علم وجهاد. ط، جمع وتحقيق وتذييل كتاب جده الإمام محمد الزمزمي الكتاني: عقد الزمرد والزبرجد في سيرة الابن والوالد والجد (حياتي) 3 مجلدات، والذي هوتاريخ للشرق الأوسط في القرن الرابع عشر الهجري. خ، تحقيق رحلة ابن بطوطة في مجلدين. ط، تحقيق كتاب نظم الدر واللآل في شرفاء عقبة ابن صوال (الكتانيين) للعلامة الطالب ابن الحاج. ط، جمع وتحقيق ديوان العلامة عبد الرحمن بن جعفر الكتاني. خ، موسوعة الشعر الأندلسي المضمن للكلمات العامية. جزأين. خ، المنتقى من الشعر الكتاني جزأين. خ، مجموعة كبرى من الأبحاث بخصوص الأقليات الإسلامية في العالم. مجموعة من الأبحاث الفكرية والدعوية ... وغير ذلك كثير.
كما أجيز في الرواية من طرف العديد من العلماء؛ كجده العلامة السيد محمد الزمزمي الكتاني رحمه الله، والشيخ محمد عبد الرشيد النعماني رحمه الله تعالى، وغيرهما. واستجازه جمع من أهل العلم وطلبته. أذكر منهم: أبناءه الحسن والحسين وحمزة، والشيخ الشريف حاتم العوني، والأخ محمد رجب مسامبا، وغيرهم.
كما تلقى عدة جائزات تقديرية علمية وفكرية من مختلف الجامعات والمعاهد والمنظمات الإسلامية والعالمية، واختير ضمن تراجم كتاب العباقرة في القرن العشرين الميلادي: The International Who’s Who of Intellectuals، أحد بضع وثلاثين عالما فقط، واختاره مركز التراجم الأمريكي الذي يعنى بتراجم نبغاء الألفية الميلادية الثانية: American Biographical Institute.
توفي رحمه الله تعالى بقرطبة – إسبانبا، فجأة وفي ظروف غامضة وهو مستعد للرجوع لبلاده المغرب، سحر ليلة الثلاثاء 15 محرم الحرام عام 1422 الموافق 10 أبريل عام 2001، بعد تهديدات بالقتل كان تلقاها من اليمين المتطرف النصراني، من أجل نشاطه الإسلامي الكبير في إسبانيا وأوروبا، ونقل جثمانه من الغد للرباط – المغرب، حيث شيع جثمانه في جنازة مهيبة ظهر يوم الخميس الموالي، ليدفن في مقبرة الشهداء. رحمه الله وجعل نزله الفردوس الأعلى بمنه وكرمه.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[03 - 03 - 06, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
نحن في انتظار المحاضرة
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:13 م]ـ
رحم الله هذا العالم الموسوعة رحمة واسعة ونحن ننتظر المحاضرة وجميع نفائس الكتانيين وجزاك الله خيرا على مجهوداتك
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:16 م]ـ
الله يرحمه وين المحاضره
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[03 - 03 - 06, 11:22 م]ـ
أخي الكريم:
رحم الله الوالد، وجعلك خير خلف له
¥